تنتشر فى أسواق الرملة ببنها والخانكة والفيوم.. وشحنات كبيرة تم إرسالها لفنادق بشرم الشيخ مافيا معدومة الضمير تستخدم أطباقا واستيكرات تحمل تاريخ صلاحية جديدة لترويج بضاعتهم الفاسدة إعلانات تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعى لشراء الدواجن المريضة انفردت «الصباح» فى وقت سابق، بنشر كواليس أكبر صفقة للدواجن المجمدة، إذ بلغت أكثر من 170 ألف طن أغرقت الأسواق فى كل المحافظات، رغم أن صلاحيتها أوشكت على الانتهاء، وجزء كبير منها قد انتهى فعليًا، وفى هذا التحقيق نكشف تورط مجازر فى شراء فراخ مريضة ونافقة من مزارع الدواجن التى تعرضت لانتكاسة بسبب فيروس «مجهول»، حيث قام أصحاب المجازر بذبحها وتبييضها وتجميدها وبيعها للمواطنين، بالإضافة إلى قيامهم أيضا بتخزين كميات كبيرة من الفراخ المستوردة. البداية فى قرية «البيومى» فى محافظة الشرقية، استيقظ «سيد. أ» صاحب مزرعة دجاج «أبيض تسمين»، ليكتشف نفوق كميات كبيرة من الدجاج لأسباب مجهولة، واستمر هذا الوضع حتى وصل فى اليوم الخامس إلى نفوق أكثر من 700 فرخة فى اليوم. وقال صاحب المزرعة، إن هناك عشرات المزارع فى المنطقة التى يعيش فيها، تعرضت لنفس الأزمة، مؤكدًا أن النفوق فى قطيع الدواجن الخاص به بدأ بدجاجة أو اثنتين، وفى اليوم الخامس وصل إلى 700 دجاجة. وأضاف، أن الطبيب الاستشارى للمزرعة شدد على ضرورة التخلص من المتبقى من القطيع قبل نفوقه بالكامل لانتشار الفيروس الذى يقول البعض إنه نوع جديد من فيروس أنفلونزا الطيور، وهو ما حدث، حيث اشترى باقى القطيع أحد المجازر الآلية بواقع 5 جنيهات للكيلو، وذبحها وعرضها للبيع للمواطنين، رغم أنها مصابة بفيروس وأوشكت على النفوق، وربما بعضها قد نفق. عشرات المربين اتجهوا إلى نفس الطريق، وهو بيع الفراخ النافقة، بسعر أقل من 5 جنيهات، لتوفير جزء من المبالغ التى تم صرفها على تربية تلك الدواجن وشرائها، فى حين أن بعض المجازر لا تعمل سوى فى الفراخ «السرد»، حسب أصحاب مجازر دواجن بأنفسهم، وأيضا تخزن الفراخ المستوردة، لبيعها بأسعار عالية عن الموجودة فى السوق. نفس الطريقة «سيد» لم يكن هو الوحيد الذى كشف ل«الصباح» دون وعى منه أنه باع دواجنه النافقة والمريضة إلى المجازر لوقف خسارته، حيث أكد «أنور. م»، أن هذا الفيروس المجهول دمر أكثر من 400 مزرعة تربية وتسمين دواجن بالمنطقة، مضيفًا أن الفيروس المنتشر تسبب فى نفوق قطيعه بالكامل فى يومين والبالغ 5 آلاف فرخة تسمين. وأضاف: «من المفترض أنه فى حال وجود فيروس بمزرعة يتم إعدام القطيع؛ حتى لا تنتقل العدوى للمزارع المجاورة، لكن هيئة الطب البيطرى لم تفعل، وبالتالى اتجه بعض المربين إلى التخلص من قطعانهم بالاتصال مع أصحاب المجازر ل«شيل» الدواجن المريضة قبل نفوقها، وأيضا تحميل بعض النافق لسعر رخصها وتحقيق أرباح كبيرة من وراء ذلك. مغامرة محرر «الصباح» حصل على هاتف أحد أصحاب المجازر على أساس أنه مربى دواجن، لعرض قطيعه الذى بدأ فى النفوق منذ يومين بسبب فيروس ضرب العنبر للبيع، بدأت المحادثة «معاك محمد من قرية بالدقهلية، وفيه عنبر واقع عاوزين نصرفه، رد السمسار الذى نتحفظ على ذكر اسمه