" بسم الله الرحمن الرحيم ... الست المصونة فاطمة شقرا ... بتاريخ شهر جمادى الآخر من سنة ثلاث وسبعين وثمانمائة"، كلمات خطت علي جانبي الباب العمومي للوجهة الغربية لمسجد "فاطمة شقراء". انشئ عام 1468، على يد رشيد الدين البهائي، بشارع تحت الربع بالقاهرة، وسمي في البداية مسجد المقشات، ثم مسجد المرأة، واخيراً سمي بمسجد فاطمة الشقراء، تيمناً بالسيدة فاطمة الشقراء، وهي التي امرت بترميمه، وكانت من نساء العصر العثماني، وكانت من الجواري الروسيات التي عتقت.
اهتمت فاطمة بتسجيل اسمها بجوار تاريخ إنشاء المسجد، على جانبي المدخل الرئيسي بالوجهة الغربية للمسجد، وقامت بإزالة اسم بهاء الدين، وكاتبت: "بسم الله الرحمن الرحيم الست المصونة فاطمة شقرا بتاريخ شهر جمادى الآخر من سنة ثلاث وسبعين وثمانمائة".
من الاعمال الترميمية التي قامت بها فاطمة، تدعيم الدعامات والجدران، واكمال المئذنة الحجرية القديمة للمسجد، التي حولتها لتكون شبيهه بمآذن العثمانيين.
للمسجد محراب من أجمل المحاريب الحجرية، فقد اشتملت طاقيته على مقرنصات مغطاة بالرخام الأسود، ويحيط بها أشرطة منقوشة، ويعلوه مستطيلان كتب فيهما: " وما النصر إلا من عند الله. إن ينصركم الله فلا غالب لكم".
يعد محراب المسجد متمماً لسلسلة من التطوير المعماري في بناء المحاريب خلال القرن التاسع الهجري، وبجواره المنبر الأصلي للمسجد، وهو منبر من الخشب استخدم في تصميمه أسلوب الحشوات المجمعة، لجأ إلي هذا الأسلوب النجارون المسلمون للتغلب على ندرة الأخشاب الجيدة في ذلك الوقت.
يحتوي المسجد في نهاية الصحن على مدفناً يعرف لدى العامة بضريح «الست فاطمة» وبداخله مقصورة خشبية بها قبران مكتوب على أحدهما هذا قبر الست فاطمة، أما القبر الثاني فصاحبة مجهول، ويرجح البعض أنه للمشيد الأول للمسجد والذي أشار إليه المؤرخ المملوكي تقي الدين المقريزي باسم بهي الدين.