استطاع الفنان طارق لطفي ان يضع اسمه بين نجوم الصف الاول في الدراما التليفزيونية خلال السنوات الأخيرة الماضية بعد مسيرة نجاح وتألق في عدد من الاعمال الدرامية المميزة. ويعرض حاليا للنجم طارق لطفي احدث اعماله الفنية وهو مسلسل " بين عالمين " الذي تلقاه النقاد والمتابعون بشكل ايجابي وأثنوا علي مستواه الفني والاخراج والتمثيل الذي يعد مباراة مفتوحة للتألق بين النجوم هشام سليم وفيدرا ولقاء الخميسي. المسلسل تأليف ايمن مدحت واخراج احمد مدحت ويدور حول شخصية مروان الذي تدفعه قراراته واختياراته الحياتية إلي مسارات جديدة لم تخطر له علي بال من قبل. تخرج طارق لطفي في معهد الفنون المسرحية ولمع نجمه من خلال مشاركته في اعمال فنية هامة كانت بداية لتألق جيل كام من النجوم من بينها فيلم صعيدي في الجامعة الامريكية مع النجوم الشباب وقتها محمد هنيدي واحمد السقا ومني زكي وهاني رمزي ثم افلام الحب الاول. دماء علي الاسفلت. عن العشق والهوي. بنتين من مصر وعدد كبير من المسلسلات مثل "العائلة". "الوسية". "ليالي الحلمية" الجزء الرابع "الليل واخره" ."العندليب". "اولاد السيدة وغيرها من الاعمال الفنية في بداية الألفية الجديدة وحصل" طارق لطفي " علي لقب أحسن وجه جديد عام 1993 وأحسن ممثل ثاني من مهرجان الإسكندرية عام 1994 عمل في مسلسلات "الوسيه". "العائلة". "فيلم دماء علي الأسفلت". واستمرت المسيرة الفنية للنجم طارق لطفي في التقدم حتي شارك الفنان الكبير الراحل محمود عبد العزيز بطولة مسلسل " جبل الحلال " ولعب دور " كين " العدو اللدود لابو هيبة ونال الدور شعبية جماهيرية كبيرة جعلته ينتقل إلي مرحلة البطولة الحقيقية حيث قدم في العام التالي مسلسل "بعد البداية" الذي حاز اعجاب المشاهدين وكان واحدا من افضل اعمال رمضان 2015 الدرامية وبعده مسلسل " شهادة ميلاد " في عام 2016. " الجمهورية الاسبوعي" التقي الفنان " طارق لطفي" للحديث عن مسلسله الجديد "بين عالمين" وكيف يختار اعماله الفنية وكيف يري الوضع حاليا في صناعة الدراما المصرية وكان هذا الحوار: * في البداية ما الذي دفعك لتقديم شخصية مروان في مسلسل "بين عالمين"؟ ** شدني لشخصية مروان بساطتها الشديدة جداً حتي ليبدو انه شخص عادي يعيش بيننا وليس شخصية درامية رمزية كما كان الحال مع بعض الشصيات التي قدمتها في الاعمال السابقة خاصة شخصية " كين " في مسلسل " جبل الحلال ". . شخصية مروان تتطور عبر الاحداث والحلقات وتتغير كلما اختار شيئا جديدا وبرغم بساطتها الشديدة فهي شخصية صعبة جديدة ومثيرة وموحية وخطفت انتباهي من البداية. * اذن ما الفكرة الرئيسية التي يدور حولها " بين عالمين " من وجهة نظرك؟ ** تقوم فكرة العمل كله علي قيمة واهمية الاختيارات في حياتنا حتي لو كانت بسيطة وغير مصيرية فهي تغير مسار الحياة كله بعد قليل. من هنا تتضح الحالة المصيرية التي نعيشها جميعا بين عالمين يقومان اساسا علي اختياراتنا المصرية حتي في اطار الحياة العادية. ويمكن لأي متابع ان يلمح كيف تطورت الشخصية طوال الحلقات السابقة ولا يتوقع احد المفاجآت الدرامية التي ستحدث في الحلقات القادمة. * وكيف تختلف الشخصية عن شخصية عمر في مسلسل " بعد البداية "؟ ** شخصية عمر كانت مختلة تماما عن شخصية مروان " لانها بدات من أعلي نقطة درامية ودخلت في اطار الاثارة والتشويق منذ اللحظة الاولي في المسلسل الذي يبدأ بخبر منشور في جريدة عن وفاة الصحفي عمر ويقرأ بنفسه الخبر ويدخل في صراع درامي كبير طوال احداث المسلسل من اجل اثبات انه لايزال حيا ولم يفارق الحياة. * ما الدافع الاساسي الذي يجعلك مصرا علي تقديم عمل فني جديد؟ ** تعرف انه في اطار المنافسة الفنية التي نعيشها لابد ان يحمل الفنان حاليا سلاح المقامرة وليس المغامرة لتقديم عمل جديد ومختلف كليا عن العمل السابق له. والحمد لله فانا احمل هذا السلاح دائما ولا اخشي الدخول في مناطق درامية جديدة تتحول بعد قليل إلي موضة بين الاعمال الفنية مثلما حدث مع مسلسل " بعد البداية " وتحقيقه النجاح الساحق بفضل الله وكيف رأيت اعمالا فنية كثيرة بعده تلعب علي نفس مضمون الاكشن الذي تميز به المسلسل. وربما نفس الاطار الدرامي له. انا ادخل مقامرة جديدة في كل مرة من اجل ارضاء المشاهد وارضاء الفنان بداخلي الذي يسعي ويدفعني دائما للتميز وسط هذا الكم الكبير من زملائي النجوم. * كيف يتحكم هذا الفنان الذي بداخلك في اختياراتك الفنية؟ ** بالطبع له دور مهم جدا في كل عمل جديد اقوم بتقديمه وهو نفس الذي يتأهب ويستعد ويمتنع عن الطعام من اجل ان يقل وزني كثيرا مثلما حدث في مسلسل " شهادة ميلاد " وسط اندهاش شديد ممن حولي ويتدرب علي الاكشن والفنون القتالية مثلما حدث في مسلسل " بعد البداية " انا اعيش لفني ومن اجله فقط. * كيف تري نجاح مسلسل " بين عالمين " واسبابه؟ ** الحمد لله. فرحان بردود الافعال الجيدة حتي الآن وار ان فريق العمل في المسلسل هو سبب النجاح الاول ولابد ان اشيد بقيمة وموهبة الفنان الكبير الرائع الذيي اطلق لقب " فنان خرافي " هشام سليم وكل الابطال لقاء وفيدرا ومدير التصوير تامر زيتون والذي قدم صورة مثالية رائعة تحتاج قنوات فضائية اكثر تطورا في نوعية " HD " حتي يستمتع المشهد بالصورة الحقيقية كما قدم والموسيقي المتميز جدا تامر كروان كل ابداعه الجميل في العمل وادار المخرج احمد مدحت كل هذا الابداع بمنتهي الحرفية والتفاني ولابد ان اشكر الجميع. * كيف تتلقي ردود افعال الجمهور حول اعمالك الفنية؟ ** انا من نوعية الفنانين الذين يجدون في اي اشادة بدور فني جديد مزيدا من المسئولية. واقسم انني لا افرح بنجاحي في اي عمل لاكثر من اسبوع واحد حتي ان زوجتي وشريكة حياتي تتوسل الي كثيرا ان استمتع بالنجاح لكنني كالعادة لا افعل ذلك للاسف الشديد واتجه بكل طاقتي وكياني للعمل الجديد واقرأ في كل عام اكثر من 35 عملاً فنياً جديد من اجل اختيار عمل فني واحد. * في رأيك. ما السبب في غياب الاعمال الاجتماعية من الساحة الفنية مثل اعمال العائلة والوسية والتي شاركت في بطولتها في بداية حياتك الفنية؟ ** لم تختف الاعمال الاجتماعية والعائلية بالطبع من الساحة والدليل ان مسلسل بين عالمين هو مسلسل اجتماعي من الدرجة الاولي حيث تتوافر فيه كل عناصر الحياة العائلية والاجتماعية والعملية وفي رأيي ان التغير قد حدث في حياتنا وعلاقاتنا كمجتمع في بداية الامر وبالتالي اثر علي شكل اعمالنا الدرامية. مروان شخص لديه عائلة يدافع عن حياتها ويلتزم بها برغم اختياراته الخطرة التي تهدد امنها ومستقبلها. * لدينا العديد من كتاب الدراما حاليا. من تفضل العمل معه من بينهم؟ ** احب اعمال عمرو سمير عاطف جدا واعتبره واحداً من الكتاب المميزين والمهمين جدا حاليا. كما احب روايات احمد مراد وتامر ابراهيم وبالطبع الاستاذ الكبير وحيد حامد الذي شرفت بالعمل معه في مسلسل " العائلة " واتمني العمل معه مجددا كما عملت مع الراحل العظيم اسامة انور عكاشة في الجزء الرابع من " ليالي الحلمية " والراحل الكبير محسن زايد في " حديث الصباح والمساء " واحب اعمال الاستاذ بشير الديك جدا واري ان هناك جيلاً جديداً يبدأ الآن في مسيرة كبار الكتاب من بينهم ايمن مدحت مؤلف بين عالمين. * كيف استفاد الانتاج الدرامي من تحول مخرجي السينما إليه؟ ** الحقيقة اننا نعيش طفرة فنية غير مسبوقة علي مستوي الصورة والتكنيك في الاعمال الدرامية بفضل تحول عدد كبير من شباب المخرجين من السينما الي صناعة الفيديو. وهو ما انعش سوق الدراما التليفزيونية جدا خلال السنوات الماضية كما ان الفضائيات الكثيرة وشركات الانتاج الكبري التي تعمل حاليا في السوق مثل تامر مرسي واوسكار وريمون مقار وكلهم لا يدخرون وسعا في تقدم تجارب فنية مهمة وناجحة لكن المنافسة والاجواء المحيطة اصبحت قاسية جدا إلي حد تفكير بعض الفنانين الكبار في اعتزال العمل الفني مثلما سمعت عن قرار الفنان محمود الجندي واتمني ان يراجع نفسه في هذا القرار لانه سيعد خسارة كبيرة للوسط الفني بالطبع. * هل هناك امال سينمائية جديدة في الطريق؟ ** بالطبع لا اغيب عن السينما سوي لظروف قاهرة حيث لا يزال الكاتب عمرو سمير عاطف يكتب فيلما جديد اتفقت معه عليه كما ان ظروف تصوير المسلسل والعرض في شهر رمضان الكريم تدفعنا لبدء تصوير العمل القادم في منتصف ديسمبر علي اقصي تقدير لكنني اعد جمهوري بالعودة إلي سينما وبالفعل لدي الآن 3 سيناريوهات في الطريق إلي بلاتوه السينما قريبا.
