مؤيدون: البابا يحظى بعقلية متفتحة.. وكفاية تعصب وقفل دماغ.. ومعارضون: تصريحاته "كارثة" على الكنيسة جرجس عطية: نحن شعب أرثوذوكسى لا نريد تجديدًا فى الإيمان والمعتقدات هانى سامى: لماذا ننسج المهاترات حول البابا.. وتواضروس من أحكم الباباوات فى التاريخ تصريحات جديدة أدلى بها البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، أثارت جدلا واسعا بين الأقباط، حيث قال "تواضروس"، فى حديث تليفزيونى لإحدى القنوات المسيحية، بأن الأرثوذكس ليسوا فقط على صواب، وباقى الطوائف على خطأ، فلا يجب قياس الصواب أو الخطأ بمقياس واحد، وأعطى البابا مثالا على ذلك بأن دخول الهيكل بالحذاء فى السويد بسبب برودة الجو أمر مقبول، ولا يقلل من احترام الهيكل، وهو مثال على التنوع الجميل والمقبول بين الطوائف. وكالعادة، أصبحت تصريحات البابا فى موضوع الزواج الثانى، والاتحاد بين الطوائف، تثير جدلا كبيرا، ففى إحدى تصريحاته قال "إن قاعدة لا طلاق إلا لعلة الزنا غير مناسبة للعصر، ويجب أن نواكب العصر فى قوانينا وطرق عبادتنا"، وفى تصريح آخر، اعتبر البابا أن الخلافات بين الأرثوذكس والطوائف الأخرى، عبارة عن تفاصيل صغيرة، أما الأساسيات فهى ثابتة بين الطوائف". تصريحات البابا تسببت فى انقسام الأقباط حيالها إلى فريقين، ما بين مؤيد ومعارض. فهناك فريق من الأقباط يقف مع البابا فى توجهاته "الإصلاحية" ويشجعها، ويعتبرها الطريق الوحيد للفرار من ربقة الجمود الذى تشهده الكنيسة، والفريق الآخر يرى أنها بمثابة تدمير للهوية الأرثوذكسية، وخروج على تعليم الآباء، مؤكدا أن الهوية الأرثوذكسية فى خطر داهم. رصدت انقسام الأقباط حول تصريحات البابا الأخيرة، حيث كتب أدمن صفحة "الصخرة الأرثوذكسية"، التى تهتم بأمور الكنيسة، وتعارض البابا فى بعض توجهاته خلال الفترة الاخيرة: "كارثة بكل المقاييس، ومؤشر خطير لما يمكن أن يوصلنا إليه فكر بابا الكنيسة وتوجهه، ففي شرحه للتنوع الجميل يستعرض أفكاره ويقول: لسنا فقط (الأرثوذكس) من علي صواب، ولا يجب أن نقيس صواب أو خطأ الآخر بمقياسنا، فلكل أسلوبه، ونحن نقول لقداسته: إننا نقيس أمورنا علي تعاليم الكتاب المقدس وتقليد الكنيسة وفكر الآباء، فأي كارثة هذه التي يذكرها، وبعيدا عن المبرر المذكور للدخول بالحذاء إلى الهيكل. حيث لا مبرر لذلك أصلا، فجميعنا يعلم أن هذه البلاد تستخدم أنظمة تدفئة في كل الأماكن، ولا سيما كنائس الطوائف، وفى كنائسنا الأرثوذكسية الموجودة في هذه البلاد، لا تجد أحدا يدخل الهيكل بالحذاء". وعن موضوع الأحوال الشخصية يقول أدمن الصفحة إن البابا يعتبر أن قاعدة لا طلاق إلا لعلة الزنا غير مواكبة للعصر، كيف؟، وتساءل: "ما التفاصيل الصغيرة التى يقصدها البابا فى حديثه عن الخلاف بين الأرثوذكس والطوائف؟ هل صارت العقيدة تفاصيل صغيرة؟ هل إنكار اللوثريين للأسرار تفاصيل صغيرة؟ وهل كهنوت المرأة تفاصيل صغيرة؟ وهل انبثاق الروح القدس من الآب والابن تفاصيل صغيرة؟ وهل عقيدة المطهر تفاصيل صغيرة؟ وهل المناداة بعدم تولية العذراء تفاصيل صغيرة؟. وتساءل جرجس عطية: "كيف يشيد البابا بدخول المسيحيين الهيكل بالحذاء، ويعتبر أن قوانين الإنجيل فى الزواج والطلاق لا تواكب العصر؟ فيا سيدنا البابا: نحن شعب أرثوذكسى، ولا نريد تجديدا فى الإيمان والمعتقدات، إنما نريد الحفاظ على معتقداتنا كما تسلمها آبائنا وأجدادنا". وقال مجدى ناشد، "إكليريكى": "موضوع ارتداء الحذاء في الهيكل أمر لا يليق بنا كأرثوذكس، لأننا أخذنا هذا الطقس عن آبائنا الأبرار علي مر الزمن، وهو طقس ارتبط معنا بحالة من الخشوع والرهبة عند دخول مكان مقدس مثل الهيكل"، وأضاف "ناشد": "بالنسبة لدعوى أن الطقس في الخارج بارد، فهناك أجهزة تدفئة في كل مكان في أوربا وأمريكا، وبالنظر إلي آبائنا الشهداء الأوليين، فقد تحملوا عذابات وسجنا وعريا وضربا من أجل المسيح، فكيف لا نتحمل نحن ساعتين دون حذاء؟". وأكد يونان لبيب، قبطى مهتم بالطقوس الكنسية: "مع احترامنا الشديد للبابا، لا يمكن أن يكون هناك إيمان لعصر ما لا يصلح لعصر آخر، ودخول البعض بالحذاء الى هيكل الرب ليس له أى مبرر على الإطلاق"، وتابع أن موضوع الاختلاف بين الأرثوذكس والطوائف الأخرى فهو ليس تنوعا جميلا، لكنه اختلاف فى الإيمان". من جهة أخرى، قال ناجح زكى: "لماذا قال الرب لموسى (اخلع نعليك)؟، لقد كانت العادات والتقاليد في أيامه أن الإنسان إذا دخل مكاناً للعبادة يخلع نعليه، وفي أرياف مصر يحدث هذا أيضا، فاذا دخلت السيدة المندرة لتقدم شيئاً للضيوف، تخلع الحذاء فى الخارج، فهل المندرة مكان مقدس؟"، وأضاف: "من يقول إن هذه تعاليم الآباء، فأين تعاليم الآباء هنا؟، إن هذا الأمر ورد بالكتاب المقدس لكي يعرف موسى أن المكان الذي يتواجد فيه مقدس وفقاً لما يعتقده". وأكدت نيفين ثاؤفيلوس أن الكنيسة مكان له قدسيته واحترامه، لكن ليس بالطريقة المعروفة من خلع الأحذية وخلافه، فالقدسية والطهارة مسألة روحانية، وليست شكلية. والفريسيون عندما انتقدوا التلاميذ لعدم اتباعهم تقليد تطهير أيديهم قبل الأكل، قال لهم السيد المسيح: ليس كل ما يدخل الفم ينجس الإنسان، بل ما يخرج من الفم هذا ينجس الإنسان. وقال "يسوع" أيضا: "السبت صنع من أجل الإنسان وليس الإنسان من اجل السبت، ولا يمكن أن يكون رد الفعل على تصريحات البابا بهذا الشكل، فبتأكيد قدسية المكان لن تهان بسبب دخول شخص الى الهيكل بحذاء، "ممكن اللي داخل الهيكل بحذاء يكون داخل بروح وقلب كلهم طهارة، واللي خالع حذاءه جواه شر وقبح". وقال هانى سامى: "قداسة البابا لم يقصد التصريح بدخول الهيكل بالحذاء، فلا يجب أن نترصد له، وننسج المهاترات حوله، وتقفيل المخ لا يصلح فى الايمان، ونحن فرحنا عندما أتانا بابا بعقلية متفتحة، كفاية تعصب وقفل الدماغ، وانظروا للامام، للم الشمل، وليس للتفريق بين الناس، هذا ليس وقته، ويجب أن يصطف الجميع خلف البابا، لمساندته فى الاصلاح الذى يقوم به". وأضاف أن البابا تواضروس من أحكم الباباوات الأرثوذكس على مر التاريخ، والجميع يحترمه فى الداخل والخارج، فلنقف مع بطريركنا القديس الأنبا تواضروس.