عزبة البرج والشيخ مبارك والشهايبة وحماد أشهر قرى تهريب المهاجرين مفاجأة .. سوريون يبيعون أعضائهم مقابل الهجرة غير الشرعية على مراكب الموت في مصر في روايات الناجين من الموت فى حادث مركب رشيد حكايات يشيب لها الوجدان وتفاصيل تكشف مأساة أكبر كارثة تحدث في محافظات مصر بل وتتكرر بشكل شبه يومى ، والأغرب من ذلك أن مواطن لايمتلك قوت يومه يدبر كل مايملك لديه من أجل ان يدفعه في سبيل الموت في عرض البحر على لاعتقاده انه سيصل الى أرض الأحلام في الدول الاوروبية وغيرها، ولكن النتيجة هى فقدان كل شىء للأبد. الناجون من الموت في مركب رشيد كشفوا عن انه تم تخزينهم 3 أيام فى عنبر دواجن باحدى المزارع وغطوا رؤسهم بأكياس بلاستيك ، بجانب ان سماسرة الهجرة غير الشرعية حاولوا التغطية على جرائمهم حيث قال المهربون للمهاجرون ، اذا سألوك انت مين قول أنا سورى . بدر محمد عبد الحافظ هو أحد الناجيين من مركب الموت برشيد ، راهن بحياته ومعه زوجته وثلاث بنات صغار على السفر ، لكنه ظل يبكى حزنا على خسارة زوجته وبناته الثاث وقال ان رحلتهم إلى المركب استغرقت ثلاثة أيام من التخزين فى عنابر الدواجن باحدى المزارع التى لا يعرف مكانها نظرا لحجب الرؤية عنه خلال دخول المزرعة للتخزين والخروج منها متجها الى البحر بالاضافة الى أن أصحاب المزرعة كان يدعيان الحج عطية و »الحج محمد وهم أخوة استعانا برجال يحملون العصا لضبط الأمن فى مخزن يحتوى على قرابة 200 شخصا يهددون من يحاول الهرب بالموت. «الصباح » توصلت الى معلومات خطيرة حول لجوء مواطنون يرغيون في الهجرة غير الشرعية الى بيع أعضائهم لكى يهاجروا تاركين الظروف الصعبة حولهم وهؤلاء معظمهم من سوريا ، بجانب ذلك هناك عصابات تستخدم المهاجرين غير الشرعيين لاجراء عمليات جراحية لهم وبيع أعضائهم والنتيجة قد تكون الموت بعد الاستفادة من أعضائهم. وحسب المعلومات التى حصلنا عليها فانه في ظل ارتفاع سعر تذكرة الموت إلى دول أوربا إلى أكثر من55 ألف جنيه يلجأ بعض الراغبين في الهجرة إلى حيل عديدة من أجل اتمام سفرهم ، ومن بين هذه الحيل أنهم يقومون بالتوقيع على إيصالات أمانة » شيك »ويكون الموقع هو والد المهاجر أو أخوه على أن يقوموا بالسداد بعد وصولهم للبلد الهارب إليها. أما الكارثة الأخرى التي لم يكشف عنها النقاب حتى الآن أن بعض الحالات والذين تواصلنا معهم يلجأون إلى بيع أعضاءهم من أجل توفير مبلغ السفر، تلك القضية كشف عنها عدد من السوريين المقيمين بمصر،حيث أوضحت « ر س » أن زوجها أضطر إلى السير في مفاوضات لبيع كليته من أجل السفر إلى أوروبا خاصة بعدما اقنعه بعض الذين سبقوه وسافروا إلى أوربا واستقروا هناك، وأكدت أن الأسرة كانت ستهاجر على متن مركب رشيد إلا أن عدم اتمام عملية بيع كلية زوجها خلال الايام الماضية منعتهم من السفر على مركب الموت الذي غرق برشيد، وأوضحت أن بعض الاشخاص كانوا يعرضون عليه