«البراموس ومارمينا وأبوفانا» ضمن المستهدفين.. وتوقعات بزيادة العمليات قبل عيد الميلاد يمتلك معلومات عن مساحاتها وأعداد مصليها وأنشطتها وطرق الوصول إليها منذ عام وشهرين أثار تفجير الكنيسة البطرسية وإعلان تنظيم الدولة الإرهابى «داعش» مسئوليته عن التفجير، تساؤلات عن مدى تحول إرهابييه إلى استهداف دور العبادة المسيحية، وقتل الأقباط، ما ينذر بإمكانية تنفيذ عمليات إرهابية أخرى ضد الكنائس والأديرة بمختلف محافظات الجمهورية. ورصدت «الصباح» امتلاك التنظيم الإرهابى معلومات دقيقة عن مجموعة من الكنائس والأديرة منذ ما يقرب من عام وشهرين، وسبق لصفحات تابعة للتنظيم على مواقع التواصل الاجتماعى نشرها فى تلك الفترة، داعية ما يعرف باسم «ذئابها المنفردة» إلى استهدافها وشن هجمات إرهابية عليها. ودشن حساب على موقع التواصل «فيس بوك» يدعى « أبو أياد المصرى» وحسابات أخرى أكثر من هاشتاج باسم «أشعلوا نيران الحرب» و«اقتلوا النصارى المحاربين» و«استهدفوا القساوسة المحاربين»، وتضمنت تحريضًا صريحًا باستهداف الأقباط وممتلكاتهم ودور العبادة الخاصة بهم. الغريب أن الحساب نشر معلومات دقيقة عن بعض الأديرة ومساحاتها وأعداد المصلين بها، والأنشطة الاقتصادية، وخرائط تبين طرق الوصول إليها وما تحتويه مساحاتها، وجاء على رأس هذه الأديرة: «وادى النطرون» بالبحيرة، ودير «أبو فانا» بالمنيا، ودير «مارمينا» بالإسكندرية، ما يشير إلى أن «داعش» يمتلك جهاز مخابرات ولديه معلومات رصدها عن أهدافه الخاصة بكنائس وأديرة الأقباط منذ عام وشهرين، واستغرق التنفيذ مجرد وقت. الحساب الذى تم تدشينه فى 2008 ليس له وجود الآن على «فيس بوك»، وكان يوجه حديثه آنذاك لما يعرف باسم «الذئاب المنفردة»، وهم أشخاص يقومون بهجمات بشكل منفرد دون أن تربطهم علاقة واضحة بتنظيم ما. ونشر الحساب كذلك معلومات تفصيلية عن مساحة دير «البراموس» بوادى النطرون وأسماء الكنائس الموجودة به، بالإضافة إلى أنواع الأنشطة التى تقام به، وأكد المسئولون عن الدير صحة تلك المعلومات. أما عن أسباب استهداف الكنيسة البطرسية دون غيرها، فلا شك لكونها جزءًا من الكاتدرائية، وهو ما يضيف إليها أهمية خاصة. ويعكس تصاعد وتيرة العمليات الإرهابية فى قلب القاهرة بواقع عمليتين فى 3 أيام بهذا الحجم قبيل أعياد الميلاد، خطورة الأيام المقبلة، وما يمكن أن تشهده العديد من التفجيرات، وقال فيليب لوثر، مدير منظمة «هيومن راتس ووتش» بالشرق الاوسط، عبر بيان: «ينبغى لهذا الهجوم الأخير أن يدق جرس الإنذار لدى السلطات بأن إجراءاتها لمنع الهجمات على المسيحيين الأقباط»، وهو البيان الذى ردت عليه الخارجية المصرية باستنكار. وعن الخرائط التى نشرتها صفحات مؤيدة ل«داعش» منذ أكثر من عام للكنائس قال الدكتور صبرة القاسمى، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن التنظيم يمتلك احترافية عالية فى جمع المعلومات تعبر حدود الدول، لذلك يمكنه تنفيذ مخططات عابرة للحدود وجمع معلومات مختلفة. وأشار إلى أن المشهد ضبابى لم تتضح وقائعه بعد بسبب ضيق الوقت وكثرة تفاصيله، مؤكدًا أن وقوع 3 أحداث ضخمة فى 3 أيام بالقاهرة وكفر الشيخ يؤكد أن الأيام المقبلة ستكون صعبة، وستشهد المزيد من العمليات الإرهابية، وهو ما حذرت منه عقب استهداف اللواء عادل ناجى أمام منزله فى «العبور». وأوضح أن الحادث يمثل تطورًا نوعيًا فى طريقة تنفيذ العمليات الإرهابية فى مصر، وبعد أن كانت الجماعات الإرهابية تستهدف رجال الأمن اعتمادًا على الرصد والمتابعة والتنفيذ عن بعد تحولوا إلى تنفيذ عملية انتحارية داخل كنيسة فى المكان المخصص للسيدات، توقع احتمال تصاعد العمليات التى تستهدف التجمعات المدنية خارج محيط السلطة والنظام السياسى. وأكد أن خطورة تطور العمليات الإرهابية هو استهدافها لوتر الطائفية، وهو نموذج نجح فى سوريا والعراق، وقال: «طريقة تنفيذ العمليات الإرهابية الأخيرة تؤكد أن العناصر التى تقوم بالتنفيذ لم تتلق تدريباتها النظامية والمحترفة فى مصر، بل هى إما وافدة أو عائدة من القتال فى سوريا والعراق وليبيا، وهو ما يكسبها احترافية عالية فى تنفيذ العمليات». وأضاف: «المنفذ ليس من التيارات الإسلامية التى مارست السياسة فى مصر، فحتى وإن كان وضع الأقباط فى عقيدة التيارات الإسلامية مختلف، إلا أن الجميع يحرم دماءهم سواء الإخوان أو السلفيين أو الجماعة الاسلامية»، بحسب قوله. ورغم إعلان «داعش» تبنى التفجير يرى «القاسمى» أن إحداث فتنة طائفية قد يشير بأصابع الاتهام إلى مخابرات دول أجنبية لها طموح فى العودة إلى الشرق الأوسط، وعلى دراية كاملة بالبنية التحتية فى مصر، وتجيد قراءة ملف الإسلام السياسى فى الشرق الأوسط، وهى كلها من مميزات المخابرات البريطانية فى ظل حالة التقسيم التى يشهدها الشرق الأوسط، وهو احتمال غير بعيد. وتابع: «رغم أن عقيدة داعش تبيح استهداف الأقباط، لكن لم يسبق لها القيام بعمليات تفجير تستهدف النساء والأطفال، وهو ما يزيد الأمر تعقيدًا، لكن يمكن أن يكون المنفذ أخطأ فى توقيت أو مكان التفجير».