كاستليو قرنق: المعارضة استقبلت مقترحات «الخرطوم» بقلب مفتوح وصدر رحب اتفاقيات البترول يجب أن تكون بين الحكومتين..والحركة الشعبية أصبحت حزب دولة قال الدكتور كاستيلو قرنق رئيس الحركة الوطنية فى جنوب السودان، إن الوضع القائم الًان، ومحاولة الوصول إلى حل سلمى مقبول لكل الأطراف، عبر مقترح الحل السلمى الذى قدمته دولة أوغندا ينطبق عليه تعريف (أينشتاين)، الذى قال إن الجنون هو تكرار نفس التجربة وتوقع نتائج مختلفة. وأضاف فى حوار خاص مع «الصباح»، أن المقترح الأوغندى الأخير قُدم للمعارضة مرارًا وتكرارًا فى محادثات «أديس أبابا»، وتم رفضه من جميع الأطراف المعارضة، متسائلًا «فلماذا تحاول أوغنداوجوبا تمرير مقترح مرفوض مسبقًا عبر الخرطوم، إذا لم يكن السبب فى ذلك محاولة إفشال مقترح السودان. * فى وجهة نظرك ما مشكلة تقسيم السلطة فى جنوب السودان؟ - المشكلة التى أراها هى أن المعارضة أتت بقلب مفتوح وصدر رحب على أساس أن السودان هو الدولة الأم التى انفصل عنها جنوب السودان والرئيس البشير كان الرئيس المشترك ورجل عانى وقاتل فى أحراش الجنوب، وإن كان هنالك من يعرف أهل الجنوب جيدًا فلابد أن يكون الرئيس عمر البشير وإننا نتوقع مقترحات من صلب العبقرية السياسية السودانية التى تعرف جذور أزمة جنوب السودان دون الرجوع إلى محاولات فاشلة سابقة جرت من سياسيين لا يعرفون قضية الجنوب كما يعرفها البشير. * فلماذا يفاجأ الوسطاء السودانيون برفض هذه المقترحات من قبل التحالف المعارض الجنوبى؟ - إذا كانت تريد كل القوى السياسية بجنوب السودان التوقيع عليها، لوقعت على هذا الاتفاق منذا بداية المحادثات، هنالك إجماع فى جنوب السودان والرئيس سلفاكير يعلم بذلك لأنه لم يكن صاحب مصلحة فى شكل الاتفاق المقدم فى جولة سابقة فى أديس أبابا، وإن كان الأمر كذلك لاتفق مع المعارضة، وأؤكد أن دول شرق أفريقيا المجاورة لجنوب السودان لا تفقه شيئًا عن العقلية الباطنية والنفسية الجنوبية غير سواد البشرة والعيون. فلا تجمعنا تجارب نفسية ولا حتى سياسية مشتركة، وقد قلت ذلك فى أحد الحوارات قلت بأن قيادات شرق أفريقيا تظن بأن الحركة الشعبية هى جنوب السودان، وهذا ما رأيته فى المقترح الأخير حيث أقترح فى عنتيبى أن يكون رئيس جنوب ونائبه الأول والثانى والثالث والنائبة الرابعة كلهم من الحركة الشعبية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. وإذا توحدت الحركة الشعبية مسبقًا تكون قيادة الدولة كلها فى يد الحركة الشعبية دون غيرها وحتى لو خرجنا بالترتيبات الأمنية الجيدة، وهذا ما نجح فيها السودان نجاحًا باهرًا وتخطى بذلك كل العقبات التى كانت تواجه المحادثات السابقة، والجدل حول تمثيل المعارضة فى القيادة الجديدة، وهو ما لا تعطى اطمئنانًا بأن الحكومة القادمة ستحترم كل الترتيبات الأمنية بعد الفترة الأولى من تنفيذ الاتفاقية. * ولماذا الخلاف على تلك المقترحات؟ - الغريب فى الأمر أن هنالك من يستغربون رفض المعارضة لهذه المقترحات، وليس التحالف تنظيم يمثل الأفراد بل توجد فى (SSOA) أى التحالف المعارض بجنوب السودان توجد بها كل الإثنيات الجنوبية من الدينكا والزاندى والشلك والنوير والبارى. ونجح هذا التحالف نجاحًا باهرًا سياسيًا واجتماعيًا ولم يعد الحديث الآن عن صراع الدينكا مع قبائل الأخرى والآن الحديث صار سياسيًا، عندما بدأنا العمل السياسى وإنشاء التحالف كان الرأى الصاعد هو أن الدينكا يهمون على القبائل الأخرى ويقتلون أبناءهم،لم يكن معروفًا بأن هنالك أيضًا مجموعات من قبائل الدينكا مهضمو الحقوق ورافضة للنظام السياسى الموجودة فى جوبا الذى خلق عداوة بين الدينكا والإثنيات الجنوبية الأخرى دون تمثيل رأى الدينكا وحقوق الدينكا إلا بعد تكوين تحالف المعارضة الجنوبية التى تعطى الجنوب فرصة للوحدة. فكيف يعطى تحالف المعارضة نسبة 10% فى حين أن الاتفاقية الانتقالية فى أديس أبابا ومقترح التحالف نص على 20% ورفض المعارضة اتفاقية أفضل فى أديس أبابا. * وما الذى تراه مناسبًا الفترة المقبلة؟ - على العبقرية السياسية السودانية العارفة بتفاصيل الأزمة أن تأتى بمقترحات سودانية أصيلة تفاجأه بها الدول الإفريقية المجاورة لجنوب، ويبرهن فيها السودان أنها هى الدولة الأم وتقدم مقترحًا، ومبادرات، وعلى الدول أن تتبع خط السودان وليس العكس. أما فيما يخص اتفاقيات البترول، كان يجب أن تكون بين الحكومتين لم أر قط اتفاقية أساسها بين دولتين يشترط فيها توقيعًا، والمعارضة تحارب فى الأدغال أو تلك الموجودة فى المنفى لا يمكنها تحمل مسئولية النجاح أو الفشل فى تطبيق ذلك الاتفاق، وتجنب أن تبقى الاتفاقية السياسية منصوصًا عليها فى اتفاقية البترول. وتحالف المعارضة ناضل لكى يعطى السودان دورًا محوريًا، فى الوصول إلى السلام بالجنوب، والمعارضة فعلت ذلك لأنها كانت تتوقع أن تأتى كسر الجليد من ملتقى النيلين، وليس من عنتيبى وبعض من مجموعات المعارضة لم تكن لها علاقة بأوغندا إلا عبر السودان. * وماذا عن الحركة الشعبية؟ - الحركة الشعبية الآن حزب دولة وليس حركة مقاومة فى الأدغال وحتى فى ذلك الحين كان هنالك ما يسمى (خط الحياة) السودان، حيث كانت طائرات الأممالمتحدة تأتى بالمساعدات الإنسانية عبر الجو وتسقط المساعدات الإنسانية. وها هو نحن الآن نتكابر على أصدقاء الأمس ونقول لهم دون (الإحمرار) بأنهم السبب فى ماسينا، فيا أهل السودان وجنوب السودان أتوا بالحل لمشاكلكم دون عنتيبى فقد أعطاكم الله الفرصة الأخيرة، لتصحيح ما أخطأتم به فى الماضى. * ولماذا الخلاف مع مقترحات أوغندا؟ - الرئيس البشير نفسه قال إن تقسيم جنوب السودان إلى 32 ولاية كثيرة، ويصعب تحديد حدودها وقضاياها الأساسية مثل قضية (مملكة الشلك) لم تحل فى مقترحات المقدمة من أوغندا، وأصبح توزيع المناصب المشكلة الأساسية فى القضية السياسية بجنوب السودان ورفع عدد أعضاء البرلمان لتصل 550 عضوًا برلمانيًا. ففى دولة تعداد سكانها ما يعادل العشرة ملايين نسمة، سكان الصين مليار ونصف المليار، فكم سيكون عدد أعضاء مجلس الشعب الصينى إذا أعطوا كل عشرة ملايين نسمة 550 عضوية.