سفيان توفى بعد تطعيم ال 6 أشهر.. ومحمود أصيب بالدرن دخلت ثقافة تطعيم الأطفال إلى مصر منذ سبعينيات القرن الماضى، وكان أبرزها التطعيم ضد شلل الأطفال الذى أنفقت عليه الدولة أموالًا طائلة من أجل توعية الأهالى فى الوحدات الصحية، وعن طريق الحملات الإعلانة التليفزيونية، ومنذ التسعينيات اختلفت أنواع التطعيمات وتنوعت حفاظًا على صحة الطفل، ولكن مؤخرًا ظهرت بعض الحالات التى تؤكد موت أطفالها جراء التطعيم أو إصابتهم بالمرض المطعم ضده نتيجة الإهمال الطبى فى الوحدات الصحية. فى 20 يناير 2016، اتهم محمد عادل قاسم، والد الطفل سفيان، القائمين بمكتب صحة كفر سعد بمحافظة دمياط، بالإهمال الطبى، الذى تسبب فى وفاة نجله سفيان عن عمر 6 أشهر بعد تلقيه جرعة تطعيم، وقال الأب فى بلاغ يحمل رقم 1117 جنح مركز كفر سعد لسنة 2016، إنه فوجئ بإصابة نجله برعشة وتغير لون جسمه للأزرق متهمًا مكتب رعاية الصحة بالإهمال الذى ترتب عليه وفاة طفله. باشرت النيابة العامة برئاسة محمد الفداوى وكيل نيابة كفر سعد الجزئية التحقيق وطلبت تحريات المباحث الجنائية وسؤال مسئول مكتب الصحة وتشريح جثمان الطفل لمعرفة احتمالات الشبهة الجنائية. يقول الأب ل«الصباح»: رغم إثبات تقرير الطب الشرعى وفاة الطفل نتيجة وجود مشكلة فى التطعيم، وأشار التقرير لاتخاذ المستشفى اللازم فى الحالة –على عكس الحقيقة- على حد قول الأب حيث أرفق بالمحضر تقارير يؤكد فيها المستشفى متابعة حالة الطفل وتحسن صحته، فتم حفظ التحقيق وتقدم محامى الأسرة بطلب لإعادة التحقيق فى الواقعة فرفضت النيابة رغم تأكيد الشهود بحدوث إهمال طبى. وقال أيمن عادل «عم الطفل»: ظل نجل شقيقى على أنبوب الأكسجين لمدة 15 دقيقة وهى فارغة، ولو حدثت تلك الواقعة مع شخص سليم سيموت لعدم تواجد أكسجين، بعدها بنصف ساعة طلبت المستشفى الإسعاف لنقل الطفل إلى مستشفى دمياط العام، ولم يحضر الإسعاف على الفور بل تأخر نصف ساعة أخرى حيث جاءت السيارة من دون تجهيزات ولا أكسجين فتوفى نجل شقيقى فور وصوله المستشفى تطعيم الدرن معروف أن أى تطعيم ضد مرض يقى الشخص الإصابة به مستقبلاً ولكن ما حدث مع محمود أبو حجازى عكس ذلك حيث أصيب الطفل بالدرن بعد تلقيه جرعة التطعيم. يقول الأب الذى يعمل صيادًا وعمره 40 عامًا: توجهت بطفلى الرضيع البالغ من العمر 9 أشهر، إلى الوحدة الصحية للتطعيم الدورى، وأخبرتنا الممرضة بتوفر تطعيم الدرن، وطالبتنا بتطعيم الرضيع وافقنا ولكن سرعان ما تبدل حاله، خاصة أنه كان يعانى مشاكل بالجهاز الهضمى وتم استئصال القولون قبل التطعيم. ويضيف: بعد تطعيم الطفل ضد الدرن فوجئت والدته بتورم كتفه لأيام فتوجهنا إلى طبيبه المتابع لحالته بمحافظة الدقهلية، وقال لنا من المفترض أخذ الحقنة تحت الجلد، والممرضة أدخلتها بشكل خاطئ فى الأنسجة ما تسبب فى إصابة رضيعى بالمرض وليس تطعيمه ضده، وتأكدنا من إصابة الطفل بالتحاليل الطبية وعندما توجهنا إلى الوحدة الصحية قالت لنا الممرضة نفسها «ماتخافوش من حاجة أبدًا عادى سبق وحصل كده» ولم تبال مطلقًا. بدون إثبات يؤكد الدكتور محسن رجب، استشارى طب الأطفال حديثى الولادة والمبتسرين، ل«الصباح» لا يوجد ما يثبت إصابة طفل بمرض تم تطعيمه ضده علميًا فالمصل عبارة عن ميكروب حى مثبط أو ميكروب ميت يدخل الجسم فيستحث المناعة على التعرف على الجسم الغريب وتكوين مناعة ضده حتى لو أصيب الجسم به فيقاومه لتكوين مناعة مسبقة ضده، موضحًا أن من يتم تطعيمه ضد الدرن تجرى له التحاليل عقب ذلك فإما أن يكون الجسم قد كون مناعة ضد الميكروب أو أن الجسم لم يمنع ولم يستفد من التطعيم، فتطعيم الدرن يؤخذ فى الطبقة الأولى من الجلد، وقد تحدث بعض مشاكل بعد التطعيم ونادرًا ما نشاهدها فأحيانًا يكون الميكروب فى صورة عنيفة ويحدث تفاعل زيادة وليس إصابة بالمرض فتحدث غدة ليمفاوية تحت الأبط «بالكتف الشمال» وهنا يتم صرف علاج الدرن كوقائى وحماية وليس أعراض درن تنفسى ويتم أخذ عينة وتحليلها. ويتابع: أما فى حالة التطعيم الثلاثى فقد تحدث تشنجات عقبها، وهنا لابد من السيطرة عليها أولًا، وفى التطعيمات الأخرى ينزع المصل الثلاثى ويطعم الطفل بتطعيم ثنائى فقط، لافتًا إلى أن التطعيمات الإجبارية من أنجح إجراءات وزارة الصحة فى مصر حيث تقدمها الدولة كخدمة لأبنائها. نقابة الأطباء وفى السياق ذاته يقول الدكتور هانى مهنى، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء: إن الأمصال فى مصر آمنة ولا تقتل الأطفال، ولو الرضيع يعانى حساسية ما يتم التعامل مع الحالة فى الحال، فحتى الأطباء يطعمون أبناءهم فى الوحدات الصحية، وأغلب الأمصال هى فيروسات تم إضعافها لإكساب الطفل مناعة، وهى موجودة منذ التسعينيات وحال عدم حصول الطفل عليها تحصل مشكلة، وفيما يخص واقعة المنصورة فالفيصل فيها هو الطب الشرعى ومصر فيها نحو 14 مليون طفل لو جاءت 10 شكاوى فقط يبقى المؤكد عدم وجود مشكلة فى المصل.