إخصائية نفسية: الأزمة نابعة من تربية خاطئة أكثر منها مشكلة نفسية بدأت قصتى «منى» منذ 14 سنة، بزواجى من «عماد» وكنت وقتها حديثة التخرج من كلية الفنون الجميلة، ونظرًا لأنى من أسرة متدينة وافقت على أول عريس طرق بابى، فأنا الأخت الكبرى لثلاث بنات غيرى، حرص والدى ووالدتى على زرع القيم بداخلنا منذ صغرنا، ووقت أن تقدم عماد لخطبتى، كل ما اهتممت به هو تحرى مدى تدينه، الذى أبهرنى، حينها كان مثالًا للزوج الصالح الذى لا يترك فرضًا ولا سنة إلا وأداها على أكمل وجه، حتى اعتاد الجيران أن يلقبوه بالشيخ عماد فى بداية زواجنا. مرت الأيام وأنجبنا طفلنا «زياد» بعد عام واحد من الزواج، لتزيد حياتنا جمالاً بقدومه، واستمرت الأيام وكبر زياد، وكبرنا أنا ووالده أيضًا، حتى استيقظت على تغير وقع على مسامعى كالصاعقة، وهو أن عماد أخبرنى أنه لا فائدة من الصلاة والصوم طالما أن الدعاء لا يُقبل إلا فى نادر، ولا داعٍ من غض الطرف ما دمنا بشر ولدينا ميول ورغبات جنسية، فكيف يأمرنا الله بالابتعاد عن غرائز هو من وضعها بداخلنا، وعندما ناقشته بأن الله وضع هذه الغرائز ليتم إشباعها بطرق مشروعة، ضحك متهكمًا وقال «ولماذا يترك الله الفقراء حتى يموتوا جوعًا؟» أليس بقادر على إطعامهم. وقع كلام عماد على مسامعى كالصخرة التى حطمتنى، وظننت أن كل هذا نتيجة الظروف الاقتصادية السيئة التى نعانى منها بعد ترك عماد لشغله، ولأننى لا أعمل منذ بداية الزواج، وتركته وقتها يخرج من المنزل على أمل أن يغير حديثه عندما يعود، وعندما عاد صممت أن أفتح الحديث معه مجددًا، فإذا به يكرر نفس كلامه السابق بصورة أبشع، فتركت له المنزل، وانتهى بيننا الأمر بالانفصال، بعد أن علم أهلى وأهله بما آل إليه حال عماد، فوافقوا على الطلاق فى هدوء، إلا أن الأزمة الحقيقية تمثلت فى رغبة عماد فى أن يجذب ابننا زياد لصفه، ويورث له كل آرائه عن عدم وجود إله، بل ويدفعه لعدم الصلاة، معللاً بأن الذين صلوا واتبعوا تعليمات دينهم لم تتبدل حالاتهم للأحسن. فكرت فى أن أمنع زياد من رؤية والده، إلا أننى أخاف أن أقطع صلة الرحم بين الابن ووالده، ولا أدرى ماذا أفعل؟ وترد الدكتورة عزة رحيم، أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة على شكوى الأم فتقول: مشكلة الزوج أساسها عقائدى ونابع من تربية خاطئة أكثر منها مشكلة نفسية، فمن الواضح أنه ضعيف الشخصية، حطمت آماله وطموحاته بمجرد أن ترك العمل، وبات ينظر للآمور بسلبية تامة بدلاً من البحث عن بديل. كما ينبغى أن تكون لأسرته دور فى إعادة تقييم ابنهم، لأنه من الواضح أنهم لم يبذلوا معه مجهودًا من الأساس فى ثقله، بالقيم الدينية السليمة، فانهار من أول جولة. عزيزى القارئ، يمكنك إرسال مشكلتك أيًا كان نوعها وحجمها على بريد الصباح، ونعدك بتوصيلها للمختصين وإيجاد حلول سريعة لها فى سرية تامة، مع العلم أن جميع الأسماء السابق ذكرها أسماء مستعارة وليست حقيقية. للتواصل على البريد الإلكترونى التالى: [email protected]