بقوله «وقاع خالص ولا نصف ونصف»، ليرد عليه محرر الصباح «نصف ونصف خاص بمربى جارنا ربنا يعوض عليه. وأضاف السمسار، أن القطيع لو نافق وميت «هيشيله»، مشيرًا إلى أن السوق بالكامل حاليا يعمل على النافق والميت، رد عليه محرر «الصباح بالتعجب «لهذه الدرجة»، ليرد عليه السمسار قائلًا « ياعم أنتو عارفين حاجة، هذا النافق يتم أخذه إلى المجزر ويتم تبييضه ويطلع زى الفل، ويتم بيعه للمواطنين». وأكد السمسار، بعد طلب المحرر شراء عنبر سليم، أن هذه الأيام تشهد رواج الدواجن المضروبة، مضيفًا «عندك مضروب الجميع يجرى نحوك، لكن سليم الجميع سيتدلع عليك، ونادرًا ما تجد تجار تشترى سليم»، وحسب مربين فإن هذا السمسار كان يعمل فى شراء الفراخ السليمة، لكن بعد الأرباح الكبيرة التى عادت عليه من التجارة فى «المضروب» اشتغل فى الميت. أماكن تصريف الصفقات لكن أين يتم تصريف وبيع وتداول هذه الصفقات «المعدومة والسرد»؟، بحسب تاجر كبير فى القاهرة، فإن هناك منطقة معروفة وسوق كامل لتداول وتصريف هذه الكميات من الدواجن المريضة والنافقة وغيرها، وهو سوق «الرملة» فى بنها. فى يناير الماضى، أعلنت الأجهزة التنفيذية بمجلس مدينة الخانكة، عن ضبط مجزر دواجن به 8 أطنان دواجن فاسدة معاد تدويرها بعد استيرادها من أوكرانيا، وأخرى فاسدة، حيث أكد مجدى نجاح رئيس مركز ومدينة الخانكة وطلال ربيع نائب رئيس المدينة قاما برفقة أطباء من مديرية الطب البيطرى، بحملة على المجازر، لضبط مجزر للدواجن بقرية «العكرشة» حيث يتم استيراد الدجاج الفاسد من دولة أوكرانيا ويتم إعادة تدويره. وقال طلال ربيع، إن المجزر يستخدم الدجاج لعمل الأوراك والصدور، حيث تم ضبط كمية كبيرة جدًا تقدر بنحو 8 أطنان فاسدة، تحرر محضر رقم 1 جنح أمن دولة طوارئ لسنة 2018 وجارٍ العرض على النيابة العامة لإصدار قرار بإعدام جميع الكمية المضبوطة وإرسالها للمدفن الصحى. كواليس كارثية فى المجازر هذه حالة ضمن عشرات الحالات، فالمهندس كريم أحد أصحاب المجاور فى محافظ الفيوم، قال إن الشحنات المستوردة تسببت فى أزمة فى تجارة الدواجن، ما أدى لإغلاق العديد من المجازر، بسبب فرق الأسعار بين الدواجن المستوردة، وأسعار الدواجن المحلية التى تشتريها المجازر بسعر يصل إلى 22 جنيهًا «حية» من المزارع وتذبحها وتنظفها وتبيعها بسعر 26 و27 جنيهًا فى السوق. وأضاف «كريم» ل«الصباح»، أن الموضوع ببساطة هو أن جهة ما استوردت كميات ضخمة جدا من الفراخ المستوردة وعرضتها فى السوق للبيع بسعر 15 جنيهًا وأقل للكيلو، فى حين أن سعر الكيلو للفراخ المحلى يبلغ 27 جنيهًا، وهو ما وضع الجميع فى ورطة، أصحاب المجازر والمربين والجميع، لأن الفراخ المحلية لا يشتريها أحد، والجميع اتجه للفراخ المستوردة ذات الصلاحية المنتهية، أو التى يتبقى أسبوع أو أقل على انتهاء صلاحيتها، الأمر الذى تسبب فى تدنى سعرها. التلاعب فى تاريخ الصلاحية وأوضح صاحب المجزر الآلى بالفيوم، أن لديه فراخًا محلية مخزنة لو عرضها للبيع سيخسر فيها ربع مليون جنيه بسبب تدنى الأسعار فى السوق، لافتًا إلى هناك تلاعب كبير فى صلاحيات الشحنات المستوردة، فأول شحنة ظهرت كان تاريخ انتهاء صلاحيتها فى