حذر خبراء فى شئون الجماعات المتطرفة من تزايد جماعات اليمين المتطرف فى أوروبا، مؤكدين أن الخطابات السياسية للرؤساء والزعماء فى الغرب، وتعمد تشويه صورة المسلمين وراء تنامى تلك الجماعات. الباحث الليبى ناصر الهوارى، أكد أن جماعات اليمين المتطرف منتشرة فى عدد من الدول الأوروبية، وأن تغافل الأنظمة عنها وتركها تعمل بحرية أدى لتنامى هذه الجماعات. وأوضح أنها استقطبت عددًا من الشباب، وبدأت فى بث سمومها وموجات من العداء ضد المهاجرين والأجانب، كما أن الخطابات العنصرية والعدائية والإجراءات المتخذة ضد المسلمين فى بعض الدول، ساعد على ارتكاب عدد من الجرائم ضد تلك الجاليات، وحتى المسلمين الأوروبيين، وآخر ذلك حادث المسجدين فى نيوزلندا. وحذر «الهوارى» من بزوغ تيارات تواجه جماعات اليمين المتطرف، ليصبح العالم أمام عنف وعنف مضاد، وتتعالى مطالبات المتطرفين من كلا الجانبين مطالبة بالحرب المقدسة. وأضاف أن أقصى اليمين الفرنسى يضم تيارات فكرية مختلفة، منها «ميز جان إيف كامو»، واليمين الذى يحاول الوصول إلى الحكم، واليمين المتطرف الذى يصطدم بمؤسسات الدولة، وكذلك تيار «السياديين»، المتمسكين بشدة بسيادة الدولة الوطنية، واليمينيين، وكذلك «سياديون يساريون» الرافضين للعولمة وللهجرة وللمشروع الأوروبى المنتقص من سيادة الدولة الوطنية. وأوضح أن كتاب «الاستبدال الكبير»، يعد أحد المرجعيات التى تغذى الفكر اليمينى المتطرف، والتى توصف عملية الهجرة واللجوء على أنه غزو جديد لبلادهم. فيما يوضح الخبير الأمنى السورى محمد عيسى، أن نظرية «الاستبدال الكبير» هى مؤامرة يمينية، تفترض أن السكان الفرنسيين الكاثوليك البيض، والسكان الأوروبيين البيض عمومًا، يتم استبدالهم بشكل منتظم بأشخاص غير أوروبيين، من سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى، من خلال الهجرة الجماعية والنمو السكانى، وتحذر النظرية من أن عمليات الهجرة واللجوء للمسلمين من منطقة الشرق الأوسط تهدف إلى ذلك الأمر ولا سيما فى فرنسا. وأوضح أن «رينو كامو»، الكاتب الفرنسى ورئيس ومؤسس حزب «لينوسانس» أو «البراءة» العنصرى، هو أحد مروجى هذه النظرية، لافتًا إلى أن الأحزاب الشعبوية اليمينية، وشبكات واسعة النطاق مثل حركة بيغيدا الألمانية المعادية للإسلام والمهاجرين، ومجموعات أيديولوجية مثل «كتلة الهوية» المعادية للإسلام وللولايات المتحدة، ساهموا طوال الفترات الماضية فى تغذية التطرف المضاد وشحن الشباب لمعاداة المهاجرين والمسلمين، وأنهم يرون أن قتلهم للمئات أو العشرات سيمنع الآخرين من الذهاب إلى بلادهم. وأضاف أن حملات التحريض على حرق القرآن الهدف منها تحذير المسلمين فى كل دول العالم بعدم الذهاب إلى دولهم، مشيرًا إلى أن هناك عددًا من الحركات والأحزاب اليمينية المتطرفة تعمل على تكريس العداء للإسلام والمسلمين ومنها، حزب «ديمقراطيو السويد» الذى تمكن من تحقيق أفضل نتيجة انتخابية فى تاريخه فى العام 2018، وحصل على 17٫6 بالمئة من أصوات الناخبين، وحل ثالثًا فى البرلمان بعد حزبى اليمين واليسار التقليديين. وأشار إلى أن حزب «رابطة الشمال» اليمينى المتطرف تمكن من قيادة تحالف، شمل حزب رئيس الوزراء السابق سلفيو برلسكونى، فى الانتخابات البرلمانية الإيطالية، وحصل الحزب على النتائج بسبب إدانته الدائمة للهجرة والمسلمين ومعاداة اللاجئين. أما حزب الحرية اليمينى المتطرف، فحصد نتيجة كبيرة فى النمسا العام الماضى، وحل ثانيًا خلف الحزب المسيحى الديمقراطى، ويتميز بالعداء للإسلام أيضًا. وفى ألمانيا أصبح حزب «البديل من أجل ألمانيا» وحركة بيغيدا اليمينية المتطرفة من أكبر القوى هناك، حيث دخل الحزب البرلمان للمرة الأولى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وتمكن من فرض رؤية معادية للإسلام فى أوروبا. وحذر الخبراء من أن الفترة المقبلة ستشهد انتشارًا كبيرًا للجماعات المسلحة التى تستهدف التجمعات الإسلامية، وأن عام 2019 قد يشهد مذابح كبيرة فى عدد من الدول الأوروبية بحق المسلمين، خاصة المهاجرين الفلسطينيين والسوريين.