فتاة صعيدية سمراء اللون، نحيفة الجسد، الشقاء يبدو على ملامحها، ترتدى ملابس بسيطة عبارة عن جلباب أبيض وطرحة سوداء، تقود «تروسكيل» لكسب رزقها، فلم تخجل أنها سيدة فى مجتمع صعيدى له عاداته وتقاليده الخاصة، لكن فضلت العمل كى تنفق على أسرتها بدلًا من أن تمد يدها لأحد. عندما تدق عقارب الساعة السادسة صباحًا تخرج مروة الجهلان، البالغة من العمر 28عامًا، ابنة قرية البعيرات بمحافظة الأقصر من منزلها، لتقود «التروسيكل» وتتجول بين جنبات الأسواق لنقل البضائع للتجار ومواد البناء للأهالى، وأيضًا نقل الأطفال إلى مدارسهم وكذلك كبار السن إلى منازلهم، حتى تعود لأسرتها بقوت يومهم. تحكى «مروة» قصتها، قائلة: «بسبب سوء الحالة الاجتماعية وتدهور الحالة الصحية لوالدى استأجرت ترو سيكل من أحد أهالى القرية، للعمل عليه وإعطائه أجر يومى اتفقنا عليه مسبقًا، وأعود بما يتبقى من نقود لأسرتى التى تتكون من 5 أفراد، الشغل مش عيب، وبجرى كل يوم على أكل عيشى عشان أصرف على أهلى». وأوضحت أنها تستيقظ مبكرًا لتوصيل الطلاب إلى مدارسهم البعيدة، ثم تنتقل إلى المحلات العمومية لنقل بضائعها، مشيرة إلى أنها تعمل أكثر من 15 ساعة يوميًا وأنها لم تخجل من عملها على الرغم من تواجدها داخل قرية ريفية ترفض عمل المرأة. وتابعت: «أنا بحب شغلى وما بتكسفش منه، وكل همى مصدر رزق حلال أكل منه عيش أنا وأسرتى، ونلت احترام وحب الناس بدءًا من الأهالى مرورًا بسائقين التروسيكل فى المواقف والقرى المجاورة، والجميع بدأ يعاملنى بود ويتعاونون لمساعدتى يوميًا». وناشدت «مروة» المسئولين بمحافظة الأقصر لمساعدتها فى امتلاك تروسيكل بدلًا من الذى تعمل عليه بالأجرة، قائلة: «نفسى فى تروسيكل يكون ملكى عشان أقدر من خلال فلوسه نعيش حياة كريمة».