هناك وليس بعيدا عن الانظار يوجد عدد غير قليل من الاطفال والصبية يعيشوا فى معزل عن العالم حيث كونوا لانفسهم عالم خاص بهم هو الى يريدونه وحبوا ان ينغمسوا فيه هذا العالم الذهنى الذى خلا من اية تعقيدات او مشكلات حياتية,هؤلاء الاولاد ذوى الاحتياجات الخاصة والمعوقين ذهنيا وجدوا ملاذا لهم فى مدارس التربية الفكرية حيث اجتمعوا هناك على امل ان يحصلوا على قدر قليل من العلم المناسب لهم والحياة الكريمة .الا ان الرياح لا تات بما تشتهى السفن حيث ان الاولاد والذين عددهم 142 تختلف اعمارهم ما بين ثمانية واربع عشر لا يجدوا فى تلك المدرسة ما يبتغوه ليس تقصيرا من ادارتها ولكن لضعف الامكانيات وقلة الحيلة فى توفيرها حيث تعانى مدارس التربية الفكرية فى مصر من عدم وجود ميزانية لها من الدولة وذلك لانها تعتمد فقط على التبرعات الخارجية الامر الذى جعل امورا كثيرة تنقص تلك المدارس حتى تستطيع ان تقدم الرعاية الصحية والتعليمية لابنائها ..هذا ما اكدته ,,,صباح عباس محمد,,, مديرة مدرسة التربية الفكرية بالدقى والتى اشارت الى ان الروتين الحكومى دائما ما يتسبب فى تعطيل كل ما تحتاج اليه المدرسة حتى تقدم للطلاب الرعايا اللازمة ,,مشيرة الى ان ميزانية المدرسة مثل جميع مدارس التربية الفكرية عبارة عن رواتب المعلمين فقط ولا تقدم الحكومة ممثلة فى وزارة التربية والتعليم اى موارد اخرى للمدارس حيث ان العمال الذين يعملوا فى النظافة يحصلوا على رواتبهم من التبرعات ..موضحة ان طلاب المدارس الفكرية يحتاجوا معاملات خاصة واساتذة متخصصين الا ان الوزارة ليس لديها تلك النوعية منهم الامر البذى يجعل هناك مشاكل عديدة متعلقة بالعملية التعليمية لا تستطيع المدرسة الوفاء بها..واضافت كما تعانى المدرسة من عدم وجود اخصائى تخاطب وهذه المسالة هامة جدا حيث ان طلاب المدارس لديهم اعاقات ذهنية وحل مشكلة التخاطب سوف تجعل العلاج اسهل ,ولكن الوزارة لا تستطيع توفير معلمين لهذة المهمة..وتضيف قائلة كما يعانى طلاب المدارس الفكرية عامة من عدم وجود تامين صحى شامل بمعن ان التامين قاصر على علاجات بسيطة الا ان معظمهم يعانى من امراض مزمنة مثل القلب والاورام والصرع والامراض الصدرية ,وتلك الامراض تحتاج الى اساتذة متخصصين على مستوى عالى وامكانيات مادية مرتفعة ,وكل تلك الامور لا يمكن ان توفرها المدرسة ولا يوافق على توفيرها التامين الصحى مما يجعل كثير من الاولاد يزدوادوا سوءا دون ان ينظر اليهم احد بعين الرحمة,,,وتؤكد مديرة التربية الفكرية ان الروتين الحومى يعطل كثير من الامور التى قد تساعد على توفير الامكانيات حيث انه فى حالة ما ان تقدم متبرع للمدرسة يريد شراء اجهزة للطلاب او يساهم فى علاجهم يجد امامه معوقات كثيرة تجعل بعضهم احيانا يقرر التراجع مما يضر بالطلاب انفسهم ,وتشير الى انها ارادت عمل موقع الكترونى تستطيع من خلاله ابراز المدرسة حتى يتقدم متبرعين لها الا انها وجدت تكلفتة تتعدى الثلاثمائة جنية شهرى وليس لديها ميزانية لذلك ,ولذا قررت التراجع عن الفكرة ,,واشارت الى ان كل الامكتنيات الموجودة فى المدرسة عبارة عن تبرعات خارجية وتلك التبرعات غير دائمة الامر الذى يجعل المدرسة تتوقف كثيرا عن اداء همتها بسبب عدم وجود اماكانيات التى قد تصل احيانا الى عدم توقير اجر عامل يقوم باصلاح حنقية تم كسرها , ...