وزير الري: موارد مصر المائية لن تنقص كوبًا واحدًا

قال الدكتور محمد عبدالعاطي، وزير الموارد المائية والري، إن موارد مصر المائية لن تنقص كوبا واحدا، مؤكدا أن الاتفاقيات الموقعة بين مصر والسودان وإثيوبيا وضعت إطار عام لتحديد قواعد الملء والتشغيل الأول لسد النهضة الإثيوبي، وإرادة التعاون كفيلة بحل المشكلات بين الدول الثلاث.
أكد الوزير في كلمته، الإثنين، خلال مؤتمر التنمية الزراعية المستدامة في مصر، الذي نظمته كلية الزراعة بجامعة القاهرة، أن التحدي الأكبر الذي تواجهه الموارد المائية يتمثل في الزيادة السكانية، خاصة مع ثبات حصة مصر المائية من مياه نهر النيل عند 55.5 مليار متر مكعب، موضحا أن الاحتياجات المائية تصل سنويا إلى 110 مليار متر من المياه، يتم توفيرها بإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي المعالج.
وأضاف «عبدالعاطي»، أن نصيب الفرد من المياه في تناقص مستمر بسبب الزيادة السكانية المضطردة، وتراجع في الآونة الأخيرة ليصبح 650 متر مياه في العام، ومن المتوقع أن يصبح 300 متر فقط بعد 20 عاماً، مؤكداً أن التغيرات المناخية وارتفاع درجة الحرارة وتداخل مياه البحر في دلتا نهر النيل، تشكل تحد آخر يستوجب تكاتف الجهود للتصدي لها، باستنباط أصناف جديدة من المحاصيل تتحمل الملوحة والبخر.
وشدد «عبدالعاطي» على ضرورة توافر كوادر ومؤسسات بحثية حكومية للتعامل مع مثل تلك التحديات، من خلال الاحتكاك الدولي والتفاعل مع المراكز البحثية وبناء أجيال قادرة على التوصل إلى حلول تحقق التنمية المستدامة، مشيرا إلى دول محدودة الموارد الطبيعية ورغم ذلك لا تعاني من مشكلات في توفير احتياجاتها للغذاء، كما توجد دول تلقى أكثر من 200 مليار متر مكعب من المياه سنويا في البحار، وتستورد 60% من احتياجاتها الغذائية.
وأعلن الوزير أنه سيتم خلال الخمس أعوام المقبلة الاعتماد بشكل كبير على تحلية مياه البحر من خلال برنامج حكومي، لتوفير الاحتياجات المائية باستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة، فضلا عن استنباط أنواع من المحاصيل قصيرة العمر محدودة الاستهلاك للمياه من خلال مركز البحوث المائية، مشيرًا إلى نجاح تجربة استنباط صنف جديد من القمح لا يزيد عمره عن 3 أشهر فقط، مقارنة بالتقليدي الذي يصل عمره إلى 6 أشهر.
وذكر أنه سيتم تطبيق القرار الحكومي الخاص بتحديد المساحة المنزرعة أرز ب700 ألف فدان فقط، بداية من العام المقبل، مع التمسك بقرار مجلس الوزراء بحظر تصديره نهائيا، باعتباره المحصول الأكثر استهلاكا للمياه.