تبدأ حكايتى منذ 13 سنة بعد أن تزوجت «أشرف» وكان فى الأربعينيات من عمره، وكنت فى ال 20، حيث انبهرت بأمواله فى البداية والوعود التى قطعها على نفسه ليجعلنى أسعد امرأة على وجه الأرض، إلا أن وعوده لم تستمر كثيرًا. مر العام الأول من الزواج فى حالة سعادة عارمة بيننا، أثمرت عن ابننا الوحيد «محمد»، بعدها تحولت الحياة إلى جحيم، ولا أظلم زوجى فأتهمه بأنه سبب المشكلات، لأنى أعلم جيدًا أنى أعانى من عيب خطير وهو العصبية، التى جعلت المنزل فى حالة اشتعال دائم.. لكن المشكلة الحقيقية ظهرت حين وصل محمد إلى سن 12 سنة، بعدها أصبح الصغير يتلفظ بألفاظ بذيئة، ظننت أن الأمر يتعلق ببداية سن المراهقة، وينذر بأنه لم يعد طفلاً وعلى أعتاب مرحلة جديدة فى عمره، تحملتها فى البداية إلا أنها وصلت لحد ضربى ذات مرة عندما رفضت السماح له بالنزول لمقابلة صديقه، ثم غادر البيت بدون موافقتى، ليس هذا فحسب، بل حاول محمد تقطيع شرايين يديه، عقب مشاجرة بينه وبين أحد أصدقائه، وكانا يلعبان مباراة لكرة القدم، فأقبل محمد على الانتحار لأنه لم يحتمل الهزيمة من صديقه، وعقب ذلك عدة محاولات أخرى للانتحار كلها انتهت بالفشل.. وبالرغم من ذلك، فإن خلافاتى المتكررة مع زوجى، جعلت محاولاتنا لا تنتهى، كل من جهته لجذب محمد إليه بعيدًا عن الطرف الآخر، الأمر الذى نتج عنه تدليل زائد له، انتقده معظم المقربين من الأسرة. وترد الدكتورة سناء السيد، أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة على شكوى آلام فتقول: تنقسم أسباب مشاكل الأبناء واضطراباتهم إلى أمرين؛ الأول الحزم الزائد والعصبية والعقاب دون داع، والثانى التدليل المفرط، وهو سبب تدهور حالة محمد السابق ذكرها، وهى جريمة ارتكبها الأب والأم معًا منذ البداية، فاعتقد كل منهما أنه يمكنه شراء حب الطفل بالتدليل، فاختلطت عليه الثوابت والقيم، حتى أن حاول القائم على التربية ضبط العملية، فلا يمكن أن تستمر الحياة كلها فى حالة إثابة دائمة دون عقاب. والأمر الذى ساعد فى تدهور حالة محمد هو الصراعات المستمرة والمشاجرات بين الأب والأم، ويجب منعه من الذهاب للمدرسة وعمل فحوصات شاملة للوظائف العقلية من إدراك وانتباه ومستوى ذكاء وغيرها، حتى يتمكن المختصون من بدء وضع برنامج تأهيلى ملائم للحالة. عزيزى القارئ، يمكنك إرسال مشكلتك أيًا كان نوعها وحجمها على بريد الصباح، ونعدك بتوصيلها للمختصين وإيجاد حلول سريعة لها فى سرية تامة، مع العلم أن جميع الأسماء السابق ذكرها أسماء مستعارة وليست حقيقية. للتواصل على البريد الإلكترونى التالى: [email protected]