يجوز للمرأة أن تقول لعالم دين «إنى أحبك فى الله».. والقاعدة الفقهية تقول «الأمور بمقاصدها والأعمال بالنيات» فلا يجب تعقيد المسألة الإمام محمد عبده رد حديث «سحر النبى» للبخارى.. و«أبو زهرة» أنكر حد الرجم.. واتفق مع «آمنة نصير» فى تعديل عقوبة ازدراء الأديان لتتناسب مع حرية الاعتقاد الإخوان لا وجود لهم فى «الأوقاف» تنظيميًا لكنهم متغلغلون فى الوزارة بأفكارهم «إسلام» ليس ملاكًا أو شيطانًا أو ملحدًا.. و60 فى المائة من الأئمة لا يلتزمون بالخطبة الموحدة أكد الشيخ نشأت زارع، إمام مسجد «الرحمة» بقرية سنفا ميت غمر بالدقهلية، المتهم بالإلحاد، بسبب تأييده لإسلام بحيرى، الباحث فى الشئون الإسلامية، أن هناك علماء كبار تناولوا نفس ما تحدث فيه البحيرى لكن لم يتهمهم أحد بإنكار السنة أو ازدراء الأديان والإلحاد، أبرزهم محمد عبده وأبو زهرة، وتساءل: «لماذا يحكم على «بحيرى» بالحبس لمجرد أنه يعارض الآراء الفقهية البشرية؟». «الصباح» التقت «نشأت» على عتبات وزارة الأوقاف، بعدما تم التحقيق معه من قبل لجنة من الوعظ والإرشاد بالوزارة، للتأكد من مدى صلاحيته لاعتلاء المنبر من عدمه.. وإلى نص الحوار: لماذا يتهمك بعض الأئمة بالإلحاد؟ - بسبب سطحية تفكيرهم وعدم قدرتهم على الفهم الصحيح للدين، فهم يظنون أننى عندما أختلف معهم فى رأى فقهى فقد أختلف معهم فى الإسلام نفسه، وكل الحكاية أننى كتبت على صفحتى الشخصية على «فيس بوك» رأيًا شخصيًا، اعترضت فيه على حبس إسلام بحيرى، مثل كثيرون رددوا على أغلب الفضائيات اعتراضهم على حبسه، فأنا لم اعترض على أحكام القضاء بقدر اعتراضى على حبس باحث ومفكر خانه التعبير، وكان يريد تنوير العقول، وأنا إمام أزهرى تخرجت فى كلية أصول الدين، وأعمل فى مجال الدعوة منذ أكثر من 20 عامًا، وعضو بالاتحاد العالمى لعلماء المسلمين لنبذ العنف والدعوة للسلام، وهو اتحاد يتبع الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، ولست ملحدًا كما يردد البعض، وبعدين هو كل واحد يدافع عن البحيرى يخرجوه من الملة، ويعتبروه ملحدًا؟. وكيف ترى قضية إسلام بحيرى؟ - متضامن معه قلبًا وقالبًا، فهو ليس ملاكًا ولا شيطانًا ولا ملحدًا كما يردد البعض، بل شخصًا يصيب ويخطئ، وقد خانه التعبير فى حديثه عن الفقهاء الأربعة، لكن الذى لا يعرفه الكثيرون أنه قبل أن يولد بحيرى كان هناك علماء كبار سبق أن تناولوا كل الأمور التى تحدث عنها، مثل الإمام محمد عبده، وهو عالم جليل، شغل منصب المفتى، حيث رد حديث «سحر النبى» الذى ذكر فى كتب الإمام البخارى، وأيضًا الإمام محمد الغزالى، الذى رد حديث «فقع سيدنا موسى لعين ملك الموت»، الذى نسب إلى صحيح البخارى، وكذلك الشيخ رشيد رضا، سبق أن رد حديث «إذا سقط الذباب فى إناء أحدكم فاليغمسه فيه»، وهو حديث موجود فى الكتب الصحيحة، بالإضافة إلى أن الشيخ محمد أبو زهرة أنكر حد الرجم فى مؤتمر دينى عقد فى ليبيا عام 1972، وكل هؤلاء العلماء لم يتهمهم أحد بإنكار السنة النبوية الشريفة أو الإساءة للإمام البخارى أو ازدراء الأديان أو الإلحاد، لذلك كتبت على صفحتى «لماذا يحكم على بحيرى بالحبس لمجرد أنه يعارض الآراء الفقهية البشرية، وفى عام 1937 أصدر أديب يدعى إسماعيل أدهم كتاب «لماذا أنا ملحد؟» ورد عليه أحد المفكرين وهو محمد فريد وجدى بكتاب آخر «لماذا أنا مؤمن»، دون أن يقتله أحد أو يحل دمه أحد، فنحن فى أمس الحاجة إلى ترسيخ الرأى بالرأى، والحجة بالحجة. هل تولت لجنة من الوزارة التحقيق معك بتهمه الإلحاد؟ - نعم، تم تشكيل لجنة من أئمة إدارة الوعظ والإرشاد فى الوزارة وقامت بمناقشتى فى أفكارى وآرائى، وأوضحت لهم مقصدى مما كتبته على صفحتى، فكتبوا وجهة نظرهم فى التحقيق. ما تقييمك لخطبة الجمعة الآن؟ - ما زالت بعيدة عن الواقع، فهناك مشايخ يطلقون الآن خطابًا دينيًا من 100 سنة ولا يصلح للقرن ال21 وهناك آخرون ينشرون خطابًا طائفيًا كأن يقولوا إنه لا يجوز تهنئة الأقباط فى عيدهم، لذلك يجب أن تكون ثقافة الاختلاف من ثوابت الخطاب الدينى. وما رأيك فى قرار الوزير بتوحيد خطبة الجمعة؟ - أقوى قرار اتخذه وزير الأوقاف لمحاربة الإرهاب والتطرف، لأن توحيد الخطبة موجه للقضايا الأساسية التى تهدد البلد، والتى من الواجب القضاء عليها، وقد تناولت خطب الجمعة السابقة موضوعات فى غاية الأهمية، منها تطوير العشوائيات ورعاية الفقراء ودور الشباب فى بناء المجتمع وحب الوطن والعمل والحفاظ على البيئة، فمنذ فترة كنا نجد إمامًا يتحدث عن الثعبان الأقرع، وآخر يتحدث فى السياسة، ويدخل المسجد فى صراعات كبيرة، وثالث يقول إن السياحة حرام، أو البنوك حرام، كما أن هناك أكثر من 60 فى المائة من الأئمة لا يلتزمون بموضوع الخطبة الموحدة، فهناك بعض الأئمة يضعون سلسلة خطب عن «الدار الآخرة» على الرغم من أن صلاح الآخرة يأتى من صلاح الدنيا. وما مشاكل الأئمة من وجه نظرك؟ - إلى حد ما، تم حل مشاكلهم المادية بإقرار بدل تحسين رواتب قيمته 1000 جنيه شهريًا تقدم للإمام. وما أوجه الخلافات بين نقابة الأئمة ووزارة الأوقاف؟ - ليس للنقابة أية خصومات واضحة مع الوزارة، ودائمًا الوزير يحاول أن يقضى على أى خلافات للم شمل جميع الأئمة، البالغ عددهم أكثر من 50 ألفًا. ما طبيعة علاقتك بوزير الأوقاف؟ - علاقة المرؤوس برئيسه، وهى علاقة طيبة، وأرى أن مختار جمعة أفضل وزير أوقاف تولى حقيبة الوزارة. وما مدى تغلغل الإخوان داخل الوزارة؟ - ليسوا متغلغلين فى الوزارة تنظيميًا، لكنهم متغلغلون فكريًا، فهناك أئمة لا ينتمون للإخوان، لكن فكرهم أسوأ من فكر الجماعة، مثل الأئمة الذين يحرمون تهنئة الأقباط بعيدهم، وللأسف هناك أئمة لا يستطيعون أن يفرقوا بين الفقة والشرع، وبين الدين والتدين، ويعتبرون أن مخالفة آراء الفقهاء والمفكرين مخالفة للدين، وهذه كارثة، وهناك أئمة يكفرون من يختلف معهم فى الرأى، وهو ما حدث معى. وهل هناك مساجد يسيطر عليها الإخوان؟ - لا، فالوزير قام بمجهود كبير فى الفترة الأخيرة من أجل السيطرة على جميع المساجد فى مختلف المحافظات، ومحاربة فكر الجماعات التكفيرية المتشددة، التى أضرت بمصر ضررًا كبيرًا، وما زالت. هل يجوز لامرأة أن تقول لإمام أو داعية «إنى أحبك فى الله»؟ - نعم يجوز للمرأة أن تقول لعالم دين إنها معجبة بفكره وآرائه وتبحره فى العلم، ولا مانع شرعًا فى ذلك، فهناك قاعدة تقول: «الأمور بمقاصدها والأعمال بالنيات»، فلا يجب تعقيد الأمور. وكيف ترى مستقبل الدعوة الإسلامية؟ - تعترضها مشاكل كبيرة، والأزهر مطلوب منه فى الفترة المقبلة مزيدًا من التنوير، وهناك عشرات القنوات السلفية على الأقمار الصناعية، فأين قناة الأزهر التى تحمل الفكر التنويرى وتحارب التشدد والتطرف، لابد أن يكون للأزهر عدد من القنوات التى تحارب الفكر التكفيرى، فقناة واحدة لا تكفى لبث رسالة الأزهر المعتدلة السمحة. ازدراء الأديان.. بماذا تصف هذه التهمة؟ - أضم صوتى لصوت الدكتوره آمنة نصير، عضو مجلس الشعب، التى تسعى حاليًا لتعديل عقوبة ازدراء الأديان حتى تتناسب مع حرية الاعتقاد والتفكير. وكيف يتم مواجهة الإلحاد من وجهة نظرك؟ بخطاب دينى مستنير يتفق مع العقل والعلم وثوابت الإنسانية، فنحن فى القرن ال21 أكتوينا بنار الخطاب الطائفى والمذهبى الذى تسبب فى إحراق أوطان بأكملها، فالخطاب الطائفى العنصرى يعد سرطانًا ومحرقة للأوطان، ونحن فى أمس الحاجة إلى توعية الشباب بخطر الأفكار التكفيرية المتشددة، وسيتم ذلك بخطاب دينى معتدل قائم على احترام الآخر وتقبله، والسلام الاجتماعى والتعايش الإنسانى مهما اختلفت العقائد والمذاهب والأفكار، لابد من ترسيخ ثقافة المواطنة.