تعانق الانتصارات المصرية السياسية، إنجازاتها الحضارية، أم الدنيا تتحدث عن نفسها، تاريخها المجيد الذى أشرقت منه شمس الحضارة، لتضىء ظلام الإنسانية، وتنشر دفء العلم والمعرفة والقيم الأخلاقية، إلى إنجازات الجمهورية الجديدة، من إحلال السلام إلى مضاعفة العمران، إلى الهرم الرابع المتحف المصرى الكبير هديتها للبشرية. بعد غدٍ السبت بحضور عالمى غير مسبوق، وعلى مرمى البصر من الأهرامات الخالدة إحدى معجزات الدنيا السبع، يفتتح رسميًا، الرئيس عبدالفتاح السيسى المتحف المصرى الكبير، بحضور عالمى غير مسبوق، وبالأمس القريب احتضنت العاصمة الإدارية الجديدة احتفالية وطن السلام، وقبلها بأيام شهد العالم توقيع اتفاقية وقف الحرب فى غزة بمؤتمر السلام بشرم الشيخ. فى هذا العدد نقدم ملحقًا مجانيًا خاصًا، بعنوان «قوة مصر الحضارية»، يضم بين دفتيه 32 صفحة، تحوى تفاصيل المتحف ومكوناته، وما يتضمنه من كنوز المصريين القدماء، وملوك مصر القديمة، وأسرار تلك الحضارة العظيمة. يستعرض الملحق نماذج من حضارة مصر القديمة التى ألهمت العالم دينيًا وأخلاقيًا وعلميًا، واجتماعيًا، وعسكريًا وإعلاميًا، كيف كانت تعامل المرأة المصرية الأم والزوجة والابنة، حتى اعتلت عرش قلب زوجها قبل أن تعتلى عرش مصر.. وغيرها من أسرار الحضارة الخالدة.
رسائل ومضامين احتفالية «وطن السلام»
وهنا اصطحبكم فى سباحة فى مضامين ورسائل احتفالية «وطن السلام»، التى احتضنها مسرح مدينة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية الجديدة بالأمس القريب.
دلالة المكان والزمان
المكان: مدينة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية الجديدة.
الزمان: شهر الانتصارات أكتوبر المجيد، بعد أيام معدودات من انتصار بإحباط مخطط تهجير الفلسطينيين ووقف الحرب.
الدلالة: أحفاد المصريين يسيرون على خطى أجدادهم، المصرى المعاصر انتصر فى معركة امتدت عامين، أحبط مخطط التهجير وحافظ بالدبلوماسية وقدرة الردع على تراب الوطن.
الأحفاد حققوا السلام بقدرة الردع، كما حققه من قبل الأجداد بقوة السلاح، وهنا رسالة مفادها أن السلام تفرضه القوة، التى تشمل قبل القوة العسكرية قوة الإرادة والقدرة على الصمود.
المكان العاصمة الإدارية، التى أنشئت بالتزامن مع حرب تطهير الوطن وسيناء من الإرهاب، وهجمات خنق مصر اقتصاديًا، انتصرنا على الإرهاب ومن يقف خلفه وعبرنا عنق الزجاجة وواصلنا مشروعاتنا التنموية العملاقة.
الزمان: أكتوبر شهر الانتصارات وبعد أسبوع من انتصار وقف إطلاق النار فى غزة وإحباط مخطط التهجير وهو انتصار، حقق لمصر أهدافها بحماية القضية الفلسطينية ووقف نزيف الدماء، وحماية التراب الوطنى دون الاضطرار لمواجهة عسكرية.
رسائل الاستقبال والبداية
ومنذ اللحظة الأولى لاحتفالية وطن السلام توالت الرسائل البليغة:
استقبال الأطفال بالزى الأبيض كالملائكة للرئيس عبدالفتاح السيسى، رمزية للمستقبل المشرق الذى يستقبل الحاضر، والحاضر الذى يحافظ على المقدرات التى تمهد لمستقبل مشرق.
الأطفال ببراءتهم أعربوا عن محبتهم للرئيس الذى بادلهم محبة وعطف الرئيس والأب الإنسان.
ويتلو القارئ آيات من الذكر الحكيم قال تعالى: « وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِى سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ». صدق الله العظيم. وهنا تطبق مصر ما أمر الله به تعالى من تعظيم قدرتها الشاملة حضارية وسياسية واقتصادية وعسكرية، لتفرض السلام، فالضعف محفز للأعداء للعدوان، مصر تدرك جيدًا أن خيارها الاستراتيجى السلام ولتحقيق ذلك تواصل تعظيم قدرتها الشاملة للردع.
