الإخوان لجأت لزرع عناصرها الإرهابية داخل المناطق قبل شهور وأعدت المتفجرات يدويًا الأجهزة الأمنية تجرى أكبر عملية تفتيش بكل الشقق المشتبه بها فى المدن الكبرى أثار تفجير شقة المريوطية بالهرم عددًا كبيرًا من التساؤلات خاصة بشأن النهج الجديد الذى لجأت إلى التفجير واستدراج قوات الأمن قبل ذكرى ثورة 25 يناير، كما أنها أشارت إلى ملمح خطير، وهو أن الجماعة زرعت عناصرها داخل المناطق العشوائية والسكنية منذ فترة كبيرة. وفيما يتعلق بدلالة واقعة الهرم على المستوى الأمنى، وتطور العمليات بالنسبة للجماعة، أوضح العميد خالد عكاشة الخبير الأمنى أن العملية لها الكثير من الإشارات التى يمكن استنتاج عدد من العوامل منها، أولها أن الجماعة أدركت جيدًا أن الجهات الأمنية نجحت فى غلق مداخل المدن، وأصبحت لديها القدرة على كشف أى تحركات وإدخال أية مواد أو قنابل قبل ذكرى الثورة، فلجأت إلى زرع عناصرها قبل ذكرى الثورة بفترة كبيرة، واستأجرت لهم بعض الشقق، وقامت بعمل ورش لتصنيع القنابل، وهو ما يشير إلى خطورة الأمر، حيث إنه من الممكن أن تكون هناك شقق مماثلة فى مناطق أخرى، وإن كانت منطقتا الهرم وفيصل تمثلان أهمية نظرًا لتواجد عدد كبير من الإخوان بها، فإن مناطق وسط البلد تمثل خطورة كبيرة نظرًا لوجود الوزارات والأماكن الحساسة بها. وأكد عكاشة أن الجهات الأمنية كشفت هذا المخطط منذ فترة، لذلك فإنها تحركت فى أكثر من مكان، ولم تقتصر عمليات التحرى والتفتيش على فيصل والهرم حيث شملت منطقة وسط البلد والمدن المهمة، وكذلك المحافظات، وهو ما يؤكد على أن الجماعة كانت تركز على هذا السيناريو هذا العام بخلاف الأعوام السابقة التى كانت تركز على التظاهرات. الدلالة الأخرى التى يمكن الإشارة إليها حسب توضيح الخبير الأمنى أن معظم العناصر التى فرت من سيناء بعد التشديد الأمنى فى سيناء إما أنها عادت إلى مواطنها، أو هربت إلى مناطق أخرى داخل المدن الكبرى والمحافظات. وأشار عكاشة إلى أن العملية تنذر بمؤشر خطير هذا العام، وهو القنابل الفردية التى قد يشهدها عدد من المناطق المهمة فى القاهرةوالجيزة، حيث إن الأمر يشير إلى وجود أكثر من مكان مماثل لشقة الهرم، ربما سيتم كشفه الأيام المقبلة أو لا يتم، وفى هذه الحالة ستعرض الكثير من المواطنين للخطر نتيجة زرع هذه القنابل فى أماكن عادية بعيدة عن الأماكن الحيوية التى لن ينجح أحد فى الوصول إليها نتيجة التشديدات الأمنية. الجديد فى هذه العملية، وفقًا لما أعلنته حركة العقاب الثورى فى بيانها عقب انفجار الهرم الإرهابى، هو النهج الجديد الذى أطلقوا عليه «فدائيون قادمون»، والذى يعد نهجًا جديدًا للتطرف. الحادث الذى راح ضحيته 9 قتلى، بينهم ستة من أفراد الشرطة، وإصابة 13 آخرون، بينهم رئيس مباحث قسم الهرم، فى انفجار عبوة ناسفة بمنطقة نزلة السمان القريبة من المناطق السياحية بالهرم فى الجيزة بمصر، بداية لعمليات فدائية متعددة، وفقًا للحركة. وتعد هذه العملية هى الأولى من نوعها بالنسبة للحركة من نوع العمليات الانتحارية، والتى تعد حصرًا للتنظيم الإرهابى «داعش»، ليكون هناك تطور جديد وخطير، وحسب البيان لن يكون الأخير لأن العملية «مستهل عمليات فدائيون قادمون». ومن أكثر الأمور اللافتة أن البيان يقول: «نأسف أشد الأسف لسقوط شهداء من المدنيين تواجدوا أثناء العملية مع تحملنا الدية وأداءها كاملة غير منقوصة حين تحكم الثورة»، ليعود بذلك مفهوم الجهاد والجماعة الإسلامية، الذى انتشر فى التسعينيات، الذين قتلوا خلال عملياتهم الانتحارية رئيس الدولة السادات ورئيس مجلس الشعب رفعت المحجوب ومئات من الضباط».