*فشل برهامى ورجاله فى الإفراج عن المسجونين من الشباب وضع مسمار الانشقاق *توقيع النائب الثانى لرئيس الدعوة على «نداء الكنانة» فجر معركة بين المتبرئين منه وأنصاره تصاعدت حدة الخلافات داخل الدعوة السلفية، وأوشكت على الخروج عن السيطرة، خاصة مع تراكم الملفات الخلافية داخل الدعوة، ولعل حملة الاستقالات التى تضرب صفوف السلفية فى الفترة الأخيرة أحدث تجليات المشكلة على خلفية بيان «نداء الكنانة»، والتى تأتى بعد أزمة تعرض عدد من شباب «السلفية» للاعتقال لمشاركتهم فى الفاعليات التى نظمتها جماعة الإخوان دعمًا للرئيس المعزول محمد مرسى.. «الصباح» رصدت المشكلات التى تواجه جمعية الدعوة السلفية. ينذر تكرار سيناريو الانشقاقات السلفية، بعودة تجربة العام الماضى بعد سقوط حكم الإخوان، إذ تقدم عدد من كبار شيوخ الدعوة وكوادرها باستقالاتهم مما أثر على القاعدة الشعبية التى كانت تمتلكها «السلفية». وتجرى تطورات الأحداث داخل الدعوة السلفية لتكرار اعتقال عدد من المنتمين للدعوة السلفية، والذين وصل عددهم إلى 800 معتقل وفقًا للقائمة التى تم إعدادها من قبل بعض شباب الدعوة الذين يعملون فى مجال المحاماة، ورصدوا الأسماء بالتفصيل. وقدم محامو الدعوة السلفية، للشيخ ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، قائمة بأسماء المقبوض عليهم، فيما طالب عدد من قيادات الدعوة بالإفراج عنهم لتهدئة أهالى المعتقلين الذين توعدوا شيوخ الدعوة وقادتها، واتهموهم بتسليم أبنائهم للأمن مقابل حصولهم على امتيازات من خلال ذراعهم السياسى حزب النور. وسرى الاتهام السابق بين كل المنتمين للدعوة وتحذير أهالى شباب الدعوة الذين لم يتم القبض عليهم من وصول أبنائهم للسجون على أيادى شيوخ الدعوة، وبالفعل تم الإفراج عن عدد منهم وعلى رأسهم الشيخ فرحات رمضان. ويسجل تاريخ الانسحابات من «الدعوة السلفية» عدد من الاسماء البارزة، ومنها الشيخ فرحات رمضان، والذى انضم إلى جبهة النصرة بسوريا، وانتشرت صوره التى يظهر فيها محاربًا ويحمل السلاح فى مواجهة الجيش السورى على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، وكان قد تمكن من الانضمام للمقاتلين فى سوريا بعد انضمامه للحملة التى أطلقتها الدعوة السلفية بعنوان «أمة واحدة»، وزار خلالها وفد سلفى الأراضى السورية بعد جمع التبرعات لمنكوبى الحرب هناك، ولم يعد من الوفد الذى سافر سوى عدد قليل من أبناء الدعوة. ومن بين المنسحبين أيضًا، المهندس سامى الدوانسى أحد أهم قيادات الدعوة بكفر الشيخ، والذى كان يشغل منصبًا قيادىًا بحزب النور قبل الانفصال عنه، والدكتور محمد حجاج مسئول الدعوة السلفية بكفر الدوار، والذى حاولت قيادات الدعوة استقطابه للعودة مرة أخرى ولكن دون جدوى. وحاولت قيادات السلفية إعداد مشروع «إجراءات المراجعات الفكرية للمسجونين منذ 30 يونيو»، والذى قدمته الدعوة لوزارة الداخلية، بهدف انقاذ أبناء التيار السلفى ومحاولة تحسين صورة قيادات الدعوة فى اوساط كوادرها، وليس بغرض اقناع قيادات الإخوان بالمراجعة، إلا أن المشروع لم يجد قبولا لدى الجهات الأمنية. وحاول برهامى، احتواء الازمة بعد أن تعهد لأهالى المعتقلين بالإفراج عن ذويهم فور انتهاء الانتخابات البرلمانية ووصول حزب النور لقبة التشريعات. نداء الكنانة ولم تجر الرياح بما تشتهى قيادات الدعوة السلفية، وتسبب تعطيل اجراء الانتخابات فى تبديد حججهم بمحاولة إنقاذ شبابهم من السجن، وباتت أزمة الانقسام مضاعفة بصدور بيان «نداء الكنانة» الداعى لتنفيذ أعمال عنف ضد قوات الجيش والشرطة وحمل السلاح فى مواجهتهم، ووقع عدد من رموز التيار السلفى خارج مصر على البيان، ممن سموا أنفسهم ب «دعاة نداء الكنانة». وتسبب توقيع الشيخ سعيد عبدالعظيم النائب الثانى لرئيس الدعوة السلفية، على بيان «نداء الكنانة»، فى اشتعال الهجوم على التيار السلفى والدعوة السلفية بالإسكندرية، مما اضطر قيادات الدعوة للتبرؤ من عبدالعظيم، وإعلان تعليق عضويته كنائب ثان لرئيس الدعوة، لكن القرار أثار مؤيدى عبدالعظيم داخل الدعوة، والذين توعدوا برهامى ومجلس الأمناء ممن صوتوا لصالح القرار. المفاجأة التى كشفتها مصادر مطلعة بالدعوة السلفية، تتمثل فى أن قرار التبرؤ من سعيد عبدالعظيم، تم بشكل صورى لتهدئة الرأى العام، إذ لا تزال عضويته سارية بعد أن رفض مجلس أمناء الدعوة قرار التبرؤ منه، فى الاجتماع الطارئ المنعقد بمقر الدعوة بالإسكندرية، وحضره، محمد الإدريسى، وأحمد فريد، وياسر برهامى، وعدد من أبناء الدعوة ومنهم أحمد الشحات وعبدالمنعم الشحات صاحب المقال الهجومى على عبدالعظيم، وأحمد الشريف وغريب أبو الحسن. ولفتت المصادر، إلى أن حاضرى الاجتماع لا يحق لهم التصويت فى اتخاذ قرار يخص الدعوة، حيث يقتصر التصويت فى هذا الشأن على مجلس الأمناء فقط، وكان من بين المعترضين الشيخ أحمد حطيبة، والشيخ إسماعيل المقدم، والمعروف عنهما ولاؤهما لعبدالعظيم، ويرتبطان بعلاقة صداقة قوية معه، وقد رفضا حضور الاجتماع، ليتخذ برهامى القرار منفردًا. وهدد عدد من تلاميذ عبدالعظيم داخل الدعوة السلفية، بتقديم استقالاتهم والانشقاق عن الدعوة وإعلان هذا للملأ، ردًا على ما اعتبره تجاوزات من برهامى، وانضم للتهديد نفسه مؤيدو حطيبة والمقدم، ووالذان صمتا بدورهما عن وقف هذا التمرد فى صفوف الدعوة، ما يشى بموافقتهما عليه. ووصلت الاستقالات فى صفوف الدعوة السلفية إلى ما يزيد على 150 حالة، فى أول أسبوع بعد بدء التمرد، الأمر الذى تعاملت معه قيادات الدعوة بإصدار بيان شديد اللهجة، وجاء على لسان الشيخ سعيد الروبى عضو مجلس شورى الدعوة السلفية، وحذر خلاله أبناء الدعوة من الخروج عنها مطالبًا ببقائهم لأن هذا – وفقا للروبى – يوفر لهم الضمان والأمن.