إسعاد يونس و البيجامة
فى كلمة الفنانة إسعاد يونس الافتتاحية وسخريتها الخفيفة عندما قالت: إنها لم تُحضر البيجامة «الكستور»، بسبب المكوجى، وهو الزى الذى حرصت مصر على أن يرتديه أسرى العدو فى حرب أكتوبر 1973، عند عودتهم بعد اتفاقية السلام، وهى رسالة تذكير بقوة مصر التى لا تتهاون فى الدفاع عن أرضها وانتزاع حقوقها.
■ حُراس الرمال، ذلك العرض الفنى، والمشهد المسرحى الذى تناول عظمة المصريين أبناء سيناء، وقيمهم الأخلاقية وبطولاتهم الوطنية فى حراسة رمال مصر فى المناطق الحدودية، وأهمية أن تدرك كافة أجيال مصر قيمة سيناء أرض التجلى الأعظم التى اختصها الله سبحانه وتعالى بالتجلى دون غيرها من بقاع الأرض، وما تعطرت به من دماء شهداء مصر على مدار التاريخ.
وفى كلمة الرئيس السيسى ذكر «اللى مش واخد باله»، أن مصر أنجزت أنفاق تحيا مصر، ستة أنفاق أسفل قناة السويس تربط بين الدلتا وسيناء، وهى شرايين للتنمية والتنقل السريع لأبناء الوطن، داعيًا الوزارات المعنية لتنظيم زيارات لطلاب المدارس والجامعات لسيناء.
لكن هذا الربط بين الدلتا وسيناء، يعزز قدرات مصر الدفاعية عن أرض الفيروز، فمن يلاحظ فى أعقاب نكسة 1967، اتخذ العدو من المانع المائى قناة السويس حاجزًا أقام عليه خط بارليف الذى قهره أبطال مصر باقتحامه فى السادس من أكتوبر 1973، ومع تلك الأنفاق المنجزة فى الجمهورية الجديدة وتعاظم قدرات الجيش المصرى يستحيل على العدو النيل من مصر لذلك على «اللى مش واخد باله» أن يُدرك أن مصر متعاظمة القوة والجاهزية بإذن الله لحماية أرضها ومقدراتها.
■ بالعلم والوعى والقوة نحمى السلام ومستقبل أجيال هذا الوطن، ففى فقرة «الدحيح»، تحدث عن العقل المصرى الذى أبدع فى فهم الفيزياء وابتكر آلية مضخات المياه لفتح ممرات فى خط بارليف بأقل كلفة وهو ما حصنه العدو ضد أحدث ما توصل إليه العالم فى هذا العصر من قوة تدميرية.
وتحدث الرئيس عن أهمية الوعى ووحدة الشعب، فإن الله ينصر الشعب الذى يرفض الهزيمة، والنصر لا يكون بالجيوش والقوة العسكرية فقط بل بوعى وإرادة الشعوب ووحدتها.
وهنا تضيف مصر بهذا الحفل لقوّتها الناعمة معززات لقوة الوعى بما حملته من رسائل.
■ موقف مصر التاريخيّ الداعم للقضية الفلسطينية، فقدم النجمان محمد منير ومدحت صالح أغنيتهما الداعمة لفلسطين وشعبها الصامد تحثهم على مواصلة الصمود فى أرضهم.
وتتسق تلك الرسالة مع موقف مصر الرافض بكل قوة لمخطط التهجير، والعمل المخلص على مدار عامين لإيقاف الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية، وحشد الرأى العام الدولى للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية.
موقف مصر رغم ما حاول الأشرار المزايدة عليه واضح، بشهادة الشعب الفلسطينى ذاته، وفى الحفل قدم فلسطينيون تلقوا العلاج فى مصر، شهادات مؤكدين أنهم عازمون على العودة لوطنهم بينهم ريتاج الطفلة الفلسطينية الجميلة التى فقدت أسرتها بقصف الاحتلال لمنزلهم بغزة قبل إنقاذها من تحت الركام.
ريتاج أعربت عن محبتها للرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى وصفته ب«أبويا الرئيس السيسى نفسى أسلم عليه»، ويحقق الرئيس لها أمنيتها ويدعوها للصعود ويجلسها بجواره مقبلًا رأسها، وهى قُبلة من رئيس مصر الإنسان لكل طفل فلسطينى ولشعب فلسطين الصامد الذى قدم أعظم التضحيات، وفى محبة الطفلة تعبيرًا عن امتنان ومحبة شعب فلسطين وتقديره لموقف مصر التاريخيّ المشرف.
ويختتم الرئيس الحفل بكلمة حكيمة، يحمد فيها الله صاحب الفضل فى حماية مصر، وتحقيق انتصاراتها، بصلابة ووعى شعبها.
انتصرت مصر على مخطط التهجير، رفضت الهزيمة فصمد الشعب الفلسطينى على أرضه، وصمد الموقف المصرى الحاسم فكان الانتصار بفضل الله. قوة مصر الحضارية أحد أهم مكونات قدرتها الشاملة المتعاظمة بإذن الله وحفظ الله مصر.