أدوية القلب والكبد والقطرات.. أبرز الأنواع الناقصة «الحق فى الدواء »: مستشفيات وزارة الصحة تعاني من نقص المستلزمات الطبية «ابنى مصاب بمرض سيولة الدم «الهيموفيليا»، وعمره 10 سنوات، واحتجزوه فى مستشفى صيدناوى وبياخد بلازما، وقدمنا العديد من الاستغاثات إلى مستشفيات التأمين الصحى من أجل توفير عقار فاكتور 8 دون استجابة، وحصل له جرح فى رأسه وروحنا مستشفى أبوكبير فى الشرقية وتم تحويل الطفل إلى قسم الأورام والدم للأطفال بالمستشفى الأولى ولم يكن هناك اهتمام بالطفل ولم يغير أحد على جرحه لحد ما الجرح عفن بطريقة بشعة»، هكذا وصف أحد المواطنين أزمته وحالة نجله مع نقص الأدوية والمستلزمات الطبية. للمرة الثالثة فى أقل من عام أزمة نقص الأدوية تضرب السوق المصرى، أصبح المواطنون بين مطرقة ارتفاع أسعارها مرتين وسندان الألم والخوف من عدم وجود دواء لأمراض مزمنة تهلك أجساد مرضى يعانون من ضغط الأحوال الاقتصادية الصعبة منذ تحرير سعر الصرف. احتكار الشركات الخاصة للاستيراد وشركة وطنية متهالكة وترزح تحت ديون قاربت المليار وقرار خاطئ من وزير الصحة، 3 عوامل ساهمت فى تكرار أزمة الدواء. المستشفيات والصيدليات تعانى من نقص الأدوية، إذ رصدت النقابة العامة للصيادلة بمشاركة مركز الحق فى الدواء عدد الأصناف الناقصة خلال الفترة الماضية ووصل العدد ل1650 صنفًا دوائيًا. ووفقًا لرصد الجهتين فإن أغلب أنواع الأصناف الشحيحة عبارة عن أدوية لأمراض القلب والكبد مثل عقاقير «كيتوستيريل، البانادول، أسبرين، بروتكت دينيترا، أدوية الهضم، وفيتامين د، الشلل الرعاش، المغص، موسعات الشعب الهوائية، مضادات التورم لدى الأطفال، وقطرات حساسية العين». نقص أدوية ومستلزمات وتفجر «الصباح» مفاجأة فى السطور القليلة التالية، إذ أن أغلب الشركات المتحكمة فى استيراد الأدوية الهامة للمرضى شركات خاصة استثمارية، حيث تمثل نسبة 96 فى المائة من حجم تجارة الأدوية والقطاع العام لا يمثل سوى 4 فى المائة من صناعة الدواء فى مصر، ما دفع الحكومة إلى عقد جلسة مفاوضات خلال الأسابيع القليلة القادمة بين الحكومة وممثلى شركات الأدوية من أجل حل الحالية، فالإضافة إلى أزمة نقص الأدوية يوجد مشكلة فى المستلزمات الطبية، نتج عنها اعتداء مواطن على طبيب بقسم الطوارئ فى مستشفى معهد ناصر، حيث أصيب بكسر فى ذراعه، بعدما أخبر الطبيب مواطنين بوجود نقص فى المستلزمات وعليه أن يوفر هذه المستلزمات، وتطور الأمر إلى اعتداء المواطن على الطبيب، وتوجه وفد من نقابة الأطباء برئاسة الدكتورة منى مينا عضو مجلس النقابة العامة للأطباء إلى الطبيب من أجل التضامن معه. بعض المستشفيات فى الجيزة أعلنت أيضًا عن نقص فى المستلزمات الطبية، منها مستشفى الحوامدية العام. كارثة محمود فؤاد، مدير مركز الحق فى الدواء، كشف ل«الصباح»، عن وجود أزمة حقيقة فى المستشفيات التابعة لوزارة الصحة بسبب نقص المستلزمات الطبية، موضحًا أن الأمر له مردود سيئ على المرضى، وينذر بكارثة حقيقية إذا لم تتدخل وزارة الصحة، لافتًا إلى أن المركز رصد على مدار الأسابيع القليلة الماضية، بعض الشكاوى من الأهالى فى محافظات مختلفة يشتكون من نقص المستلزمات الطبية فى «مستشفى أسيوط، مستشفى الحوامدية بالجيزة، مستشفى قنا»، مشيرًا إلى أن الأعضاء مجلس النواب فى محافظتى أسيوطوالجيزة، دشنوا حملات تبرعات من الأهالى من أجل شراء مستلزمات طبية منها «السرنجات والشاش والقطن»، وغيرها من باقى المستلزمات. وذكر الدكتور محمد عز العرب أن وزير الصحة أعطي مهلة 3 شهور لشركات الدواء لتوفير النواقص وكان هناك عقاب مقرر بشطب تسجيل الأدوية ولم يتم تنفيذه على الشركات حتى الآن. من جانبه، كشف الدكتور كريم كرم، المتحدث الرسمى للشركة المصرية لتجارة الأدوية، عن وجود تأخير فى توفير الأدوية التى تستوردها الشركة لصالح وزارة الصحة بسبب ارتفاع المديونيات التى وصلت لمليار جنيه، مؤكدًا أنه لم يتم وقف الاستيراد لأن الشركة لها دور مجتمعى تؤديه. وختم: «نتمنى من رئاسة الوزراء تحديد اجتماع بين رئيس الشركة ووزير الصحة ووزير قطاع الأعمال لتسوية هذه المديونيات».