أعد التيار السلفي العديد من الحيل لمواجهة قانون الفتاوى الذى يناقش بالبرلمان حاليًا، والذي من المقرر أن يحدد الجهة التي يحق ها إصدار الفتوى، وتوقيع العقوبات على من يقوم بالإفتاء دون حق، لتكون تلك الحيل بمثابة السيناريوهات البديلة فور إقرار القانون، كون الفتوى أحد أهم النشاطات الدعوية لهذا التيار التوجه لوسائل التواصل الاجتماعى وقنوات اليوتيوب
كانت أول حيلة لجأ إليها أبناء التيار السلفي وعلى رأسهم الدعوة السلفية بالاسكندرية، هى التوجه بمنابر الإفتاء الخاصة بهم إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك عبر فتح آلاف الحسابات الخاصة بشيوخ هذا التيار حتى وصل عدد المترددين عليها يوميًا آلاف الزائرين، فيما تم تخصيصها لإبداء الرأى الشرعي في بعض القضايا مع تلقى استفسارات الزائرين
كما تم تخصيص نائب لكل شيخ وفى الغالب يكون أحد اقاربه لتلقى الاسئلة مثلما حدث مع الشيخ أبى إسحاق الحويني الذي ترك أمر إدارة حسابه على فيس بوك لنجليه حاتم وهيثم الحويني حتى بات الأخير مستقًلا وبدأ يقدم الفتاوى باسمه الأمر نفسه بالنسبة للدعوة السلفية حيث ظهرت صفحات لشيوخها وقادتها الكبار ومنهم ياسر برهامي وأحمد حطيبة وأحمد فريد هذا بخلاف قيادات حزب النور وجميعها حسابات دعوية تجمع بين الرأى الديني بصفة عامة وإصدار الفتاوى للسائلين، وتم مضاعفتها خلال الفترة الماضية وتحويل عدد من المجموعات المغلقة والسرية لصفحات حتى تكون منابر لاستقبال أكبر عدد من السائلين
فيما تحول موقع اليوتيوب لأحد أهم الوسائل الدعوية حتى بات كل شيخ له قناة خاصة على يوتيوب أشهرها قناة الشيخ ياسر برهامي التي يلقي من خلالها دروس دينية لا تستغرق دقائق معدودة
ولم تكن القنوات قاصرة فقط على مواقع التواصل بل وصلت إلى تطبيقات الشات على الهاتف المحمول سواء عن طريق واتساب أو تلجرام الذي أصبح ملاذًا أمنًا لعدد كبير من شيوخ السلفية
كتيبات الفتوى
بخلاف مواقع التواصل الاجتماعي، بدأ السلفيون في التجهيز لإصدار كتيبات الفتوى، التي كان يتم إصدارها من قبل، ولكن تلك المرة يتم مضاعفة العدد، مع التعامل مع مطابع خاصة غير معروفة حتى لا يتم مصادرة الكتيبات، وتوزيعها بالمساجد لضمان وصولها للمواطنين، فيما تحمل الرأى الشرعي حول أبرز القضايا الخلافية مثل التعاملات البنكية وارتداء النقاب وتكفير غير المسلمين والعلاقات الاجتماعية مع الأقباط وغيرها
اللقاءات الدينية بالمراكز
من الحيل أيضًا التي تم وضعها لواجهة قانون الفتوى، هو تنظيم لقاءات دينية من خلال تأجير قاعات واستضافة أبناء التيار السلفي وغيرهم بها، يكون الهدف منها إصدار الفتاوى فقط، من خلال استقبال الأسئلة قبل موعد اللقاء الديني، والإجابة عليه أمام الحضور، ومن المقرر أن تكون تلك اللقاءات شهرية نظرًا لوجود تكلفة عالية تتمثل في رسوم تأجير المكان والإعلانات الخاصة بموعد اللقاء الديني وتجهيز المكان بما يلائم وجود نساء ورجال
التلاعب بالألفاظ
أهم ما يتم حاليا فيما يخص التحايل لإصدار الفتاوى، هو ما تفعله الدعوة السلفية، من تغيير مسمى الفتوى، إلى الرأى الفقهى، بمعنى ألا تصدر الدعوة فتاوى، وإنما رأيًا فقهيًا معلوم لديها حول بعض القضايا، وذلك للخروج من المأزق القانونى، مع إزالة كلمة فتوى من جميع المواقع الخاصة بها
التودد للمؤسسات الدينية لإيجاد حلول
كان من أبرز التحركات لأبناء التيار السلفي قبل إدصار قانون الفتوى، هو التودد للمؤسسات الدينية تحديدًا الأزهر، وهو ماقامت به الدعوة السلفية، وذلك فى محاولة لإيجاد وسيلة للاستمرار في تقديم الفتاوى، وومارسة النشاط الدعوى دون مسؤولية قانونية تقع عليهم، خاصة وأن المواقع السلفية الخاصة بالفتاوى مهددة بالغلق حال صدور القانون