جاكرتا وأفغانستان وداغستان والفلبين: "داعش" يتوسع جغرفياً بتثبيت نفوذه في أربع دول جديدة خبراء: التنظيم يبحث عن أراض بديلة لنشاطه مع الصراع الصعب والطويل بالمنطقة صبرة القاسمي: التنظيم يمتلك جاهز مخابراتي قوي مصطفي أمين: يعتمد على المُريدين وضعاف النفوس بدا أن شعار تنظيم "داعش" الإرهابي الذي يسيطر حالياً على مساحات شاسعة من الأراضي السورية والعراقية، "باقية وتتمدد" ويطبق بكل تفاصيله، فرغم التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدةالأمريكية ودولاً أخرى، فضلاً عن الطلعات الجوية التي يُنفذها سلاح الجو الروسي في سورية، فإن التنظيم لا يزال قادر على القيام بعمليات إرهابية في عدد من الدول مُترامية الأطراف. اللافت أن التنظيم تبنى عمليات ممنهجة في عدد من الدول المختلفة أخرها ما وقع بالعاصمة الأندونيسية "جاكرتا"، الخميس الماضي، كما تبنى التنظيم عملية إرهابية في أفغانستان التي تشهد صحوة ميدانية هي الآخرى لحركة طالبان. خبير الحركات الأصولية صبرة القاسمى، قال إن "داعش" يمتلك أجهزة استخبارات وجمع معلومات عالية الدقة، ما مكن التنظيم من تنفيذ عمليات إرهابية فى دول العالم، مضيفا ل"المشهد": "تنظيم "داعش" يسيطر على مساحات واسعة من الأراضى السورية والعراقية، فضلا عن سيطرته على مساحات واسعة فى دولة ليبيا الحدودية، ومجموع الأراضى التى يسيطر عليها تتساوى مع مساحات عدد من دول المنطقة". وتابع قاسمى "إن أجهزة استخبارات دول غربية بينها أمريكا وإنجلترا وألمانيا وإيطاليا عقدت اجتماعا الفترة الماضية، وأجمعوا أن تنظيم "داعش" أصبح أمرا واقعا فى منطقة الشرق الأوسط". هجوم جاكرتا هجوم داعش على وسط "جاكرتا" استخدمت فيها العناصر المهاجمة الأسلحة الخفيفة والقنابل المؤقته، والأحزمة الناسفة، وهو الهجوم الذي ماثل الهجوم الذي وقع في باريس سبتمبر 2015، وقال التنظيم المتطرف (داعش) إنه تبنى الهجوم مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص خمسة منهم مهاجمون، وأضاف في بيان "قامت مفرزة من جنود الخلافة في إندونيسيا باستهداف تجمع لرعايا التحالف الصليبي (الذي يقاتل الدولة الإسلامية) في مدينة جاكرتا وذلك بزرع عدد من العبوات الموقوتة التي تزامن انفجارها مع هجوم لأربعة من جنود الخلافة بالأسلحة الخفيفة والأحزمة الناسفة". وقالت "وكالة أعماق" للأنباء "مقاتلون من الدولة الإسلامية نفذوا هجوما مسلحا استهدف رعايا أجانب وقوات أمنية مكلفة بحمايتهم في العاصمة الإندونيسية جاكرتا"، وقال قائد شرطة جاكرتا "تيتو كارنافيان"، إن تنظيم "داعش" هو "قطعا" المسؤول عن الهجوم، فهناك مقاتلا في "الدولة الإسلامية" يدعى "بحرون نعيم" يعتقد أنه في سورية كان يخطط لهذا منذ فترة، وإنه المسؤول عن الهجوم. وبينما، قال الناطق باسم الشرطة الوطنية "انتون شارليان" "إن هناك شكوك قوية بأنها مجموعة مرتبطة بتنظيم داعش في إندونيسيا، ألقت الشرطة القبض على أربعة متشددين يعتقد أنهم متورطون في التفجيرات". الباحث في شؤون الحركات الأصولية مصطفى أمين، رجّح إن يكون تنظيم "التوحيد" الذي يقوده القيادي المتطرف أبو بكر باعسير الموقوف حالياً بتهمة مبايعة زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي هو من يقف وراء العملية، وأكد ل"المشهد" أن "داعش" يعمل على استقطاب العناصر التي يظهر منها حب للتنظيم "الأم في سورية والعراق" وتحريضة على تنفيبذ هجمات في عدد من الدول. ولفت أمين إلى أن التنظيم ربما سعى من وراء العملية محاولة إثناء أندونيسيا عن المشاركة في التحالف الإسلامي بقيادة المملكة العربية السعودية، وانها أصدرت بياناً حذرت فيه كل الدول التي أعلنت نيتها المشاركة في الحلف الإسلامي، وقال إن منطقة جنوب شرق أسيا تضم عدد من التنظيمات المتشددة التي تبنت خلال الفترة الماضية تنفيذ عمليات إرهابية. وبدى أن يقظة قوات الأمن الإندونيسية حالت دون تفاقم الأمور، حيث استغرق الأمر من قوات الأمن نحو ثلاث ساعات لإنهاء الهجمات قرب مقهى ستاربكس ومتجر شهير في جاكرتا بعد أن تبادل نحو سبعة متشددين النار مع رجال الشرطة ثم فجروا أنفسهم. وتشير تقارير أمنية