إخصائية نفسية: الأب والأم يحتاجان إلى «كورس تربية» بدأت قصتى منذ 16 عامًا بزواج عادى بينى أنا «فاتن»، وبين «محمود» الشاب الثلاثينى، وعلى الرغم من أن الزواج تم بطريقة تقليدية، إلا أننا عشنا حياة مستقرة إلى درجة كبيرة، أثمرت عن 3 أطفال، أكبرهم «هيام».. والغريب أن مجيئها لم تصحبه بهجة أو سعادة مفرطة كالمتوقع، على الرغم من أنها الحفيدة الأولى لعائلتى، ولعائلته؛ إلا أن العائلتين كانتا تطمحان فى أن يكون المولود الأول ذكرًا، ولم يمر سوى عام واحد على مجىء هيام حتى نبتت بداخلى بذرة جنين آخر تمنيت من اللحظة الأولى أن يكون ذكرًا، حتى أحقق أمنية أهلى وأهل زوجى، حتى أصبحت أمنيتى أنا الخاصة، وبالفعل جاء محمد وعقبه بسنتين مصطفى، ولم أنكر أن كليهما أدخلا البهجة والسعادة على العائلة بأكملها، حتى نسينا وسط الفرحة أن لدينا بنتًا هى الكبرى، وهى بداية الفرحة الحقيقية. ولا أنكر تمييزى للولدين فى المعاملة عن البنت، فقد كنت أعتقد أننى بذلك أخلق منهم رجالًا فى المستقبل، ففى إحدى المرات منعت البنت من الذهاب للجدة فى الوقت الذى سمحت فيه لإخوتها بذلك، ومرت الأيام وكبر الأبناء، إلا أن ثمة شيئًا غير منطقى أخذ يظهر جليًا شيئًا فشيئًا، وهو أن الولدين خلال دراستهما؛ الأكبر فى الصف الأول الثانوى، والثانى فى الصف الثانى الإعدادى، كثرت مشاكلهما بالدراسة، وتعددت زيارات الأب للمدرسة بعد إرسالها عددًا من الاستدعاءات لولى الأمر، وفى كل مرة يتعمد الأب نصر ولديه وعدم إظهارهما مخطئين، حتى تشاجرا ذات يوم مع أحد زملائهما بالمدرسة خلال الفسحة وحاولا قتله بضربه بقلم الكتابة فى رقبته، طعنة نافذة، نُقل على إثرها زميلهما للمستشفى، وترجى الأب والأم أهل الولد المصاب لعدم الإبلاغ عن نجليهما حتى لا يكون مصيرهما الأحداث، ودفع مبلغًا تعويضيًا لأهل الطفل، وتم ذلك، إلا أن مشكلة الولدين لم تُحل بعد، فساءت أخلاقهما يومًا بعد يوم. لم تكن الأزمة تتعلق بالولدين فحسب، فوسط الأزمة تعرضت البنت هى الأخرى لاضطراب جعلها تأكل أظافرها بشكل مرضى، حتى أنها ذات مرة كانت تعض على أصابعها فكادت تأكلها دون أن تشعر، وقت أن كانت تبكى، من سوء معاملتنا لها. وترد الدكتورة سناء السيد، أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة على شكوى الأم فتقول: التمييز بين الأخوات فى المعاملة سواء كان تمييزًا بين ذكر وأنثى أو تميز بين الأخ الأكبر والأصغر، يمكن أن يخلق جيلًا كاملًا من المرضى النفسيين، لأن الطفل فى هذه المرحلة فى مرحلة تكوين معتقدات، والصورة النفسية التى يكونها عن نفسه فى هذه الحالة إنه شخص سيئ، أو ما يسمى التقدير المتدنى للذات، وهو ما ينتج عدم ثقة بالنفس ومخاوف مرضية وتهيؤات، وإيذاء النفس كما فعلت البنت. على الجانب الآخر الشخص الذى يتم تدليله بشكل زائد تصبح لديه صورة غير حقيقية عن ذاته، ربما تصيبه بالغرور، ويترتب عليها الشعور بعدم الرضا عن المحيطين وإصدار بعض التصرفات المتعالية والمغرورة بعض الشىء، وفى حالة معارضته فى أى شىء يتحول الأمر إلى عنف شديد، وهو ما حدث مع زميلهما. والحل هنا يكمن لدى الأب والأم، فلابد أن يخضعا لكورس تدريبى، يساعدهما فى تربية أبنائهما بالطريقة السليمة. عزيزى القارئ، يمكنك إرسال مشكلتك أيًا كان نوعها وحجمها على بريد «الصباح»، ونعدك بتوصيلها للمختصين وإيجاد حلول سريعة لها فى سرية تامة، مع العلم أن جميع الأسماء السابق ذكرها أسماء مستعارة وليست حقيقية. للتواصل على البريد الإليكترونى التالي: [email protected]