المتهم يدعى الجنون.. والجيران: طبيعى ومتحرش ولو ما اتحبسش هايقتلنا كلنا كان عقله قد وصل إلى قمة الجنون، فى نفس اللحظة التى تجرد فيها قلبه من المشاعر، حين استدرج طفلًا بالصف الأول الابتدائى إلى مقابر منطقة المعصرة بحلوان، وقام بضربه على رأسه بإحدى الأوانى الفخارية، ثم قام بتجريده من ملابسه ودفنه داخل مقبرة، انتقامًا من طفل تعود سب وشتم المجنى عليه، الذى يعانى من اضرابات نفسية. وقال المتهم (على.م - 29 سنة) عاطل، أمام المستشار إسلام مسرور، رئيس نيابة حلوان، بعد اعترافه بقتل «السيد أ ع» 9 سنوات، تلميذ بالصف الأول الابتدائى، ودفنه بأحد مقابر منطقة المعصرة بحلوان: «قتلته عشان كان كل لما يشوفنى فى الشارع يتريق علىّ ويسخر منى قدام الناس ويقعد يجرى ورايا ويشتمنى، كان بيخلينى اتعصب وأخرج عن مشاعرى، ده مش طفل ده شيطان، كرهنى فى حياتى، وكان لازم اقتله عشان اخلص من معايرته لى واستهزائه بى فى الرايحة والجاية». وأضاف «قررت أن أتخلص منه من غير ما حد يحس، فاستدرجته فى يوم الواقعة إلى منطقة المقابر وبعدين ضربته عشان أشفى غليلى من اللى عمله فيا وبعدين روحت ماسك فاظة كبيرة من اللى بيتحط فيها الصبار وضربته بها على دماغه بقوة، هى ضربة واحدة بس ما استحملهاش ولقيته بيفرفر على الأرض قلعته التيشرت والبنطلون اللى كان لابسهم، ومسحت بهم الدم من على وشه وبعدين غسلته بالمياه ودفنته فى تربة من الترب الموجودة، وبعدين روحت على البيت وكأنى مفيش حاجة حصلت». وقالت إحدى جيران الضحية: «المتهم سيئ السمعة، واشتهر فى المنطقة بالتحرش بالأطفال والسيدات، وسبق له التحرش ببعض السيدات أثناء نشوب حريق فى إحدى الشقق السكنية، مستغلًا انشغال الجميع بمحاولة إطفاء الحريق، وتجمعت السيدات وتعدين عليه بالضرب بالأحذية». وأضافت «مجنون إزاى؟!!.. ده إنسان طبيعى وبيتعامل مع الناس وبيتاجر وناصح جدًا، بس هو أخلاقه وسمعته زى الزفت، بيعاكس الستات فى الشارع وتعدى جنسيًا على أكثر من طفل، والمرة دى قتل، ولو خد براءة هيموتنا كلنا». تفاصيل تلك الواقعة بدأت مع تلقى رجال مباحث قسم شرطة المعصرة، بلاغًا من كل من «عبد الباقى م خ» 57 سنة، و«محمد س ش» 47 سنة، والمسئولان عن حراسة مقابر المعصرة فى الوصلة بين كورنيش الأوتوستراد، واللذان أفادا بعثورهما على جثة لطفل داخل إحدى المقابر بالمنطقة حراستهما. بالفحص تبين أن الجثة لطفل مجهول الهوية يبلغ من العمر حوالى 9 سنوات تقريبًا فى حالة تعفن يرتدى بنطال ترنج أسود بخط أزرق وبلوفر أحمر وتى شيرت أزرق وملابس داخلية عبارة عن شورت أبيض وفانلة بيضاء ويرجح أنه قد مضى على وفاته حوالى 15 يومًا. وعلى الفور وجه اللواء محمد منصور مدير مباحث القاهرة، بسرعة وضع خطة بحث لكشف ملابسات الحادث، وخلال التحريات التى تمت بقيادة اللواء هشام لطفى نائب مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، ورئيس مباحث قطاع الجنوب، وضباط مباحث قسم شرطة المعصرة، وفحص حالات الغياب أمكن التوصل إلى تحديد شخصية المجنى عليه، المبلغ بغيابه بتاريخ 18 مارس الماضى. وباستدعاء والده «أحمد ع ى» 34 سنة، عامل سيراميك، تعرف على ملابس المجنى عليه، وأقر بأنها ذات الملابس الخاصة بنجله التى كان يرتديها وقت غيابه، وبتكثيف التحريات تبين أن المتغيب شوهد بصحبة «على م م» 29 سنة، يعانى من إضرابات نفسية، وأنه وراء ارتكاب الواقعة. وعلى الفور تم إعداد الأكمنة بالأماكن التى يتردد عليها، وأسفرت عن ضبطه، كما تم بإرشاده ضبط الأداة المستخدمة فى الحادث عبارة عن حطام إناء فخار عليها أثار شعر آدمى، وتيشيرت موف اللون خاص به ملوث بالدماء وعثر عليهما بمكان إخفائهما داخل المقبرة محل الواقعة.