«نشأت يتيمة لأم خادمة ثم زوج «صبى مكوجى».. وطفلها مدمن آخر اعترافاتها: «نموت أحسن ما أولادى يضيعوا».. وظلت تنادى: «جاية لكم يا عيالى حتى ماتت إلهام التى لم تبلغ 27 سنة، واجهت حظًا سيئًا منذ نعومة أظافرها.. ففقدت والدها وعمرها 3 سنوات، وكانت أمها تعمل خادمة ولم تستطع أن تكمل دراستها بسبب ظروفهم الصعبة، فكانت أغلب الوقت تساعد والدتها، ومرت الأيام وكبرت إلهام وداخلها وجع وألم بسبب العذاب الذى شاهدته منذ صغرها، فولد بداخلها منذ صغرها كره وحقد على المجتمع، وزاد ذلك الكره زواجها من «صبى مكوجى»، كان أول من يطرق بابهم، لم تكن إلهام ترغب فى الزواج منه كرهًا فى الفقر والجوع، ولكن الظروف كانت تحتم أن يوجد رجل معهما يحميهما ويساعدهما. زوج إلهام كان يعمل يومًا وباقى الأيام عاطل، و أجره باليومية ولا يكفى لأى شىء، ورزقهم الله بولد وبنت توأمين، فكانت مطالب البيت والأولاد لا تنتهى، والمشاكل أيضًا كانت لا تنتهى ومرت 8 سنوات عاشوا فيها فى فقر وجوع وحرمان، لم يستطعوا أن يدخلوا أولادهما مدارس حكومية، فمرت الأيام وكأنها رحلة من العذاب والألم والوجع، يعيشون تحت الصفر. تقول والدة إلهام: «لا نعلم هل الفقر قدر التصق بنا أم اختيار اتولدنا فيه مغمضين، وبجهلنا وقلة حيلتنا وعجزنا لم نستطع تغييره»، وذات يوم علمت إلهام أن ابنها يعمل بالشارع ويتعاطى مخدرات، رغم أنه لم يتجاوز ال8 سنوات، عندها تبخرت أحلامها فى تحسن الظروف وفى معيشة أفضل لأبنائها، خشيت على ابنيها من حياة بائسة كتلك التى عاشتها، وربما أسوأ؛ فابنها على وشك الإدمان وبنتها لن تكون أوفر حظًا، وفى لحظة تمكن فيها الإحباط واليأس من عقل الأم الشابة التعيسة، رأت أن تنهى المأساة بأقسى نهاية لها، فاختارت الموت بدلًا من تلك الحياة التى تهين وتقضى على البشر، أحضرت إلهام عدسًا لتطعم أسرتها وزودتها هذه المرة بالسم، بعدما قررت قتلهم باعتبار أن الموت أرحم من حياة الفقر المدقع، فأكلوا جميعهم ذلك الطعام إلا والدة إلهام التى كانت خارج البيت.. مات زوج إلهام وابنها وبنتها التوأمان، فى الحال، وفقًا لتقرير الطب الشرعى، بعدما نقلتهم الشرطة إلى المستشفى، حيث اعترفت للطبيب، وهى تزفر آخر أنفاسها مصحوبة بالدموع، «كان لازم نموت أحسن ما أولادى يضيعوا أكتر من كده، أنا وزوجى نعانى طول الوقت».. الطبيب روى أيضًا أنها ظلت تقول «أنا جاية لكم يا أولادى حتى ماتت بعدها بساعتين». والدة إلهام قالت فى محضر الحادث: «كان أقصى أحلامنا نأكل ونشرب ونتعالج.. وده مش موجود، يبقى نموت أحسن».