«فراويلة»: رفض منح الجنسية التركية ل«عاصم» ووقف التمويل الإخوانى وراء انقسام «دعم الشرعية» «عمارة»: «الإخوان» انتظرت دعمًا مسلحًا من الجماعة الإسلامية.. والأخيرة رفضت التورط فى العنف لم تكن حملة الإفراج الأخيرة التى أعلنتها السلطة المصرية، وأطلقت خلالها سراح 10 من قيادات تحالف دعم الإخوان، على رأسهم نصر عبد السلام، رئيس حزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الاسلامية، سوى القشة التى أنهت شهر العسل بين جماعة الإخوان والجماعة الإسلامية. وكانت العلاقة بين الطرفين شهدت، مؤخرًا تلاسنًا بدأه الداعية الهارب محمد عبد المقصود، الذى هاجم الجماعة الإسلامية واتهم قيادتها بتقديم التنازلات للحصول على الإفراج، فرد عاصم عبد الماجد متهمًا الإخوان بالبحث عن السلطة، والابتعاد عن الواقع، والعيش فى الخيال. بدأت الخلافات بين الفصيلين منذ ما يقرب من العام، بعدما هدد عدد من قيادات الجماعة الإسلامية بالانسحاب من تحالف دعم الشرعية، بسبب تهميش دور أعضاء التحالف، وتعمد الإخوان فرض آرائهم دون النظر للآخرين. وطالب عبود الزمر، القيادى بالجماعة الإسلامية، بالتخلى عن فكرة عودة محمد مرسى للحكم مرة أخرى، وأكد أنه لا ولاية للأسير أو الجريح، الأمر الذى واجهه الإخوان بالهجوم، مؤكدين أن عودة «مرسى» هى حربهم التى يسعون للانتصار فيها، والأمر نفسه قام به عاصم عبد الماجد الهارب خارج البلاد، أحد مؤسسى الجماعة الإسلامية، الذى طالب بالانسحاب من تحالف دعم الشرعية وتدشين تحالف جديد يسمح بتبادل الآراء تحت اسم «حلف الفضول المصرى». وجاء نص «إقرارات البراءة» التى تردد أن عددًا من قيادات وأعضاء الجماعة الإسلامية المعتقلين وقعوا عليها للخروج من السجن على: «أتعهد بأننى لا أنتمى لجماعة الإخوان المحظورة ولم أمارس أى أعمال عنف وأريد التصالح مع الحكومة وأرجو أن تصل هذه الرسالة للمسئولين»، ولعبت هذه الإقرارات دورًا كبيرًا فى تدهور العلاقات بين الطرفين، وإن كانت الجماعة الإسلامية تبرأت من الأمر، لكن جماعة الإخوان استبعدتها من حساباتها، بعد التأكد من تورط عدد من قادتها فى التوقيع على هذه الإقرارات. وكان لتهميش دور أبناء الجماعة الإسلامية، وعدم دخولهم أطرافًا فى التفاوض مع أى جهة، وتصدر الإخوان للمشهد دون غيرهم، وضغط أهالى المعتقلين من أبناء الجماعة الإسلامية على القادة للإفراج عنهم، دور كبير فى اتخاذ الجماعة الإسلامية جانبًا بعيدًا عن الإخوان، والبحث عن سبل للخروج من الأزمة، الأمر الذى انتقده عبد المقصود، واعتبره تفتيتًا لتحالف دعم الشرعية بقيادة الجماعة الإسلامية، حسبما صرح فى إحدى القنوات الإخوانية التى تبث من تركيا. وكشف القيادى السابق بالجماعة الإسلامية، ياسر فراويلة، عن مزيد من التفاصيل فيما يخص انتهاء التحالف الإخوانى مع الجماعة الإسلامية، حيث قال إن التحالف لم يكن بالشكل المعهود، بل مجرد مساندة وتقابل للمصالح ليس أكثر، فمن ناحية الإخوان كانوا يبحثون عن دعم