مبلغ 50 ألف جنيه مقابل كليته. فيما أكد يحي، ع « سوري الجنسية أن عدد من السوريين الذين هاجروا إلى دول أوربا قاموا بالفعل ببيع اعضاءهم خاصة في ظل عجزهم عن تدبير أية أموال من أجل دفعها للسماسرة الذين يتقاضون نحو30 ألف جنيه مقابل الرحلة. المؤسف في الأمر أنه لم يقتصر على السوريين فحسب، حيث أكد أحد المصريين أن بعض السماسرة الذين يعملون بالتهريب يجدون المواطن غير قادر على دفع المبلغ ويقترحون عليه فكرة بيع الأعضاء مقابل أن يتقاضى هو جزء من المال وأن يتقاضوا هم الجزء الأخر مقابل تهريبه إلى الخارج. وأوضح فداء «ع » أحد المقيمين باليونان، أن بعض عصابات الاتجار في البشر في الخارج تستقبل الهاربين على بعض النقاط في الدول الأوربية على أساس أنهم سيوفرون لهم العمل ويصطحبوهم إلى أماكن مجهولة ومن ثم يقتلوهم ويستولون على كافة أعضاءهم، وهو ما نتج عنه اختفاء عدد كبير من المهاجرين في الفترات الماضية دون معرفة أي تفاصيل عن مكان تواجدهم. الامر لم يتوقف عند بيع الاعضاء البشرية بل توصلنا الى تفاصيل أكبر في مأساة المهاجرين غير الشرعيين وفي تفاصيل رحلة الموت من خلال سماسرة الهجرة ، المشاهد والوضع داخل أماكن تخزين البشر قبل تهريبهم تبكى لها العيون ، حيث تتم عمليات التهريب عبر التخزين لعدة ايام في مزارع دواجن . التفاصيل التى حصلنا عليها تكشف عن أن مزارع تربية الدواجن اشتهرت بتخزين راغبى الهجرة غير الشرعية فى منطقة عزبة البرج بدمياط فإذا كنت تريد الوصول لمزرعة الدواجن فعليك أن تدخل من بوابة خشبية كبيرة تحمل لافتة باسم «ع .ش وأولاده..صاحب مزرعة الموالح والنخيل » لتسلك طريقًا لا يتعدى عرضه المترين وبطول حوالى 500 متر وسط أشجار الجوافة والنخيل، حيث يوجد كلب مقيد أسفل شجرة نخيل على كل 100 متر تقريبًا على الجانب الأيمن من الطريق المؤدى لمزرعة الدواجن. وبحسب ما رصدته «الصباح » ، فإن مبنى مزرعة الدواجن من طابقين، حيث يوجد سلم أسفله كلب ضخم بجوار الباب المؤدى للطابق الأول، الذى تبين عند دخوله أنه عنبر فارغ تمامًا، كان يستخدم لتربية الدواجن منذ فترة ليست طويلة، حيث يوجد بعض الأدوات المستخدمة فى تربية الدواجن. وبسؤال الخفير الذى يقطن فى منزل صغير بجوار مبنى مزرعة الدواجن.. هل يتم بالفعل تخزين الأشخاص بها؟ ، قال: «إن صاحب مزرعة الموالح يقوم بتأجير مبنى مزرعة الدواجن لشخص )رفض الإفصاح عن اسمه(، وبالفعل أرى هذا الشخص يأتى كل أسبوعين تقريبًا بمجموعة من الشباب وأحيانًا الأطفال، ويحتجزهم فى داخل المزرعة لمدة يومين أو ثلاثة ويمنعهم من الخروج منها .» وأضاف الخفير: «عارف إنه بيسفر المجموعات دى على مراكبه لإيطاليا، حيث يقوم هذا الشخص باصطحاب هذه المجموعة فى سيارة نقل بعد منتصف الليل ويأتى بمجموعة أخرى فى اليوم التالى فى نفس التوقيت تقريبًا .» أما عن تهديد من يرغبون فى الهجرة تحت السلاح، قال الخفير «هو ليس تهديدًا