واكدت صباح حسين اخصائية نفسية بالمدرسة ان هناك قصور كبير فى مناهج التربية الفكرية والتى ما زالت عقيمة ولا تتناسب مع عقول الاولاد فى تلك السن ولذا يجب ان يتم تعديلها واستبدالها بمناهج بسيطة واخرى تساعد على تنشيط الذاكرة ,مؤكدة ان المناهج التى تدرس بعيدة تماما عما يحتاج اليه الطالب فى تلك المرحلة الذهنية حيث ان المدرسة تقبل الطلاب من ثمانى سنوات فى المرحلة التاهيلية وتلك المرحلة تعادل الابتدائية الا ان مناهجها غير مناسبة تماما للسن او للمستوى الذهنى للطلاب .واشارت الى ان طلاب المدرسة ينقصهم من الامكانيات المادية والمعنوية ما يساعدهم على تخطى الازمات التى يمروا بها خاصة وان اولياء الامور دائما ما يكونوا من اسر بسيطة لا يستطيعوا التبرع كما ان هناك اسر تحضر ابنائها للمدرسة فقط خوفا من ان يخرجوا الى الشوارع دون رجعة علما بان المدرسة بها قسم للمبيت الا ان الامكانيات غير متوفرة به بشكل مناسب للطلاب ذوى احتياجات خاصة ..واكدت منى السعيد مدير ادارة الدقى التعليمية ان الادارة تحاول جاهدة توفير اى اموال من اللامركزية حتى تقدم لمدارس التربية الفكرية حيث ان ميزانية المدارس تشمل فقط رواتب المعلمين .مشيرة الى ان هناك عجز ايضا فى عددهم حيث ان المعلم الذى يخرج للمعاش لا يمكن استبداله باخر كما يحتاج الطلاب الى متخصصين وهؤلاء غير متوفرين .واضافت نحاول جاهدين مساعدة الطلاب بعد التخرج فى الحصول على وظائف حيث يتخرج الطالب فى سن اربع عشر عاما بعد ان يحصل على تدريب مهنى فى النجارة والسجاد واعمال الخياطة ولكن تواجهم مشكلة عدم الحصول على وظيفة مناسبة بسهولة بسبب مشاكلهم الذهنية. ..ومن امام بوابة المدرسة التقينا بعدد من اولياء الامور حيث لاحظنا وجود سيدة بسيطة تجلس ارضا وحينما اقتربنا نها علمنا انها ولية امر احد الطلاب والذى يعانى من قصور ذهنى ومريض بالقلب واكدت انها تسكن فى منطقة صفط اللبن ولكنها لا تستطيع ان تعود للمنزل بسبب ضيق ذات اليد فتضطر انتظار ابنها حتى يخرج .واشارت الى ان ابنها يحتاج الى عملية فى القلب تلكلفتها خمس عشر عاما كما يحتاج الى جلسات تخاطب مرتين اسبوعيا وثمن الواحدة خمسون جنيها وبالطبع لا تسطيع توفير تلك المبالغ مما اضطرها لتركه دون علاج لضيق ذات الي . ..اما ام خالد فقررت ان تعمل فى المدرسة حتى تستطيع ان تكون بجوار ابنها المريض وتقوم بتوفير المبالغ التى تهدرها فى المواصلات وتحصل على راتب قدره 150 جنيها !! قامت بالزيارة علا حسنين