كبنت من طبقة اجتماعية متوسطة يكاد يكون الفستان هو حرب شرسة لازم تخوضها ضد المجتمع والأهل، المجتمع هيقابلها بالتريقة، والأهل هيوافقوا عشان يخلصوا من الزن.. حضرتك متخيل إن جيل بنات لبس فساتين بس أيام الطفولة، وعاش على حكايات الجدة والخالة عن المينى جيب والفستان اللى شبه فساتين سعاد حسنى، ونادية لطفى، يكبر فجأة ويلاقى الفساتين من المحرمات، وعشان نلبس فستان فده معناه قرار انتحار، بسبب كمية المضايقات والتحرشات اللفظية اللى ممكن توصل لجسدية من بعض الكائنات اللى موجودة معانا على نفس الكوكب. مش هتناقش فى أسعار الفساتين، ولكن هنعتبرهم جاكيت شتوى، ولكن إشكالية الفساتين دلوقت، أن ممكن بنت من نفس الثقافة والمستوى الإجتماعى المتوسط اللى أنا عايشة فيه تتحايل على الفستان وتلبسه.. المفاجأة بقى: فستان منفوش، تحته بنطلون جينز، الدراع والرقبة مستغطيين ببضى كارينا، تحت البنطلون الجينز بلارينا بفيونكة لزوم الشياكة، فوق خالص أعلى الرأس طرحة ألوان شم النسيم بفراشات!!!! فى حالة شبيهة للحالات دى بيتم القبض عاللى لابسه كده، وحبسها فى مدرسة لعارضات الأزياء عشرين سنة مثلًا لحد ما تقدر تقتنع أن الفستان مينفعش تحته بنطلون جينز! وأن اللى عملته ده جريمة لا تغتفر فى حق الفساتين. الطبقية وتنوع المجتمع عندنا فى مصر خلانا نشوف بنات من مستويات اجتماعية تانية بيقدروا يلبسوا فساتين حلوة صباحية ومسائية ويخرجوا بيها بدون أى مشكلة، لأن أماكن خروجهم أغلب الموجودين فيها لبسهم كده! وده بيحولنى كبنت لتنين بينفخ نار منتظر أى وقت ينفجر فيه صارخًا: هلبس فستان أمتى؟ الفساتين المنفوشة غابت عن الموضة شوية ورجعت بشدة السنة اللى فاتت وصيف السنة دى، ورجعت بتنوع! جيبات منفوشة، مع بلوزات ستان سادة، وفساتين طويلة، وفساتين قصيرة بألوان مبهجة، والمفرح فالموضوع أن موضة الجوارب المنقوشة طالعة مع الفساتين، يعنى هيناسب ثقافات ناس كتير من مجتمعنا المتحفظ، وممكن نصحى فى يوم نلاقى مصر بناتها لابسين فساتين !! الفساتين اللى قيسناها فى المحلات، وفضلنا واقفين هنعيط قدام المراية من حلاوتهم، واللى اشتريناهم فالآخر واتحطوا فالدولاب عشان لو لبسناهم نخاف ننزل الشارع هيجروا ورانا يومًا مع إن الفساتين متحبش الحبسة، ولكل شاب قرر يضايق بنت عشان لبسها وأدى لنفسه الحق يلمس جسم بنت، أو يضايقها بنظرة لأنه عارف أنها هتخاف ولو اتكلمت فالناس هتتلم وتقولها متفضحيش نفسك وخلاص وأنتى اللى لابسة كذا عشان تتعاكسى وأنتى وأنتى.. إحنا مجتمع بيحاسب الضحية، ولكن يومًا ما البنات هتقتص من كل متحرش، ومن كل شخص كان السبب فى أننا منلبسش فساتين..