*السلفيون يطلبون من الأمريكان دعمًا ماديًا والضغط على النظام لإسناد وزارات لقيادات «النور» *قيادى بالدعوة يقيم مأدبة عشاء للقنصل الأمريكى بالإسكندرية لتوثيق العلاقة مع مسئولى السفارة كشفت مصادر وجود اتصالات بين السفارة الأمريكية والدعوة السلفية بتزكية من الدكتور ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة، الذى ساهم فى تصعيد أسماء بعينها داخل الدعوة وحزب النور ممن لهم علاقات بالسفارة الأمريكية، لتقوية جسور تواصل مع الجانب الأمريكى. وقالت المصادر إن الفترة الماضية شهدت لقاءات عديدة بين الجانبين بهدف توطيد العلاقات الأمريكية السلفية، وفتح قنوات تفاهم بين الجانبين على غرار اللقاءات التى جمعت بين قيادات جماعة الإخوان ومسئولى السفارة فى السنوات التى أعقبت ثورة 25 يناير، حيث يتعامل الجانب الأمريكى مع التيار السلفى كبديل محتمل للجماعة. وأضافت المصادر أن اللقاءات جرت فى جو من التكتم، وحضرها المهندس عبدالمنعم الشحات، المتحدث الرسمى للدعوة، ونادر بكار، نائب رئيس الحزب وعمرو المكى، مساعد رئيس الحزب للشئون الخارجية وبسام الزرقا، نائب رئيس الحزب للشئون السياسية، وذلك بمقر القنصلية الأمريكية بالإسكندرية خلال شهرى يناير ومارس الماضيين، وتمت خلالها مناقشة بعض القضايا المهمة، منها الدعم الأمريكى للتيار السلفى لدى النظام والعمل على مساعدة الحزب فى الانخراط بالحياة السياسية، خاصة فى ظل الهجمات التى يتعرض لها من جانب الأحزاب والقوى المدنية. وتابعت المصادر أن هناك لقاءً جمع الزرقا، المكى، فى أكتوبر الماضى، وأعلن الحزب عنه بسبب تصادف وجود أحد الصحفيين مع وصول الوفد الأمريكى، وشهد طلب الحزب توفير دعم مادى على غرار ما كان يحدث لجماعة الإخوان، وكذلك الضغط على النظام المصرى لتوفير المناخ المناسب ومساحة من الحرية للتيار السلفى، وعدم التضييق عليه فى تحركاته، والتأكيد على أهمية الحزب وضرورة وجوده بالحياة السياسية التى يجب أن يتسع فيها المجال للتيارات الإسلامية غير المتطرفة، والضغط كذلك لتمكين قيادات الدعوة والحزب من تولى مناصب بالدولة. وأوضح المصدر أن سر حرص الجانب الأمريكى على التواصل مع السلفيين تحسين صورة الأمريكان لدى الإسلاميين، وفتح قنوات تواصل مع شباب الدعوة والتيارات الدينية بشكل عام، وضم شباب جماعة الإخوان للدعوة وفتح مجال لهم للعودة للحياة السياسية من خلال التيار السلفى، واستغلال اللقاءات التى تجمع مشايخ الدعوة والتابعين لها بالمساجد للتخفيف من حدة كراهية ورفض أبناء الجماعة. وكشفت المصادر أن أحد قيادات الدعوة أقام مأدبة عشاء للقنصل الأمريكى، وذلك فى منزله بالإسكندرية فى وجود عدد من شباب وقيادات الدعوة والحزب، وذلك لخلق مزيد من التواصل بين الطرفين، بعيدًا عن أعين وسائل الإعلام، وتم خلالها الاتفاق على ترتيب زيارة وفد من الدعوة والحزب إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية قبل ذكرى ثورة 30 يونيو، وذلك للتشاور حول عدة موضوعات، ومناقشة تطور الأحداث وكيفية التعاون بين الطرفين، خاصة أن الدعوة تواصلت خلال الفترة الماضية مع بعض المراكز البحثية لإلقاء الضوء على التيار السلفى وإزالة تهمة التطرف اللصيقة بكل ما هو إسلامى، وذلك بمساعدة عدد من المسئولين بالإدارة الأمريكية، رغم وجود فصيل أمريكى يرفض تكرار تجربة التعاون مع جماعة الإخوان ودعم التيارات الدينية بالشرق الأوسط. وأشارت المصادر إلى أن الراعى الرسمى للقاءات الأمريكية السلفية هو المهندس المكى، عضو المجلس الرئاسى لحزب النور، وهو المسئول الأول عن ترتيب هذه اللقاءات سواء على المستوى الداخلى أو الخارجى، لوجود علاقات قوية تربطه ببعض المسئولين الأمريكان، حيث يملك إحدى شركات البرمجة بأمريكا، حيث تنقل فى العمل بين عدة شركات إلكترونية هناك. وأكدت المصادر أن المكى زار مقر السفارة الأمريكية، خلال الفترة الماضية للتحضير لسفر وفد الدعوة إلى واشنطن، وذلك بصحبة نادر بكار بعد عودته من بيروت، وكذلك بسام الزرقا، وتمت مناقشة عدة موضوعات أهمها تسهيل إجراءات السفر، التى تجد العديد من التعقيدات، حيث سبق وتم منع الدكتور برهامى وبكار من السفر لأسباب غير معروفة. وستشمل الزيارة المرتقبة لقاء عدد من المسئولين الأمريكان وأعضاء بالكونجرس، بهدف تكوين لوبى أمريكى داعم للدعوة السلفية فى مصر، وزيارة عدد من المراكز الإسلامية، ومنها مركز المنهال ومركز التوحيد بنيو جيرسى، وهى مراكز مهتمة بالفكر السلفى. وأضافت المصادر أن الحزب والدعوة خصصا ميزانية منفصلة يتم توجيهها لتدعيم القدرات اللغوية لدى شباب الحزب لتسهيل مهمة التقارب بين شباب الدعوة ومسئولى السفارة، التى يحرص عليها الجانب الأمريكى، ويتولاها المكى حيث يقوم بترتيب لقاءات تجمع بين مسئولين بالسفارة وعدد من شباب الدعوة والحزب، وتقريب وجهات النظر بين الطرفين، تنفيذًا لما تم الاتفاق عليه فى لقاءات قيادات الدعوة بالمسئولين الأمريكان. ومن ناحيته، أكد المكى ل«الصباح» أنه لم يعقد أى لقاءات رسمية مع الجانب الأمريكى، منذ أواخر عام 2014، بعد زيارة وفد السفارة الأمريكية لمقر الحزب ونفى توجهه للسفارة الأمريكية، منذ ما يقرب من عام، وقال إنه يرى أن أى لقاءات يجب أن تكون معلنة، لذا لا أساس لما يتم تداوله عن زيارات ولقاءات سرية، مؤكدا أن التحاور مع الجانب الأمريكى هو أمر طبيعى بالنسبة لحزب سياسى، ولا يوجد ما يعيبه حتى يصبح سريًا، لافتًا إلى أن الهدف من تلك الشائعات هو النيل من سمعة الحزب وتشويهه، خاصة مع اقتراب الانتخابات التشريعية.