تبدأ قصتى بانفصال والدى ووالدتى قبل أكثر من 15 عامًا، بعد صراعات ومشاجرات كثيرة، تقمص خلالها الأب دور «الشرير» دائمًا، والدليل أن آخر مشاجرة بينهما شهدت قيامه بصعقها بالكهرباء عدة مرات، ما أصاب والدتى بضمور فى العضلات، وكان طبيعيًا أن تكون النتيجة الانفصال وزواج والدتى من رجل آخر. والدتى أنجبت من زوجها الجديد، وتعيش حياة منفصلة تمامًا بعد أن تركتنى لوالدى الذى تزوج بامرأة أخرى، وأنجب منها ولدين، وهنا بدأت معاناتى الحقيقية.. أجبرونى على ترك التعليم، وأنا فى الصف الثالث الإعدادى، ومرت على الأيام داخل منزل أبى كخادمة، حتى أنهم خصصوا لى المطبخ كمكان للنوم. بمجرد أن بلغت 18 عامًا زوجنى والدى لأول عريس طرق باب المنزل، وكان يدعى «خالد»، وهو أطول زوج عشت معه فترة سنتين تقريبًا، أنجبت خلالها ابنى الوحيد «سيف»، وانتهت بطلاقى منها، وعقب انتهاء عدتى مباشرة أجبرنى والدى على الزواج عرفيًا من رجل ثانٍ كان يكبرنى ب 10 أعوام، وذلك بعد دفع العريس 50 ألف جنيه لوالدى، والذى أجبرنى أيضًا على ترك ابنى «سيف» لديه بحجة أن العريس لا يرغب فى تربية طفل غريب، وتعهد بأن زوجته ستعتنى بالطفل على أكمل وجه. لم يستمر زواجى أكثر من 6 شهور، عانيت خلالها من المعاملة السيئة للزوج الذى لم يختلف كثيرًا فى القسوة التى عانيت منها فى منزل والدى، فاعتاد هو الآخر على ضربى وإهانتى لأتفه الأسباب، وبعد أن هددته بتحرير محضر له عقب مشاجرة تسببت فى كسر يدى وجرح فى الجمجمة، اضطر إلى تطليقى. عدت مرة أخرى إلى جحيم منزل والدى وزوجته، التى أحضرت لى عريسًا رابعًا على الفور، وبنفس الطريقة «عرفى»، ودفع أيضًا 50 ألف جنيه، وبعد مشاجرة كبيرة ضربنى خلالها والدى وكسرت فكى وافقت مجبرة، إلا أن الزيجة هذه المرة لم تستمر أكثر من شهرين، وطلقنى زوجى ليستريح من إنفاقه علىَّ وعدت مرة أخرى لمنزل أبي. تكررت هذه العملية 6 مرات بعد ذلك ليصبح مجموع زيجاتى 9 رجال خلال 7 سنوات، زيجة واحدة منها كانت شرعية، و8 عرفية، وفى كل مرة يتم ضربى للموافقة على العريس الجديد، وكان آخرهم رجلًا خمسينيًا، كما كنت لا أحصل على أى شىء من المبلغ الذى يدفعه العريس. لم تقتصر المعاناة على ذلك، وابنى هو الآخر دفع الثمن، فزوجة أبى لم تعتن به كما تعهد أبى، ووجدت فى جسده حروقًا عديدة، بخلاف أنهم قصوا له شعره تمامًا.. زوجة الأب فعلت كل ذلك، ولم يتحرك الأب لإنقاذ حفيده الوحيد من زوجته، بل إننى علمت أنه يبحث عن مشترٍ لحفيده، بشرط أن يدفع له مبلغًا كبيرًا، وفقًا لما قاله لى والدى: «بدور على مشترٍ طيب وثرى يحافظ على سيف». وترد الدكتورة ماجدة فهمى، أستاذ الإرشاد النفسى بجامعة القاهرة على شكوى «علا» البالغة 25 عامًا فتقول: الأب وفقًا لرواية «علا» يميل إلى بعض التصرفات السادية، بدأت بصعقه زوجته الأولى بالكهرباء، وامتدت لضربه «علا» وإجبارها على الزواج العرفى، والتربح من خلالها، وانتهت بموت مشاعره تمامًا حين فكر فى بيع حفيده نظير المال، وهو يحتاج إلى تدخل إرشاد نفسى وعلاج سريع، حتى لا تسوء الحالة أكثر من ذلك. أما بالنسبة ل«علا» فهى تعانى حاليًا من حالة امتهان جسدى ونفسى، ربما يدفعها لأمراض أخرى كثيرة، ويجب عزلها هى وابنها عن هذه الأسرة، والانضمام لمحيط آخر، وخضوعهما لجلسات تأهيل نفسى متعددة حتى يستطيعا العودة للحياة مرة أخرى. عزيزى القارئ، يمكنك إرسال مشكلتك أيًا كان نوعها وحجمها على بريد «الصباح»، ونعدك بتوصيلها للمختصين وإيجاد حلول سريعة لها فى سرية تامة، مع العلم أن جميع الأسماء السابق ذكرها أسماء مستعارة وليست حقيقية.. للتواصل على البريد الاليكترونى التالي: [email protected]