«لا طلاق إلا لعلة الزنا» مقولة للبابا شنودة وليست نصًا إنجيليًا.. والمسيح تكلم عن الطلاق للزنا انتقاد البعض لعدم سلام البابا على الملك سلمان بالصليب قصر نظر زيارة الرئيس السيسى للكنيسة فى العيد السنتين الأخيرتين أحدثت تفاعلًا.. ومشاركة الأقباط فى مظاهرات الثورة أكدت على اللُحمة الوطنية قال نائب البابا الأنبا دانيال أسقف المعادى والبساتين ودار السلام، إن وضع الأقباط حاليًا أفضل من ذى قبل بكثير، كاشفًا عن أن الجميع يترقب صدور مشروع بناء الكنائس الذى نص عليه الدستور، وآلية تطبيقه، وكذا مشروع قانون الأحوال الشخصية. ورأى أن نسبة الأقباط فى مجلس النواب معقولة، موضحًا أننا نأمل أن نعود إلى ما قبل ثورة 52، حيث كان هناك تلاحم بين الشعب؛ مسلمين ومسيحيين، وكان الأقباط ينجحون بأصوات المسلمين، والمسلمون ينجحون بأصوات الأقباط، ولم يكن السؤال عن الدين، وإنما عمن يمكنه أن يفيد به البلد. وفى حواره مع «الصباح»، يرد الأنبا دانيال على شائعات تدليل البابا تواضروس، له.. وعما يثار عن أنه سكرتير المجمع المقدس المرتقب، الذى سيتم اختياره فى الانعقاد المقبل.. وتفاصيل كثيرة. كيف ترى وضع الأقباط بعد ثورتين؟ - وضع الأقباط حاليا أفضل من ذى قبل بكثير، ومشاركة الأقباط فى 25 يناير و30 يونيو أحدثت تفاعلًا مع الشعب كله، ووجود الأقباط بكثافة فى تلك المظاهرات أكد على اللُحمة الوطنية، وهذا ما قدرته الدولة وخاصة الرئيس السيسى، وهناك أمور كثيرة فى الدولة تغيرت إلى الأفضل، وهناك أمور كثيرة تتغير إلى الأحسن رويدًا رويدًا، وليس معنى هذا أن الأقباط حصلوا على كل حقوقهم أو حصلوا على المساواة التى ينشدونها، لكن بدأنا الطريق بخطوات واضحة وننتظر خلال الفترة المقبلة مشروع بناء الكنائس الذى نص عليه الدستور وآلية تطبيقه، وهذا سيفرق كثيرًا مع الأقباط لأنه النقطة الحساسة التى ظلت تؤلمهم لعقود كثيرة جدًا، ثم يتلوها مشروع قانون الأحوال الشخصية، والآن نسبة الأقباط فى مجلس النواب معقولة، وإن كانت ليست المأمولة أو المرجوة، إنما أفضل لحد كبير وليس معنى هذا أنها أحدثت المساواة الكاملة أو أن هذا هو الأمل، الأمل لا يكون بالتعيين أو بالتكتلات ولكن بالانتخاب الحر، وهذا ما كان يحدث قبل ثورة 52، وقتها كان هناك تلاحم بين الشعب؛ مسلمين ومسيحيين، وكان الأقباط ينجحون بأصوات المسلمين، والمسلمون ينجحون بأصوات الأقباط، وهكذا، ولم يكن السؤال عن الدين، وإنما عمن يمكنه أن يفيد به البلد. هل هناك تحذيرات ما للأقباط بشأن أى تهديدات فى العيد؟ - عمرنا ما خفنا فى أكثر الأوقات صعوبة، وعمر ما هناك كنيسة أوقفت الصلاة فى يوم من الأيام أو فى ليلة عيد، الكل يصلى، ولدينا أمان بأن الحامى هو الله، ولو حدث أى شىء فنحن فداء الوطن، ولكن من الواضح أن زيارة الرئيس السيسى للكنيسة فى العيد السنتين الأخيرتين أحدثت تفاعلًا، الشعب المصرى بطبيعته طيب ومحب، ونحن نبتنا من أرض واحدة، والأرض تجعل الناس تتوحد، ولكن عندما يتدخل أناس لإشعال مواقف أو لتضع مفاهيم خطأ، يتأجج الخلاف، ولكن لو ترك الشعب على سجيته وتركت نبتة الحب والطيبة تنمو وتترعرع لن نجد مساحة لوجود خلافات أو نزاعات أو إرهاب، واتمنى من الأقباط ان يصلوا للوطن بجانب صلاتهم فى العيد وخاصة أننا نمر بظروف اقتصادية صعبة، يصلون من أجل إخوانهم المسلمين، لتزيد اللُحمة ونكون شعبًا واحدًا ويهدى الله المتطرفين ويزرع فى قلوبهم محبة الشعب والأرض، والأهم الخوف من الله، لأنه بمثابة الدرع الواقية لهم من الخطيئة، وأن تكون أيام العيد خيرًا على الأقباط وعلى المسلمين والبلاد. هل أنت سكرتير المجمع المقدس القادم؟ - أول مرة أسمع هذا الكلام، ليس هناك شك أن لدىَّ مع قداسة البابا هناك محبة كبيرة ومحبة خاصة، ولكن ليس معنى هذا أنى أصلح لهذا المنصب، فهذه المناصب لا تكون بالعلاقات، ولكن بمدى مناسبة الشخص لهذا المنصب، ولدى أعباء كثيرة وعدة مناصب ومسئوليات مساعدة لقداسة البابا، لذلك من الصعب أن أتولى مسئولية هذا وذاك، وخاصة أن سكرتارية المجمع المقدس تحتاج تفرغًا كاملًا. ثانيًا: من قال إن الأنبا رافائيل سوف يترك السكرتارية، فلم يحسم الأمر بعد، بالعكس الأنبا رافائيل إنسان ناجح جدًا، ومحبوب من الجميع، وخلال فترة الثلاث سنوات التى تولى فيها، أنجز أشياء كثيرة، وأطالبه بالاستمرار، وأتمنى هذا، وقداسة البابا يتمنى هذا أيضا، يا ليته يستمر لأن هذا النجاح يكمل بعضه ويكمل العمل الذى بدأه. ردك على اتهام بعض الأقباط لك بمساندة التعاليم غير الأرثوذكسية؟ - هناك تعاليم عامة نحن نأخذها ونقول عليها ( نحن نناصرها) أى نجعلها مسيحية ومثال على ذلك (المشورة)، فهو علم يتكلم عن العلاقة فى المجتمع؛ سواء العلاقة بالأسرة أو علاقة الخطيب والخطيبة أو أى علاقة ما داخل المجتمع، مثل التعامل مع الفئات المهمشة، كالمسنين المدمنين ذوى الاحتياجات إلى آخره، أو كيف نتصرف فى مواقف معينة، هذا علم ليس له علاقة بالدين، نحن نأخذ هذا العلم ونعلمه ونمنحه مسحة دينية، وإن كانت هناك كنائس أخرى أخذته وطبقته لديها، وهى غير أرثوذكسية، فليس معنى هذا أنها احتكرته وأصبح ملكًا لها وحدها أو حكرًا عليها وحدها، هذا علم معروف للجميع، ويدرس فى الجامعات، وليست له علاقة بالدين.. فهل هذا يعتبر مساندة لتعليم غير أرثوذكسية؟!، لا على العكس تمامًا. وهل الناس التى تحضر ليست مدركة لهذا؟!، فالآلاف تحضر وتستفيد، فما المانع أن يكون هناك علم موجود أمامى، وهناك كنائس قامت بتطبيقه من قبلى، من أن أستفيد به لصالح أولادنا والمجتمع كله؟!، أرجو أن نبتعد عن النظرة الضيقة. ثانيًا: هناك واقع لا يمكن أن أنكره، وهو وجود كنائس أخرى، فلا أستطيع أغمض عينى، ولكن الأفضل أن أحاور وأناقش وكل واحد حر فى رأيه، ونحتفظ بالمحبة لبعض ولا نصل إلى الكراهية، وأنا عمرى ما أغير عقيدتى ولا الآخر، ندخل فى حوار ونقنع بعضنا، فإن أقنعنا بعضنا، فالحمد الله، وإن لم نقنع بعضًا، فالمحبة موجودة، ولكن ليس معنى ذلك أن أغمض عينى، وأقول كل الناس (وحشين) وبعيدون عن الإيمان. (لا طلاق إلا لعلة الزنا)..لا توجد فى الإنجيل، فبمَ ترد؟ - قداسة البابا قال إنها لا توجد، فالبابا شنودة هو من قالها؟ ف(لا طلاق إلا لعلة الزنا) ليس موجودًا كنص، ولكن المسيح تكلم عن الطلاق للزنا، ولكن مفهوم الزنا هو المشكلة، فالسيد المسيح قال من نظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنا بها بقلبه، فهل يدخل هذا فى مفهوم الزنا، الزنا له مفاهيم كبيرة جدًا، المشكلة ليست فى النص، المشكلة فى التأويل والتفهيم، وما حصل أنه تناقشنا وتحاورنا منذ شهرين والنص هو نفس النص، وتوصلنا إلى صيغة لا نخالف بها النص، وفى نفس الوقت نحل مشاكل أولادنا ونريحهم. ما رأيك فى الانتقادات التى وجهت للبابا فى عدم حمله للصليب خلال زيارة الملك سلمان؟ - ملابس البابا مليئة بالصلبان، وهو يرتدى تلك الأيقونة التى بشكل صليب وبداخلها العذراء منذ رسامته، وهذا هو الطقس الصحيح.. ثانيًا: الصليب لم يفارق البابا، كان يوجد فى جيبه، والبابا يتوجه لزيارة ملك غير مسيحى، وعند مقابلته لشخص مسيحى هو يقدم له الصليب لكى يقبله، لذلك فمن أجل ماذا يسلم على الملك بالصليب؟!، أعتقد أن هذا قصر نظر وانحسار فى التفكير وإخراج الأمور عن مسارها الصحيح. هل توافق على تغيير بعض نصوص القداس الإلهى مثل أوشية المياه التى تصلى فيها الكنيسة من أجل نهر النيل؟ - هذا النص لسنا نحن من يغيره ولكن من 15 سنة، فالمجمع المقدس برئاسة البابا شنودة الثالث هو الذى أقر هذا، نحن هنا وقت الفيضان نصلى من أجل المياه، وفى أمشير نصلى من أجل الزروع، وفى الصيف من أجل الثمار، ولكن فى الخارج الوضع غير هذا، ولو ذهبنا أستراليا مثلاً نجد لدينا شتاء وعندهم صيف والعكس، إذن فالوضع مختلف، وليس من المعقول أن أصلى هناك من أجل مياه النيل، فالمجمع المقدس قرر أن تكون الثلاث صلوات فى كنائس الخارج معًا، فما الذى جدد هذا الكلام الآن غير أن هناك ناس تريد أن تثير قلاقل. إلى أى حد وصلت المفاوضات بين الكنائس لتوحيد الأعياد المسيحية؟ - هذا الملف يقوده البابا بنفسه، ونتمنى أن ننجح، وحسب ما علمت أن هناك اجتماعًا مع الكنائس الأرثوذكسية الأخرى فى يونيو من أجل أن تتفق على هذا الموضوع. هل الأنبا دانيال أكثر شخص مميز لدى البابا؟ - الحقيقة سيدنا البابا يحب كل الناس، ولكن ممكن نقول إنه يرتاح الى بعض الناس ويمنحهم مسئوليات ولكن لا أستطيع أن أقول إنى مميز فى المحبة، لأنه أب فهو يحب كل أولاده، فلا يوجد شىء اسمه تمييز، والعاطفة لا تدخل فى المناصب لأنها عبارة عن اتفاقات وتقارب وتعاون. ولكن تم تكليفك بمناصب عديدة منها الإشراف على مناهج التربية الكنسية بمدارس الأحد وتحويل المعادى لإبراشية، على الرغم من أنها جزء أساسى من القاهرة، ثم رسامتك عليها؟ البابا كيرلس عمل حلوان إبراشيه، فليس غريبًا أن تكون المعادى إبراشية، بالإضافة إلى أن البابا وضع فى كل أحياء القاهرة أسقفًا عامًا يشرف عليها، هذا سلوك ونهج إدارى ولا أرى فيه أى غرابة. على الرغم من حداثة سيامتك وبالمقارنة بالكثيرين يتم تكليفك بمنصب نائب البابا؟ - تلك إحدى المسئوليات، أنا أحمل بعض المسئوليات وكثير من الأساقفة يحملون بعض المسئوليات الكثيرة جدًا، الحقيقة البابا تواضروس لديه نوع من التفويض، ولابد أن أوضح أن نائب البابا فى الكنيسة، ليس بمفهوم نائب الدولة أو الشركة، ولكن عند سفر البابا تكون هناك أمور إدارية تحتاج إلى حل، وبما أننى أقيم فى القاهرة فالبابا منحنى تلك المهمة. ما ردك على اتجاه البابا لرسامة عدد كبير من الأساقفة لتحجيم دور الصف القديم، ومنعهم من التحكم فى قراراته؟ - هذا الكلام يقال عندما يتم رسم عدد ونجدهم جالسين لا يقومون بأى مهام، ثانيًا عندما يموت أسقف فى إبراشية، ألا يجب أن يرسم بدلًا منه، بالإضافة أن عدد الشعب زاد جدًا ومحتاج تدبير ورعاية، وكل الذى قام برسامتهم البابا لا يزيدون على 20 أو 25 بينما البابا شنودة رسم أكثر من 100 من الأساقفة. هل فكر وثقافة البابا تواضروس تختلف عن فكر وثقافة البابا شنودة.. وهل هذا يسبب ارتباكًا لدى المسيحيين؟ - هذا تطور وليس اختلافًا، لاشك أن الذين التصقوا بالبابا شنودة وعاشوا معه متشبعين بالطبيعة وبالممارسة والفكر، وأى إنسان أمام الفكر الجديد لابد أن يأخذ وقتًا يقاوم ويأخذ وقتًا ليقتنع وليتأقلم. كيف قابلت الهجوم على البابا، بسبب سفره للقدس؟ - سفر البابا كان لأزمة، لأن أى مطران يتوفى لابد أن يصلى البابا عليه، ثانيًا: مطران القدس يعتبر ثانى مطران فى الكرامة بعد البابا، والبابا كان مطالبًا برسم مطران جديد للقدس، فلابد أن يذهب ويسأل الناس والخدام والكهنة إلى من يرتاحوا أو من يريدون. بماذا تفسر أنك صرحت لعدد من متضررى الأحوال الشخصية بالزواج، قبل أن يتم تعديل أو تغيير القانون؟ - مستحيل أن أقول هذا الكلام، ولكن الأنبا بولا كان مصرحًا لعدد بالزواج بعد الأحكام القضائية، وهؤلاء أخذوا وقتًا للحصول على تلك الأحكام، وأنا أنفذ ما كتبه الأنبا بولا.