وصل العاصمة الاثيوبية "أديس أبابا"، الأربعاء الماضي، كل من زعيم المعارضة المسلحة في جنوب السودان رياك مشار إلى أديس أبابا، ورئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت، وسط ترقب واسع القمة تجمعهما لاحقا. واستقبلت وزيرة الدولة بالخارجية الإثيوبية هيروت زمني، مشار في مطار أديس أبابا حين وصل في وقت مبكر من فجر الأربعاء منهيا منفاه الجبري في بريتوريا، بينما استقبل رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد سلفا كير لدى وصوله بعد الظهر . وحسب استيفن لوال نقور الأمين العام للهيئة القومية لدعم السلام بجنوب السودان ومن القيادات السياسية المشارك في محادثات السلام، فإن هذا اللقاء يهدف وقبلها سيجري أحمد لقاءات منفصلة مع مشار وكير؛ لتقريب وجهات النظر، ودفعهما من أجل إيقاف الحرب التي يعاني منها شعب جنوب السودان. وأضاف أن المقترحات المقدمة من قبل التحالف الوطني المعارض تخدم عملية السلام المستدام لشعب جنوب السودان لأنها أرادت أن تأتي بشكل اتفاق تتناول كيفية حكم البلاد وليس من يحكم وهذا الخطوة هذا الخطوة مهمة للغاية لأنها تساعد في الإجماع على قضايا وطنية واضح، لكن الإيغاد قدمت مقترحا حوى على عدم محاسبة الأطراف المتهمة بارتكابها جرائم الحرب وايضآ عدم تضمين قضية الولايات ومسألة تقاسم السلطة التى باتت مرفوضة من جميع الأطراف بما فيها الحكومة . وأوضح أن أن الإيغاد قدمت مقترحا لا يعالج قضايا المتعلقة بالترتيبات الأمنية وهي ذات المقترحات المقدمة من الإيغاد منذا فبراير ومايو الماضيين ورغم مناقشة الاطراف الجوانب العميقة في المقترح نتج عنها شكل مقترح جديد منقح ومضاف إليها كل مقترحات الأطراف، مشيرا إلى أن المقترح المقدم من الإيغاد تجاهل كل المقترحات المقدمة من الأطراف . ولفت إلى أن التحالف متماسك في مواقفه وأن الإيغاد لم تدرج القضايا الأساسية في مقترحتها المنقح الثانية، كما أن المقترح المقدم لم يتناول كل نقاط والمحاور المتفق عليها منذ بداية جولات التشاوري السابقة واللاحقة بل تمسك بذلك الشكل من المقترح، وهذا هو السبب الذي أدى إلى تباعد المواقف في ملف تقاسم السلطة ما يؤكد أن المقترح لم يناقش جذور الأزمة ما أدى إلى تعطيل تقدم الأطراف في هذا الملف . وأشار إلى أنه لا يعقل أن تتوسط الإيغاد في عملية السلام بين الأطراف ودول أخرى تسعى من أجل توحيد قيادات الحركة دون الدخول في عملية سلام عادلة وشاملة تلبي رغبات الشعب، مؤكدا أهمية تعيين مبعوث خاص دولي عبر قرار من مجلس الأمن الدولي، من أجل تغيير مبادرة وتحويل الجهود الى دعم عملية السلام وإعادة الاستقرار بالبلاد . وقال أن الوساطة السودانية ستأتي بنتائج إيجابية باعتبارها لقاء أخوية لا علاقة لها بمسار التفاوض بل هي لقاءات مبنية على الأخلاق السودانية المعروفة التي نعرفها جميعآ وأرى المبادرة لجسر العلاقات الأخوية وهي حميدة. ولفت إلى أن لقاء سلفاكير وريك مشار في أديس أبابا بواسطة رئيس وزراء إثيوبيا ستزلل العقبات وتحد من خفض وتيرة العداء تحديدآ وأن الأطراف مجبرون على التوقيع على شكل الاتفاق النهائي الذي ستأتي بها قمة رؤساء الإيغاد في نهائية هذا الشهر . وأوضح أن لقاء أديس أبابا بين سلفا كير ومشار لن يأتي بنتائج بخصوص الانتهاكات المستمرة لاتفاق وقف العدئات الموقع في أديس ولن تكون مبررآ لاستمرار الأزمة ايضآ، لذلك الخطوة تعتبر غير كافية إذا توقع الأطراف الرئيسية على شكل اللقاءات الودية، لافتا إلى أن هناك شكل اتفاقية جديدة ستقدم للاطراف وستضمن عملية الانتقال السياسي وتعطي الاطراف فرصة حل الأزمة في البلاد. وحذر الإيغاد من مغبة تسويق لقاء الرئيس سلفاكير ود ريك مشار كحل أو تصويرها باعتبار ان هنالك سلام، مؤكدا أن الصراع العسكري ما ذال مستمر والمعاناة متسع وأن الوقت لا تسمح لضياع فرص السلام الحقيقية . وطالب الإيغاد بتوسيع شكل المقترح المنقح لتشمل جميع الأطراف الجنوبية وأن لا تنحصر اللقاء فقط الرئيس سلفاكير ونائبه السابق د ريك مشار باعتبار ان السعي لحل الأزمة حل يشارك بها كل الأطراف لذلك ينبغي إدخال جميع الأطراف الجنوبية في أي مبادرة إقليمية أو دولية تضمن جلب السلام بشكل حقيقي وهذ يتطلب تجمع ومشاركة جميع الاطراف و القيادات في التحالف الوطني المعارض بالبلاد.
