الأسر الفقيرة تصر على الإنجاب لضمان الكسب من وراء عمل الأبناء وضعت وزارة الصحة، وتحديدًا قطاع السكان، خطة لتنظيم عمليات الإنجاب، ومحاربة عمل الأطفال الصغار فى الحرف والمصانع، وذلك بعدما أوضح الدكتور عمرو حسن مقرر المجلس القومى للسكان، أن محور الشباب وصحة المراهقين يستهدف تنمية مهاراتهم، وخفض نسبة البطالة ومعدل الأطفال المعرضين للخطر، ونسبة تشغيل الأطفال العاملين، وزيادة نسبة المفاهيم الصحيحة المتعلقة بالصحة الإنجابية لدى هذه الفئة العمرية، ووضع آليات لمساهمتهم فى التصدى للقضايا الاجتماعية وزيادة معدلات التطوع، إلا أن هذه الخطة تواجهها العديد من المعوقات. من بين تلك المعوقات، عمل الأطفال فى المصانع والحرف، فضلاً عن إصرار عدد كبير من السيدات على الإقبال على الإنجاب، بدعاوى مختلفة وظروف بيئية وثقافية خاصة بهم، حيث أخذ اهتمام عمالة الأطفال الكثير من الأسر المصرية خاصة الأسر التى لا يوجد بها معيل، فتلجأ الأم إلى استغلال أطفالها فى أشكال عديدة من العمل، وتسخيرهم فى أعمال غير مؤهلين جسديًا ونفسيًا للقيام بها. وتشير الإحصاءات الأخيرة إلى زيادة عدد سكان مصر نحو 11 مليون نسمة، من يناير 2011 إلى الآن، أى ما يعادل سكان اليونان، فى فترة لا تزيد على 7 سنوات، حيث ارتفع معدل الخصوبة إلى 3٫5 طفل لكل امرأة، بدلًا من الاستمرار فى انخفاضها التدريجى المستهدف، وبهذا المعدل السكانى، لن نشعر بأى معدلات للتنمية من الاستثمار، ومعدلات الوظائف، وسنصل إلى أن أجيال كاملة لن تجد عملًا نهائيًا. عزيزة بهاء، 45 عامًا، تقيم بإحدى قرى مركز منفلوط محافظة أسيوط، أنجبت 7 بنات، وولدين فى عامهم السابع، ومازالت تواصل الإنجاب، قائلة: «الأبناء عزوة ونحن نصرف على أبنائنا، ولو زاد الله فى عمرى سوف أنجب الكثير من الأولاد، فأبنائى جميعًا يعملون فى حقولنا، ويساعدون أباهم فى الزرع والحصاد». أما ثريا عبدالمنعم، من ذات القرية، فأنجبت 5 أولاد متقاربين فى الأعمار، مؤكدة أن الإنجاب من تقاليد عائلات القرية، من أجل زيادة العائلة التى تؤثر فى قراراتهم المصيرية، مشيرة إلى أن أحد أبنائها الذى يبلغ من العمر 13 عامًا، يعمل فى إحدى ورش الخراطة الذى يملكها أحد أقاربها، ويتعلم الابن الأوسط صاحب الأحد عشر عامًا حرفة نجار المسلح، ويدران دخلًا يساعد الأسرة على المعيشة الصعبة. وقال عز العرب عثمان، 49 عامًا، المقيم بقرية «جرزا» مركز العياط محافظة الجيزة، إنه والد 5 أطفال فى أعمار مختلفة، ورغم ظروف الفقر التى تمر بها أسرته، إلا أنه يطالب زوجته دائمًا بالإنجاب، لكى يسانده أبناؤه عند تقدمه فى السن.