يقع مسجد المحمودية بميدان محمد على بمنطقة القلعة وبالتحديد أمام باب العزب لقلعة صلاح الدين الأيوبى شرقى مسجد السلطان حسن والرفاعى، ويعود اسم وتاريخ إنشاء هذا المسجد إلى محمود باشا وإلى مصر من قبل الدولة العثمانية فى سنة 1567م. بنى المسجد على كتلة صخرية مرتفعة عن الطريق، لذا يصعد إليه بدرج، وذو مساحة صغيرة مقارنة مع ضخامة مسجدى السلطان حسن والرفاعى، وللمسجد أربع واجهات فتح باثنتين منها مدخلان متقابلان أحدهما فى منتصف الوجهة الشمالية والثانى فى منتصف الوجهة الجنوبية، وفتح بوجهاته صفان من الشبابيك من الجبس المفرغ والمحلى بالزجاج الملون تعلوها مقرنصات وتتوجها شرفات مورقة. أسست مأذنة المسجد على شكل أسطوانى على النمط العثمانى تحليها خطوط رأسية بارزة ولها دورة واحدة مكونة من مقرنصات متعددة الحطات وتغطيها مسلة مخروطية، وهى تقوم على قاعدة أسطوانية مثلها تقع بالناصية الشرقية الجنوبية للمسجد كنظيرتها بمسجد السلطان حسن. ويتوسط جدار القبلة محراب من الحجر خال من الزخارف يجاوره منبر من الخشب بحشوات مجمعة، وعلى يسار المحراب باب يؤدى إلى القبة الضريحية وبها قبر المنشئ، والقبة مرتفعة قائمة بمفردها بارزة عن مستوى الواجهة ومبنية بالآجر على قاعدة من الحجر، وفى الجهة الجنوبية الشرقية قاعدة دائرية عليها مئذنة من دورة واحدة قمتها مدببة. ويتميز المسجد بأن جميع الأسقف الموجودة به الخشب المنقوش بزخارف ملونة ومذهبة ويحيط بها إزار مكتوب به آيات قرآنية واسم المنشئ وتاريخ الإنشاء. توالت أعمال الإصلاح والترميم على المسجد، حيث أدركت أدركت لجنة حفظ الآثار العربية الجامع منذ سنة 1885، حيث لم تجد فيه شيئا من الأبواب والشبابيك والارضيات، كما اندثر السبيل الملحق والكائن بالجهة الجنوبية الغربية، ولم يتبق منه سوى جزء من السقف وجدران الصهريج، وبدأت أعمال الأصلاح عام 1904 ميلاديا، والتى استمرت لعامين. وكان آخر عمليات الترميم التى مر بها المسجد فى عام 1940 ميلاديا، حيث أمر الملك فاروق بتقوية عقوده وإصلاح سقفه، ويعانى المسجد حاليا من الإهمال الشديد، ومئذنته مهددة بالانهيار فى أى وقت.