إلى أن عدد العناصر المنضوية تحت راية "داعش" من الإندونيسيين بلغوا نحو 700 عنصر، وأن قوات الأمن تتخذ تدابير أمنية للحيلولة دون رجوع تلك العناصر وسعيهم تشكيل مجموعات وخلايا إرهابية تنفذ عمليات إرهابية. هجوم أفغانستان التنظيم ذاته، ورغم إعلان عدد من المقاتلين المنتمين لحركة "طالبان" مبايعة البغدادي، إلا أن التنظيم تبنى القيام بعملية إرهابية قرب القنصلية الباكستانية، الأربعاء الماضي، وهي أول عملية يتبناها التنظيم منذ إعلان وجوده في أفغانستان. العملية الإرهابية أسفرات عن قتل 7 عناصر من القوات الأفغانية وإصابة 7 آخرون، وكانت عبر تفجير انتحاري قرب القنصلية الباكستانية في مدينة جلال أباد شرقي أفغانستان، وقال مسؤولون إن قوات الأمن الأفغانية تبادلت إطلاق النار مع مسلحين اثنين كانا يتحصنان بالقرب من القنصلية. وذكر شهود عيان أنهم سمعوا دوي سلسلة انفجارات قوية قرب قنصليات أجنبية، بينها قنصليات الهند وباكستان وإيران، وجرى إجلاء التلاميذ من مدرسة قريبة للانفجارات، وتبنى "داعش" العملية الإرهابية. في السياق، وفي أول رد فعل من أمريكا على الهجوم، أعلنت الخارجية الأمريكية، الخميس الماضي، إدراج جماعة "ولاية خراسان" الموالية لتنظيم داعش في أفغانستان على قائمة الجماعات الإرهابية الأجنبية، ودعا قرار الخارجية الامريكية إلى حظر أي تعامل أو توفير دعم مادي أو مالي لهذه الجماعة. وذكر بيان صدر عن الخارجية الأمريكية، أن ولاية خراسان تأسست في يناير عام 2015، وتتخذ من المنطقة الحدودية بين أفغانستان وباكستان مقرا لها وهي تضم عناصر سابقة في حركتي طالبان افغانستان وباكستان. وقال البيان إن قيادات الجماعة أعلنوا ولائهم لزعيم تنظيم القاعدة أبو بكر البغدادي في الوقت الذي قامت فيه الجماعة منذ ذلك الوقت بعدة تفجيرات وهجمات مسلحة وعمليات اختطاف في شرق أفغانستان ضد مدنيين والقوات الأفغانية. كما أعلنت الجماعة مسئوليتها عن الهجوم الذي وقع ضد مدنيين في كراتشي بباكستان في مايو الماضي، وقالت الخارجية الأمريكية إن إعلان ولاية خراسان جماعة إرهابية يمثل عاملًا هامًا في جهود مكافحة الإرهاب، كما أنها خطوة هامة تساهم في تحرك كافة الأجهزة الأمريكية لملاحقة مصادر تمويل وعناصر هذه الجماعة. داغستان التنظيم ظهر كذلك في جمهورية داغستان الروسية، في القوقاز، حيث تبنى التنظيم عملية إطلاق نار قرب موقع سياحي أدى إلى مقتل شخص وجرح 11 آخرين، ووقع الهجوم بالقرب من أسوار قلعة ديربينت المدرجة منذ 2003 على لائحة التراث الإنساني. وقال التنظيم في بيان نشره جهاديون على موقع تويتر أنه شن هجوما على منطقة يتواجد بها عدد من "ضباط المخابرات الروسية في مدينة ديربينت جنوب داغستان"، مؤكدا أن "ضابط مخابرات روسي قتل وجرح عدد آخر". وتحولت جمهورية داغستان المحاذية للشيشان إلى بؤرة للمتطرفين الإسلاميين، وقتل فيها ما لا يقل عن 118 شخصا بين يناير ونوفمبر 2015 في مواجهات، بحسب موقع "قوقازي أوزل" الإخباري الذي يتابع أنشطة المقاتلين في القوقاز الروسي. وكان الرئيس فلاديمير بوتين أعلن أن أحد أسباب حملته العسكرية الجوية في سوريا يكمن في أن نحو "سبعة آلاف" من مواطني الجمهوريات السوفياتية السابقة يحاربون في صفوف تنظيم "الدولة الإسلامية، وتخشي موسكو تسلل العناصر الإرهابية إلى بلاده عبر منطقة القوقاز. الفلبين يبدو أن التنظيم الإرهابي "داعش"، بات يبحث عن معقل جديد بعيدًا عن الأماكن التي استُهدف فيها، في منطقة الشرق الأوسط؛ حيث توجه التنظيم الدموي إلى قارة آسيا ليزيد من نفوذه في العالم، وأعلنت أربع منظمات متطرفة في الفلبين إقامة ولاية تابعة لتنظيم "داعش" في جزيرة مينداناو جنوبي البلاد. وذكرت تقارير صحفية بأن مقاتلين تابعين ل4 منظمات إرهابية فلبينية اتحدوا وأعلنوا ولاءهم لتنظيم داعش، وسيتزعم هذه الولاية "إسنلون حابيلون" أحد قادة جماعة أبو سياف الإرهابية، حسبما قالت وكالة تاس. ويرى خبراء أن ما يحدث الآن في الفلبين يدل على تغيير داعش استراتيجيته، مشيرين إلى أنّ الصراع الصعب والطويل الأمد في العراقوسوريا يجبره على البحث عن أراض بديلة للقيام بنشاطه الإرهابي.