قوى ومساندة من أبناء التيار الإسلامى حتى يصدروا الأمر، وكأنه حرب على الدولة الإسلامية، وكانوا فى المقابل يملكون التمويل اللازم، لذا أغروا قيادات الجماعة الإسلامية بتوفير الدعم المالى والإقامة لهم، ولكن منذ عام، اكتشفت قيادات الجماعة الإسلامية كذب الإخوان وبحثهم عن السلطة فقط، وعدم الدفاع على قيادات الجماعة الإسلامية. وأضاف فراويلة أنه منذ عام عارضت جماعة الإخوان وجود محمد الصغير، أحد أعضاء الجماعة الإسلامية، ضمن برلمانهم الموازى الذى تم تشكيله فى تركيا، الأمر الذى أثار استياء قيادات الجماعة الإسلامية، ثم حاول عاصم عبد الماجد الحصول على الجنسية التركية، لكن السلطات التركية رفضت طلبه، بينما قاموا بتقنين وضع العديد من قيادات الإخوان، ما فتح باب الصراع المعلن بين الطرفين، وبدأ عبد الماجد الهجوم على جماعة الإخوان بشكل مباشر، وطالب بالانسحاب من تحالف دعم الشرعية. وتابع فراويلة: «لجوء جماعة الإخوان للاتحاد الأوروبى وفتحها باب التفاوض مع مسئوليين أمريكان كان ضد توجهات الجماعة الإسلامية الذين رفضوا الأمر، بينما تجاهل الإخوان مطالبات عاصم عبد الماجد بالتظاهر لإقامة الدولة الإسلامية واستعادة حكم الإخوان وخروج مرسى من السجن». وأضاف: «أما الأمر الذى أنهى التحالف بشكل كامل، فهو توقف الإمدادات المالية التى كانت تقدمها الإخوان للجماعة الإسلامية بجانب تمسك الإخوان بتصدر المشهد التفاوضى، واختفاء قيادات الجماعة الإسلامية من المشهد نهائيًا حتى فى الحديث عن المعتقلين ما فتح باب الخلاف، وهنا بدأ شباب الجماعة الإسلامية يتساءلون عن الهدف من دعم الإخوان». واستطرد فراويلة: «بعد أن انكشف الغطاء عن أهداف الإخوان الحقيقية، والتى لا علاقة لها بالدولة الإسلامية كما ادعوا، وتخليهم عن دعم قيادات الجماعة الإسلامية وتركهم لمصير مجهول، جعل الجماعة الإسلامية تعاود الحديث عن التصالح مع الدولة، وتعيد المراجعات بين السلطة وقيادات الجماعة الإسلامية مرة أخرى، للخروج من الأزمة التى وضعوا أنفسهم فيها، وتحكم الشباب فى اتخاذ القرار بعد رفضهم دعم الإخوان أكثر من ذلك». من جانبه، أوضح عمرو عمارة مؤسس تحالف إخوان منشقون، أن الإخوان كانت تنتظر من الجماعة الإسلامية دعمًا مسلحًا فى التظاهرات، والقيام بأعمال عنف، لذلك كان التحالف معهم، وبعد فترة أدرك الإخوان أن قيادات الجماعة الإسلامية لا يمكنهم تحقيق هذا الهدف، لذلك نفضوا أياديهم منهم، وعندما أدركت الجماعة الاسلامية أنها أغرقت نفسها مع الإخوان، أطلقوا عددًا من المبادرات للخروج من هذا المأزق، والانسحاب من تحالف دعم الإخوان، فى الوقت الذى سعت فيه جماعة الإخوان للتخلص من الجماعة الإسلامية التى لم تكن طرفًا فى الصراع، مع وجود حالة من الانقسام داخل جماعة الإخوان، يقودها الشباب، وعدم القدرة على التفرغ لمطالبات قادة الجماعة الإسلامية الذين يشكون من تهميشهم، لذلك فقد انتهى التحالف، وتسعى الجماعة الإسلامية للقفز من المركب الغارقة.