ولكن محاولة منه للسيطرة عليهم، إذا لم يفعل ذلك من السهل جدًا أن ينكشف فتعرف الشرطة مكانه .» أمجد الخلفاوى احد الناجين من رحلة هجرة غير شرعية، قال ان السمسار يحصل من كل واحد5 آلاف جنيه ثم يأخذ مجموعة من الشيكات على الأهالى بباقى المبلغ وقدره 15 ألف جنيه، ليسترده فور الوصول لإيطاليا وبعد أن أتصِل بأهلى لأخبرهم بأنى قد وصلت .» أما عن مكان تخزينهم فأكد «لما وصلنا مزرعة برشيد كانت قريبة من البحر، وجدنا أطفا لً بعمرنا فى مبنى لتربية الدواجن، السمسار قالنا هتقعدوا هنا 4 أيام، لم نكن نعلم هذا مسبقًا فلم نحضر طعامًا معنا، ولما سألنا السمسار عن الطعام قالنا: )مليش دعوة.. اتصرفوا( » ، ويواصل حديثه بقوله : قاومنا الجوع أول يوم، ولكن لم نستطع المقاومة لليوم الثانى، حاولنا كسر باب أحد عنابر المزرعة ليمسك كل منا بدجاجة يأكلها أو نحصل على ذلك البيض الذى نراه على أرضية العنبر، مضيفا : المشهد كان مؤلمًا كنا نموت جوعًا ونحن نرى وراء هذا الباب الحديدى عنبرًا من الدواجن، ولكن لم نستطع كسر الباب خشية أن نصدر صوتًا، لذلك اضطررنا أن نأكل الدجاج النافق الذى كان يجمعه صاحب المزرعة فى أكياس كبيرة ويتركه بجوار باب المزرعة لتأتى سيارة تحمل هذه الأكياس كل صباح .» وأضاف أمجد : «فى اليوم الرابع، تحديدًا فى الثانية بعد منتصف الليل، والمكان مظلم، طلب منا السمسار، وفق حكاية أمجد عن رحلته غير الشرعية إلى إيطاليا، أن نخرج ما معنا من أموال وأوراق، وقبل طلوع الفجر، قالوا: «اجروا ناحية صوت البحر، وجرينا فى مزرعة الموالح والتى كانت أشجارها تنال منا هى الأخرى لتمزق فروعها وجه من يصطدم بها، والكل جرى بسرعة للحاق بالمركب خوفًا من بطش السمسار ورجاله فقد كانوا يطلقون النار فوق رؤوسنا، إلى أن وصلنا للمركب .» وبحسب التقارير والإحصائيات الأمنية الصادرة من مديرية أمن كفر الشيخ، بشأن رصد الهجرة غير الشرعية عبر سواحل المحافظة المطلة على البحر الأبيض المتوسط، منذ بداية العام الماضى 2015 وحتى الآن، فعدد رحات الهجرة غير الشرعية التى تم إحباطها قبل القيام بها تعدت 60 محاولة، وأظهرت التقارير، أن معظمهم من تم القبض عليهم خلال تلك المحاولات ينتمون لجنسيات إفريقية وعربية. ويتم وضع أطفال الهجرة غير الشرعية، الذين يمرون عبر كفر الشيخ، فى مزارع الدواجن، بقريتى الشيخ مبارك، والشهابية إحدى قرى مركز بلطيم، وكذلك قرية الحماد التابعة لمركز البرلس، وفقًا لتقارير ومحاضر الشرطة بمديرية أمن كفر الشيخ، بعد سلسلة من المداهمات لهذه المزارع، كما توجد أيضًا العديد من مزارع الدواجن فى منطقة عزبة البرج فى دمياط، التى تشتهر بوجود سماسرة وأصحاب مراكب متخصصة فى نقل من يرغبون فى الهجرة غير الشرعية إلى قرب سواحل إيطاليا، حيث أصبح للمهاجرين غير الشرعيين رخصة استخدام صفة لاجئ سورى حتى لا تعيده الدولة إلى وطنه، فى حالة الإمساك به قرب سواحلها.