يناير الماضى، ثم ظهرت كميات أخرى فى السوق تاريخ انتهاء الصلاحية شهر مارس، وبعدها ظهرت تواريخ انتهاء صلاحية فى شهر 5، وآخرها فى شهر 8 من العام الجارى، موضحًا أن كلها مضروبة، وذلك يعنى أن الأزمة مستمرة لعدة أشهر مقبلة. وكشف «كريم» أن بعض أصحاب مجازر ليس عندهم ضمير، وخاصة المجازر اليدوية فى فيصل والحوامدية والبدرشين وغيرها من المناطق، إذ تقوم بسحب كميات ضخمة من الشحنات المستوردة، وصلت إلى 700 طن، مؤكدًا أن عمليات الشراء كانت أمامه، وقامت بتشفية تلك الفراخ «فيليه وشيش»، وإعطائها تاريخ صلاحية جديد وتخزينها؛ لبيعها فى الأشهر المقبلة على أساس أنها بلدية وتجنى مكاسب طائلة. أطباق و«استيكرز» وتاريخ صلاحية جديدة وأوضح أيضًا أنه يتم وضع تلك الفراخ المستوردة فى أطباق جديدة و«استيكرز» جديد وتاريخ صلاحية جديدة، وبيعها للمطاعم والفنادق والمحلات الكبيرة، لافتًا إلى أن مورد للحوم لفندق فى شرم الشيخ طلب منه 2 طن فيليه فراخ مستوردة للفندق، ورفض شراء البلدى بسبب ارتفاع سعره، رغم وجود شك فى صلاحية المستورد من عدمه، مؤكدًا أن المستورد والمورد يبحثان فقط عن الربح، خاصة أن كل المجازر بدأت فى شغل الفراخ المستوردة. وأضاف صاحب مجزر الفيوم، أن هناك شائعة بدأ يروج لها بعض المغرضين، بأن المجازر تقوم بشراء الدواجن الميتة وتذبحها وتبيعها، مؤكدًا أن هذا غير صحيح تمامًا، لأن الفراخ النافقة يكون دمها «مجلط»، لأنها نفقت «فطسانة»، ولا يجرؤ مجزر على فعل ذلك. وأكد، أن مزارع الدواجن «مضروبة» بصورة كبيرة جدًا، مشيرًا إلى أنه مر على أكثر من 25 مزرعة دواجن فقط فى الفيوم لشراء الدواجن، وجميعها تعرضت لانتكاسة بسبب انتشار أمراض الشتاء، مؤكدًا أن الصعيد «غرقان» بالفراخ المستوردة، والأوراك المجمدة. وحسب عاملين بالمجازر، فإن هذه الشحنات التى يتم استيرادها يتم تكييسها من جديد، ووضع «استيكرز» جديد عليها، وتواريخ إنتاج وصلاحية جديدة أيضًا، خاصة أن بعد استيراد تلك الشحنات فإن هناك ثلاجات تقوم بتوزيع هذه الشحنات عبر منافذها وموريدها فى السوق بمختلف المحافظات. مواقع التواصل: انتشر على مواقع التواصل الاجتماعى، إعلانات من قبل أصحاب مجازر وسمسارة شراء الدواجن «السرد» والمريضة بأسعار منخفضة، مؤكدين أنهم مستعدون لشراء أى كميات من الدواجن المريضة والسرد. وفى أحدها، أعلن حساب يدعى «أيمن للدواجن السردة شلبى»، قائلا «لو أى حد عنده فراخ سردة أو مصابة أبيض أو بلدى أو ساسو، أى كمية فى أى محافظة بشيل»، مرفقًا رقم الهاتف الخاص به مع الإعلان. وحسب مربى ومسئول فى جمعية خاصة بمجال تربية الدواجن، فإن الشحنة المستوردة من الخارج تسببت فى عزوف التجار والسماسرة وأصحاب المجازر عن شراء وتداول الدواجن السليمة، وفى نفس الوقت أصيبت المزارع بأمراض وفيروسات أدت إلى نفوق كميات كبيرة منها والتصرف فيها ببيعها، لتفادى جزء من الخسائر. كله شغال فى الميت، السوق فيها ركود شامل، والمنظومة كلها من بداية المربى للسمسار فى العمل فى الفراخ الشمال، والسبب الحسنة المستوردة التى أعطت الفرصة لهذه التجارة، بهذا أنهى المربى حديثه، مع استمرار الممارسات غير الآدمية فى هذه التجارة.