«طفل السلفيين المعجزة» يحمل أجندة هيكلة أمريكية للحزب ما بين ليلة وضحاها أصبح نادر بكار عضو الهيئة العليا لحزب النور والمتحدث الرسمى السابق للحزب حديث كافة وسائل الإعلام، بعد تسريب خبر لقائه بوزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبى ليفنى وإجراء حوار معها على هامش اللقاء، تطرق خلاله إلى العلاقات الخفية بين الكيان الصهونى وحزب النور والدعوة السلفية، وكيفية تحقيق التعاون بين الطرفين فى الفترة القادمة، والتأكيد على نبذ الدعوة والحزب للأفكار المتشددة وانفتاحها على المجتمعات الأخرى، ورغم إعلان الحزب فى بيان له عن طبيعة اللقاء والذى كان عبارة عن محاضرة معلنة إلا أن الانتقادات استمرت فى الإحاطة ببكار والدعوة حتى وصل الأمر لتقديم بلاغ للنائب العام يطالب بكار بالإفصاح عن حقيقة المقابلة وما دار فيها. وفى الوقت الذى تساءل الكثيرون عن موقف بكار ومكان وجوده كانت الدعوة السلفية قد استقبلت «ابنها المعجزة» فى سرية تامة نهاية الشهر الماضى بعد أن نجح فى اختراق المجتمع الغربى عبر المنحة التى حصل عليها للدراسة بجامعة هارفارد، والتى اقتنصتها له الدعوة خلال عدة اتصالات بمسئولين أمريكان بمصر ومفاوضات مع الحكومة المصرية التى ترعى المنحة، واستطاع بكار أن يكون همزة الوصل بين الدعوة السلفية وبين الكيانات الغربية التى عملت الدعوة على اختراقها وخلق جسور تواصل معها إبان دخولهم المعترك السياسى لضمان البقاء فى الساحة السياسية والحصول على مكاسب على المستوى المحلى والمستوى الدولى، وفور وصوله التقى بكار بعدد من كبار قيادات الدعوة حيث قام بتقديم تقريره عن فترة دراسته والمكاسب التى حققها خلال فترة الدراسة وقنوات التواصل التى استطاع خلقها خلال تلك الفترة والملاحظات التى تؤخذ على الدعوة السلفية. وأثارت عودة بكار بشكل سرى استياء عدد كبير من الأعضاء البارزين بالحزب، الأمر الذى اضطره إلى تعهده بدعمهم فى قضية انتخابات المحليات التى اتخذ الحزب قرارًا بعدم المشاركة فيها، ووضع جدول للقيام بعدة جولات على أمانات المحافظات والاستماع إلى شكاوى وملاحظات الأعضاء عن الفترتين الماضية والقادمة، فى محاولة منه لامتصاص غضبهم الذى اشتعل خاصة بعد ورود أنباء للأعضاء بوجود خطة لهيكلة الحزب من جديد، وبالرغم من تأييد بكار لعدم مشاركة الحزب فى الانتخابات القادمة إلا أن تحركاته كانت لتهدئة أجواء التوتر التى صاحبت أنباء إعادة الهيكلة. فى الوقت نفسه بدأ بكار فى التخطيط لمقابلة عدد من المسئولين ونواب الحزب لمناقشة الملفات السياسة ووضع تصورات لمشروعات قوانين تخص الملف الاقتصادى لعرضها على البرلمان، للخروج من الأزمة الاقتصادية التى تمر بها مصر وتشجيع الاستثمار. كما بدأ فى تحديد أعضاء تيار الإصلاح بالحزب، الذى يأتى فى مقدمته الدكتور بسام الزرقا والمهندس فاروق المكى وأشرف ثابت، فى الوقت الذى يتم فيه التخلص من الحرس القديم بالحزب بشكل تدريجى، تنفيذًا للتطوير الفكرى والمنهجى للدعوة السلفية وذراعها السياسية حزب النور، الذى كان يتم الإعداد له بشكل سرى. فلم يكن لقاء بكار مع ليفنى سوى تنفيذ لخطة اختراق المجتمع الغربى التى أعدتها الدعوة السلفية عام 2013، فى إطار هذا التطوير المنهجى، حيث بدأت الدعوة بالولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث عقدت عدة لقاءات مع مسئولين أمريكان تم الكشف عن بعضها والبعض الآخر لم يتم الإعلان عنه، وكان على رأس هؤلاء وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، الذى لعب دورًا كبيرًا فى حصول بكار على المنحة، وكذلك كان يمثل بوصلة بكار فى التواصل مع عدد كبير من المسئولين الأمريكان بالخارج وبعض الأعضاء بالكونجرس الأمريكى، الأمر الذى كشفت عنه «الصباح» فى أعداد سابقة. وكان الهدف من تلك الرحلة «تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الفكر السلفى»، وفقًا لادعاء قادة الدعوة السلفية، وبينما ساهمت تنازلات بكار التى قدمها للوصول لهدفه، بداية بتخفيف لحيته وإقامة علاقات مع زملاء بالجامعة من جنسيات متعددة والظهور بمظهر السلفى الليبرالى المنفتح. وبالفعل، استطاع بكار فى مدة بسيطة إقامة علاقات قوية داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية بمساعدة فاروق المكى أحد القيادات البارزة بالحزب، الذى يملك العديد من الاستثمارات داخل أمريكا. ولم يكن تحسين الصورة هو الهدف الوحيد للدعوة قبل إرسال بكار إلى أمريكا، ولكن ليتدرب ويكتسب خبرة أكبر لتشكيل تيار «الإصلاح السلفى» داخل الدعوة، وخلق ما أطلق عليه الليبرالية السلفية، التى تعتمد على نبذ التطرف، وفقًا لما تم الإعداد له من قبل قيادات الدعوة ومنهم الشيخ ياسر برهامى الذى وضع خطة التطوير عام 2013، كما سبق أن أشرنا، منعًا للوقوع فى خطأ الإخوان، وكانت الخطة هى وضع الحزب تحت قيادة تجمع بين الفكر الليبرالى والفكر السلفى، وتكون الواجهة فى التعامل السياسى، بينما تعود القيادات الأصلية إلى دورها الدعوى لضمان القاعدة الشعبية، وهو ما تم بالفعل، فبعد إنهاء بكار لدراسته وقبل وصوله مصر، أعلن الدكتور ياسر برهامى ابتعاده عن الساحة الإعلامية والتركيز فقط فى الدور الدعوى، مقررًا أن يكون عبر حلقات دينية تذاع على اليوتيوب، بخلاف خطب الجمعة ودروس المساجد والمواقع الرسمية للدعوة، وموقع ask الذى انضم إليه برهامى مؤخرًا. ولم يكن اختيار بكار لمهمة الإصلاح «الأمريكية» من قبيل الصدفة، حيث لعبت علاقة النسب بينه وبين الدكتور بسام الزرقا، الذى كان لديه تحفظات على إدارة الحزب دورًا مهمًا فى اختياره.