مجاذيب العصور| "السكندري" أمير الشاذلية والناكر المحب للصوفية

"كيف تطلب العوض عن عمل هو متصدق به عليك، أم كيف تطلب الجزاء عن صدق هو مهديه إليك" ابن عطاء الله السكندري


"ما كان ظاهر ذكر إلا عن باطن شهود و فكر، أشهدك من قبل أن استشهدك فنطقت بألوهيته الظواهر و تحققت بأحديته القلوب و السرائر"

ابن عطاء الله السكندري، الملقب ب "قطب العارفين" و "ترجمان الواصلين" و "مرشد السالكين"، ولد عام 1260، في محافظة الإسكندرية، كان فقيه صوفي على الطريقة الشاذلية ويعتبر من أحد أركانها، وواعظ يأثر القلوب بكلماته، وكان من أهل الحقائق وأصحاب الطريق.

"لا يعلم قدر أنوار القلوب و الأسرار إلا في غيب الملكوت، كما لا تظهر أنوار السماء إلا في شهادة الملك"


في بداية طريقة إلي الله أنكر السكندري الصوفية وقال عنها: " من قال أن هنالك علماً غير الذي بأيدينا فقد افترى على الله عز وجل"، وبعد أن التقى بصديقة أبو العباس المرسي، اثار إعجابه الطرق الصوفية بل وقال عنها: " كنت أضحك على نفسي في هذا الكلام"، وتحول السكندري إلي واحد من المريدين.

"ذاكر ذكر ليستنير قلبه، فكان ذاكرا، و ذاكر استنار قلبه فكان ذاكرا، و الذي استوت أنواره و أذكاره فبذكره يهتدى و بنوره يقتدى"


نصحه صديقة أبو العباس أن يلزم الصوفية قائلاً: " فوالله لئن لزمت لتكونن مفتياً في المذهبين"، قاصداً مبشره بأنه سوف يكون ذات يوما من أهل الشريعة ومذهب أهل الحقيقة.

"لا مسافة بينك و بينه حتى تطويها رحلتك، و لا قطيعة بينك و بينه حتى تمحوها وصلتك"

قال أبو العباس عن السكندري: "والله لا يموت هذا الشاب حتى يكون داعياً إلى الله وموصلاً إلى الله والله ليكونن لك شأن عظيم والله ليكونن لك شأن عظيم والله ليكونن لك كذا وكذا" فكان كما أخبر".


"نهاية السالكين بداية المجذوبين، و بداية المجذوبين نهاية السالكين، فإن مراد السالكين شهود الأشياء لله، و مراد المجذوبين شهادة الأشياء بالله، و السالكون عاملون على تحقيق الفناء و المحو، و المجذوبون مسلوك بهم طريق البقاء و الصحو"


توفي السكندري في مصر عام 1309، تاركا ورائه العديد من الكتب والحكم، وتم دفنه في المكان الذي كان يتعبد فيه في مقبرة المقطم، لديه العديد من الحكم حيث يبلغ عددها 264 حكمة التي ترجم العديد منها الى اللغة الانجليزية والاسبانية.


"رب عمر اتسعت آماده و قلت أمداده، و رب عمر قليلة آماده كثيرة إمداده، فمن بورك له في عمره أدرك في يسير من الزمن من منن الله تعالى ما لا يدخل تحت دوائر العبارة و لا تلحقه الإشارة"
ابن عطاء الله السكندري