«أخصائية نفسية»: علاجه يتطلب عزله لحين الشفاء تبدأ الحكاية منذ 18 سنة، يومها تزوج إيهاب، الرجل الأربعينى موظف الضرائب من سهام، عاملة السنترال البسيطة بنت ال 17 سنة، والتى وافقت على الزواج بعد حب وقفت أمامه العائلتان كثيرًا، إلا أنها اكتملت وأنتجت ثمرتين هما «محمد - 17 سنة» و«سارة - 14 سنة». كانت الأمور طبيعية إلى أن تم رفت إيهاب من العمل بعد ثبوت اتهامه بالسرقة، خلال ممارسة عمله، وأقسم لأولاده أنه برىء من هذه التهمة.. ومن يومها تبدل حال الأب، فوفقًا لما رواه محمد، فإن الأسرة بأكملها استيقظت ذات صباح على صراخ الأب الذى انهال على ابنه «محمد» بالضرب، ثم جذب سكين المطبخ محاولاً قتله، وبعد أن تدخلت الأم وعدد من الجيران الذين استدعاهم الصوت نحو منزل الأسرة، علل الأب فعلته بأنه رأى فى أحلامه أن ابنه يحاول قتله، الأمر الذى جعله يستشيط غضبًا ويحاول قتل ابنه ليقطع على الابن فرصته فى قتله، وعندما صاح فيه الجميع بأن هذا مجرد حلم، أخذ يصرخ حتى انتابته حالة إغماء، نسى بعدها ما فعله تمامًا. يضيف محمد «والدتى لم تسلم من عذاب أحلام الأب، فينهال عليها ضربًا تحت أكثر من مبرر بأنه رآها تحاول قتله، حتى أقسم ذات مرة على أنه سمعها تتفق مع إخوتها على قتله والتخلص منه خلال أيام، يومها تسبب فى إصابتها بجرح عميق فى الجمجمة». تطورت الأمور سريعًا حتى تركت الأم وابنها وبنتها، المنزل للأب الذى اعتبروه مُختلًا عقليًا، إلى أن توسط بعض الأهالى من الطرفين فى محاولة للصلح، وأقنعوا الأم والأبناء بالعودة للمنزل مرة أخرى، متعهدين بعدم تعرض الأب لهم من جديد، وبعدها حاولت الأسرة علاج الأب حتى يتمكنوا من الحياة معه. وترد الدكتورة ماجدة فهمى، أستاذ الإرشاد النفسى بجامعة القاهرة على شكوى محمد «17 سنة» فتقول: إنها لن تتطرق لمسألة براءة الأب من تهمة السرقة، من عدمها، لكنها تفسر الحالة بأنه تعرض لصدمة نفسية عصبية جراء التهمة، فى الوقت ذاته لم تنتبه الأسرة لصدمة الأب، ولم يعرضوه على مختصين، فتدهورت حالته وتحول الأمر إلى فصام، وهو مرض ينتج عنه رؤية المريض لهلاوس وضلالات، ويتخيل أن هناك شخصًا ما يوجه له الحديث أو يحاول قتله، وفى حالة عدم الانتباه وسرعة الحركة من قِبل الأسرة، ربما تحدث جريمة، فهذا الشخص يحاول قتل الآخرين أو قد يحاول إلحاق الضرر بنفسه أو الانتحار. وتنصح ماجدة، الأسرة بضرورة عرض الأب على مختصين، وعزله تمامًا عن الأسرة لحين اكتمال شفائه، كما نصحتهم أيضًا بضرورة احتواء الأب بعد اكتمال شفائه وعودته مرة أخرى إليهم. عزيزى القارئ، يمكنك إرسال مشكلتك أيًا كان نوعها وحجمها على بريد الصباح، ونعدك بتوصيلها للمختصين وإيجاد حلول سريعة لها فى سرية تامة، مع العلم أن جميع الأسماء السابق ذكرها أسماء مستعارة وليست حقيقية.. للتواصل على البريد الإلكترونى التالى:[email protected]