ولفت إلى أن العقوبات من مجلس الأمن قد تم تمريرها من اجل إعلانها من جانب المندوبة الأمريكية نيكي هيلي، ولكن الجانب الاثيوبي لعب دورآ واضح ومحوريآ في مجلس الأمن ونجح مندوب إثيوبيا وقدم مقترح المهلة للأطراف بمجلس الأمن الدولي وافضت الى إعطاء الأطراف الجنوبية مهلة وأكد أن من يطالبون بفرض النظام التكنوقراطي في جنوب السودان التوقف، عن هذا المقترح لأنه لن تأتي بسلام لجنوب السودان وذلك لضعفها فكرة التكنوقراط كما انها غير مرغوب بها في الوسط الشعبي.
وتمارس المجموعة الدولية وفي مقدمها الولاياتالمتحدة ضغوطا منذ أشهر طويلة في محاولة لإعادة تفعيل اتفاق السلام المبرم في أغسطس 2015 وانتهك عدة مرات. وهذا اللقاء بين مشار وكير سيكون الأول منذ المعارك الكثيفة التي شهدتها جوبا عاصمة جنوب السودان في يوليو 2016.
ودعا زعيم المعارضة الرئيسية في جنوب السودان رياك مشار إلى اتباع نهج شامل لتحقيق السلام في البلاد، رافضاً المعالجة الحالية للمفاوضات التي تتوسط فيها الهيئة الإقليمية (الإيقاد). واجتمع مشار للمرة الاولى منذ عامين مع الرئيس سلفا كير ورئيس الوزراء الاثيوبي آبي احمد لمناقشة القضايا العالقة في تنفيذ الفصل الخاص بتوزيع السلطة في اتفاق السلام الموقع 2015.
وذكرت تقارير عقب اللقاء المغلق أنه لم يتحقق أي تقدم في القضايا المعلقة. وقال رئيس اللجنة الوطنية للإعلام والعلاقات العامة بحركة التمرد مبيور قرنق في بيان الخميس إن الاجتماع كان وديًا وناقش الزعيمان آفاق السلام بشكل عام، لافتاً إلى أن مشار انتقد النموذج الحالي للمفاوضات التي اعتمدتها أمانة الإيقاد والذي يتمثل في عقد ورش عمل للأطراف ومن ثم تقديم مقترحات للأطراف للموافقة عليها.
وأضاف "إن فرض اتفاق على الأطراف لن ينجح، وقد رفضت سائر جماعات المعارضة اقتراح" سد الفجوة "الأخير لأنه لا يعكس أي موقف من مواقفنا". وأشار قرنق الى أن مشار اقترح إعادة النظر في نموذج استخدمته الإيقاد خلال المحادثات بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان في اتفاق نيفاشا الذي أدى إلى توقيع اتفاقية السلام الشامل 2005.
وزاد " نموذج اتفاقية السلام الشامل أتاح للأطراف المتحاربة أن تناقش فيما بينها المشاكل والقرارات الممكنة، مع قيام أمانة الإيقاد بتسجيل مجالات الاتفاق بين الطرفين". وذكرت مصادر أن الزعيمين كانا مختلفين خلال الاجتماع بشأن العديد من القضايا وأن الرئيس كير أعاد تأكيد موقفه بأنه يفضل أن يتم تعيين نائب أول له من حركة التمرد غير مشار.