خلال أيام.. الجماعة تصدر بيانًا تتبرأ فيه من دعوات النزول للشارع عبود الزمر يقود مبادرة عودة 5 قيادات على رأسهم طارق الزمر محاولة قد لا تكون الأخيرة للقفز من السفينة قبل الغرق، تلك التى يقودها القيادى البارز بالجماعة الإسلامية عبود الزمر، للخروج من عنق زجاجة الملاحقات الأمنية والخلاف مع النظام بغرض التصالح مع الدولة. المبادرة التى يقودها الزمر وحصلت «الصباح» على تفاصيلها كانت تهدف إلى الإفراج عن قيادات الجماعة الإسلامية فى السجون وعودة الهاربين من الخارج. وحسب المعلومات التى حصلت عليها «الصباح»، فإن عبود الزمر يسعى لعودة كل من: (طارق الزمر، وعاصم عبد الماجد، ومحمد شوقى الإسلامبولى، ومحمد الصغير)، وكان التواصل مكثفًا بشأن المبادرة خلال الفترة الماضية بين عبود الزمر الموجود فى مصر وبقية قيادات الجماعة، وخاصة قبل مظاهرات يوم 11/ 11 والتى دعت بعض الحركات إلى التظاهر خلاله ضد الغلاء والأسعار. وقالت مصارد بالجماعة إنها تعهدت بعدم المشاركة فى التظاهرات وأنها تواصلت مع جميع شبابها فى المحافظات وحثتهم على عدم التفاعل مع الدعوة. ووفق المصادر، فإنه من المنتظر أن يكون هناك بيان للجماعة الإسلامية تتبرأ فيه من أى دعوات أو نزول للشارع تحت أى دعوى كانت، وكذلك الابتعاد عن العنف نهائيًا والسماح لباقى عناصر الجماعة فى حزب البناء والتنمية بممارسة العمل السياسى، وعدم مشاركة القيادات الهاربة فى أى مؤتمرات سياسية كبيرة فى الدولة، فيما بقى جزء هام يخص القيادى الهارب عاصم عبد الماجد، والذى لم يتم الاستقرار على الموافقة على عودته، بحسب المعلومات. من جانبه، قال وليد البرش مؤسس تمرد الجماعة الإسلامية: «المبادرات التى يقودها عبود الزمر منذ فترة تهدف بشكل رئيسى إلى عودة طارق الزمر الذى يعتبره ابنه، وبذل الأول جهدًا كبيرًا فى التواصل مع الأمن لعودة الثانى». وأشار البرش إلى أن الجماعة استجابت لكل شروط الجهات الأمنية مقابل وقف الملاحقات الأمنية والقضائية، وأن القيادات اجتمعت مرارًا مع قيادات الأمن الوطنى وسردوا جميع التفاصيل التى دارت بينهم وبين جماعة الإخوان المسلمين. وأوضح البرش، أن عبود الزمر لايزال يُعلق قرار الانفصال الرسمى عما يسمى ب«تحالف دعم الشرعية» من أجل ضمان ورقة تفاوض بشأن طارق الزمر ومن معه، خاصة أن الإعلان الرسمى بالانفصال عن التحالف من قبل الجماعة بشكل كامل سيمثل خلافًا كبيرًا بين «الإخوان» و«الإسلامية» وهو ما يدفع الزمر للتأكد من الجانب الأمنى والضمانات المقدمة، خاصة أن الدول الحاضنة للقيادات الهاربة يمكن أن تغير طريقة تعاملها معهم. وقال البرش: «القيادات التى يتم التفاوض بشأن عودتها غير مقبولة فى الشارع، كما أن بقاءهم فى بعض الدول يؤكد جلوسهم مع عناصر المخابرات التابعة للدول المقيمين بها، وهو الأمر الذى يضع علامات استفهام بشأن العودة إلى مصر، وكيف سيتم التعامل معهم، خاصة أن طارق الزمر وعاصم عبد الماجد من أصحاب شعار (سنسحقهم) الذى كان موجهًا ضد ثورة 30 يونيو». ويرى ياسر فراويلة القيادى السابق بالجماعة الإسلامية أن عبود الزمر هو المسيطر على القرار فى الجماعة خلال الوقت الراهن ويملك إقناع القيادات بالعودة وترك العنف، وأن الزمر تواصل مع جميع القيادات للبدء فى التهدئة وعدم الانسياق وراء دعوات الإخوان، بما فى ذلك دعوات 11 نوفمبر». وأشار فراويلة إلى أن الجماعة الإسلامية لن تشارك فى تظاهرات نوفمبر حسب توجيهات الزمر، وأن الخروج النهائى من تحالف دعم الشرعية هى الخطوة الأخيرة التى يجرى التفاوض للوصول إليها خلال الأيام الجارية، وأن إفراج الدولة عن بعض القيادات الفترة الماضية كان بمثابة الضوء الأخضر لبعض القيادات بأن الدولة جادة فى عملية المصالحة مع الجماعة الإسلامية. وأشار فراويلة إلى أن التيار المناهض لعمليات المصالحة وهم عناصر تيار القيادى الراحل عصام دربالة، ومعهم عاصم عبد الماجد، ومحمد الصغير، وطارق الزمر، وهؤلاء هم من لجأوا إلى عبود الزمر لمحاولة ضمان عملية العودة الآمنة بعد الإفراج فى وقت سابق عن عدد من القيادات منهم نصر عبد السلام، القائم بأعمال رئيس حزب «البناء والتنمية»، كما تم إطلاق سراح حسن الغرباوى الملقب بعمدة المعتقلين، وعدد آخر. ويأتى ذلك التوجه لمبادرة الزمر للتصالح، فى ظل تباين نسبى فى آراء أعضاء الجماعة فى الداخل والخارج، إذ يرى الطرف الأول ضرورة الموافقة على التهدئة، فيما يبدو أن تيار الخارج رضخ للتصالح والعودة بعد فترة من الرفض والتصعيد ضد النظام المصرى.