سعد عبدالعظيم يدير المواجهة مع خصومه الكترونيًا جويلى يغادر صفوف الدعوة بسبب تقارير أرسلها قياديون للأمن تتهمه بإيواء جهاديين مقار خاوية، ووجوه كثيرة لم تعد موجودة، معارك على الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعى، ومساجد مقسمة إلى «فلول» ومناضلين، واجتماعات طارئة عديدة، هكذا أصبح المشهد داخل الدعوة السلفية التى باتت متخبطة بعد نحو أربعين عاماً من تأسيها. وقد كشفت مساجد الدعوة السلفية التى لم يكن يتوقع أكثر المتشائمين أن يصل بها الحال إلى تسول تابعين ومصلين، على بعض شباب الدعوة والحزب الذين يأتون بالأمر لحضور خطب الشيوخ، بعد أن أصابتها لعنة الانشقاقات المتتالية، والتى كانت قد توقفت لفترة، ولكن عادت من جديد. وبدأت قصة انشقاقات السلفيين من عند الشيخ سعيد عبدالعظيم أحد أقطاب الدعوة، والذى سُمى انشقاقه ب«الانشقاق الأكبر» وذلك لما لدى عبدالعظيم من قوة ونفوذ داخل الدعوة بجانب تحكمه فى عدد كبير من أبنائها خاصة الشباب منهم، والذين قرروا عدم التعاون مع قيادات الدعوة الحاليين، وأطلقوا عليهم لقب «الخونة»، حتى حرموا بعض أبناء الدعوة أخيرًا من دخول مساجدهم وتسابق الفريقين لجمع أكبر عدد من المبايعين، وذلك وفقًا لتعليمات عبدالعظيم الذى عاد لدوره الدعوى عبر استخدامه موقع ASK، ويداوم على تواصله مع مريديه لتقديم الفتاوى بعد أن غاب دوره الدعوى عقب هروبه خارج البلاد بصحبة قيادات الإخوان، فيما يتلقى رجاله من أبناء الدعوة تعليماته فى إدارة المساجد التابعة لهم عبر مندوبى الوفود الدعوية الذين يسافرون للخارج ويعودون حاملين التعليمات. ورغم حرص الدعوة السلفية على محاصرة الانشقاقات فى مهدها خاصة داخل محافظة الإسكندرية معقل الدعوة؛ إلا أنها انتقلت إلى العديد من المحافظات الأخرى، وكان أكثرها البحيرةوكفر الشيخ والشرقية، حيث شهت تلك المحافظات انشقاق قيادات كبرى من الدعوة، وعلى رأسها محمد حجاج، وفرحات رمضان، وبدر الخبيرى، وسامى الدوانسى، وياسر الجمال، وجميعها قيادات مهمة بالدعوة، هذا بخلاف عدد كبير من شباب الدعوة على رأسهم الباحث الإسلامى إسلام المهدى، بالإضافة إلى قيادات حزب النور وعلى رأسهم القيادى محمود عباس، الذى فتح الصندوق الأسود للدعوة والحزب فور خروجه منهما. ونجح نائب رئيس الدعوة السلفية الشيخ ياسر برهامى وقيادات مجلس إدارة الدعوة فى تهدئة الأوضاع لفترة، باستخدام حيل الوعود البراقة من مناصب دعوية وأخرى سياسية، قبل أن يعود شبح الانشقاق للظهور من جديد ويهدد ما بقى من الكيان الدعوى وذلك فى حادثتين شهدتهما الأيام الماضية، الأولى تقديم ثلاثة من أعضاء الحزب بأمانة كفر الشيخ استقالاتهم اعتراضًا على عدم مشاركتهم فى انتخابات المحليات القادمة، بعد حصولهم على وعود بالترشح، حيث حاول الحزب احتواء الأزمة حتى لا تطال باقى الأمانات، وعمل على ترويج شائعة عدم مشاركته فى انتخابات المحليات وذلك لتهدئه أعضائه، ليعقد مجلس إدارة جمعية «دعاة» الكيان الشرعى للدعوة، وبحضور عدد من قيادات حزب النور اجتماعًا طارئًا انتهى بتقديم كافة الترضيات الممكنة للأعضاء وذلك منعًا لحدوث حالات انشقاق أخرى. أما الحادثة الأخطر فقد كشف عنها القناع تصريحات الشيخ محمد جويلى مسئول الدعوة بمرسى مطروح والذى سبق وأن انفصل عنها، حيث أعلن اعتزال العمل السياسى بشكل نهائى مع التلويح بعدم السماح للكيانات المتطرفة بالتحكم فى المحافظة وحمايتها بأيدى أبناء الدعوة، الأمر الذى فتح ملف محافظة مرسى مطروح مرة أخرى والتى شهدت انشقاقات عديدة وانفصال مكتب الدعوة بها أكثر من مرة. وبدأت التساؤلات تدور حول أسباب تلك الانشقاقات وتركزها فى نفس المحافظة، ومدى أهمية المحافظة للدعوة السلفية، خاصة وأن هذا الإعلان ترتب عليه عقد اجتماع طارئ لعدد من قيادات الدعوة ومنهم المهندس عبدالمنعم الشحات، وشريف الهوارى بمنزل برهامى لمناقشة ملف انشقاقات مرسى مطروح، حيث كان الهوارى على وشك تولى مسئولية الإشراف على مكتب الدعوة هناك عقب إلقاء القبض على أبو بكر الجرارى، مسئول الدعوة بالمحافظة بتهمة الاتجار بالآثار. وبحسب مصادر بالدعوة السلفية، فإن محمد جويلى مسئول الدعوة السلفية بمطروح، اتخذ خطوة الابتعاد عن العمل بعد وصول معلومات له تفيد بتقديم قيادات الدعوة لتقارير تدين الجويلى وعدد من أبناء التيار السلفى المسيطرين على المحافظة وذلك للجهات الأمنية، أفادت بتبنيهم الأفكار المتطرفة واستقبالهم لعدد كبير من الجهاديين القادمين عبر الحدود للتمركز بالمحافظة تمهيدًا لإعلان السيطرة عليها وجعلها مركز الدولة الإسلامية. وأضافت المصادر أن تحرك قيادات الدعوة السلفية لم يأت فقط كنوع من الغضب على محمد الجويلى الذى سبق وأعلن الانفصال عن حزب النور وأدان الدعوة السلفية وأعلن انفصال مكتب مرسى مطروح عن الدعوة السلفية اعتراضًا على خروجها عن السياق المعهود، لكن محاولة لإعادة الدعوة لدورها داخل المحافظة، خاصة وأن لها أهمية خاصة لموقعها الحدودى. وقالت المصادر، إن ياسر برهامى أصبح ممنوعاً من دخول مرسى مطروح، ولم يعد لمكتب مطروح علاقة بمعقل الدعوة بالإسكندرية، وأضافت: «محاولة إقحام الأمن فى خلاف السلفيين بالتقارير ضد مكتب مرسى مطروح، تمهيد لإعادة نفوذه شيوخ الإسكندرية بمطروح مرة أخرى، خاصة وأن عمليات الانشقاق التى تعانى منها الدعوة تدار الآن من قلب مرسى مطروح، وقريبًا سيتم الإعلان عن الكيان الجديد للدعوة وسيكون به عدد من الوجوه التى لاتزال تابعة للإسكندرية حتى الآن».