أسعار الفراخ اليوم 27 مايو "كارثية".. الكيلو عدى ال100 جنيها    وفاة الأمير سعود بن عبدالعزيز    مدير تعليم المنوفية يتابع توزيع أوراق الأسئلة على لجان امتحانات الدبلومات    معهد الفلك يكشف استعدادات رصد هلال ذى الحجة لتحديد موعد عيد الأضحى .. اعرف التفاصيل    عيار 21 الآن بعد آخر تراجع وسعر الذهب اليوم في بداية تعاملات الإثنين 27 مايو 2024    كولر عن إمام عاشور: جمهور الأهلي يحب اللاعب الحريف    ارتفاع أسعار النفط مع ترقب السوق لاجتماع أوبك+    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الاثنين 27 مايو    طقس اليوم 27 مايو.. درجات الحرارة تخالف التوقعات وتفاجئ الجميع    تحقيقات لكشف ملابسات اشتعال حريق بمخزن أدوات مستعملة في إمبابة    ختام مهرجان الإبداع في موسمه ال 12: تكريم أحمد أمين ومحمود حميدة وعمرو عبد الجليل    راهول كوهلي يكشف عن خضوعه لتجارب أداء فيلم The Fantastic Four    صحة الاسماعيلية تحيل عدداً من العاملين بوحدة أبو جريش للتحقيق ( صور)    حقيقة انسحاب السفن العاملة في تطوير حقل ظهر بشرق المتوسط    تشكيل الزمالك المتوقع ضد الاتحاد السكندري في الدوري المصري    نتيجة الشهادة الإعدادية بالاسم ورقم الجلوس 2024.. رابط مباشر وموعد إعلان النتيجة    بث مباشر الاتحاد ضد النصر دون تقطيع HD في الدوري السعودي    أبو شامة ل«بين السطور»: اعتراف دول أوروبية بدولة فلسطين مكسب كبير للقضية    هل حج الزوج من مال زوجته جائز؟.. دار الإفتاء تجيب (فيديو)    15 قتيلًا جرّاء أعاصير ضربت جنوب الولايات المتحدة    التموين تزف بشرى سارة للمواطنين قبل عيد الأضحى    كولر: معلول قدم الكثير للأهلي والتجديد له يخص الإدارة فقط    لطفي لبيب عن عودته للتمثيل: مين بيجيب ممثل نصه طاير مبيتحركش    ميدو: دونجا لاعب متميز وسيكون له دور مع المنتخب في الوقت القادم    نشأت الديهي: مصر أظهرت العين الحمراء لدولة الاحتلال    الأزهر للفتوى يوضح سِن الأضحية    العثور على السفير الفرنسي لدى سريلانكا ميتا في مقر إقامته    هبوط فروزينوني.. وإنتر ينهي موسمه بالتعادل مع فيرونا في الدوري الإيطالي    كولر: الشناوي حزين.. قمصان سبب مشاركة كريم فؤاد في النهائي.. وأتابع شوبير منذ فترة    إحباط مخطط تاجر أسلحة لغسل 31 مليون جنيه بأسيوط    أهمية ممارسة الرياضة اليومية.. لجسم وعقل أقوى وصحة أفضل    عضو مجلس الأهلي يزف بشرى بشأن علي معلول    موعد وقفة عرفات 2024.. متى يحل عيد الأضحى في مصر؟    شعبة الصيدليات: «زيادة أسعار الأدوية هتحصل هتحصل» (فيديو)    فنانة تحتفل مع طليقها بعيد ميلاد ابنتهما وياسمين صبري جريئة.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    مصطفى عمار: الرئيس السيسي أمين وصادق ولا يفعل شيئا إلا من أجل بناء دولته    متى عيد الأضحى 2024 العد التنازلي| أفضل الأعمال    جيش الاحتلال يعلن اغتيال قياديين فى حركة حماس خلال هجوم على رفح الفلسطينية    علي جمعة يوضح معنى العمرة وحكمها وشروط وجوبها: آثارها عظيمة    المرصد الأورومتوسطي: مجزرة رفح دليل تجاهل الاحتلال قرار محكمة العدل الدولية    جهاز دمياط الجديدة يشن حملات لضبط وصلات مياه الشرب المخالفة    خبير اقتصادي ل قصواء الخلالي: الوافدون سبب رئيسي في زيادة التضخم    ماكرون: لم يكن لدى أوروبا هذا العدد من الأعداء كما هو الحال الآن    أوراق مزورة.. نقابة المحامين تكشف سر تأجيل القيد بالفترة الحالية    قطاع المتاحف: طريقة عرض الآثار بمعارض الخارج تتم من خلال لجان مشتركة    بالتفاصيل.. تعرف على خطوات أداء مناسك الحج    خبيرة: اللاجئون يكلفون الدولة اقتصاديا ونحتاج قواعد بيانات لهم دقيقة ومحدثة    رئيس جامعة المنصورة: أجرينا 1100 عملية بمركز زراعة الكبد ونسبة النجاح تصل ل98%    منوم ومشنقة.. سفاح التجمع يدلي باعترافات تفصيلية عن طريقة التخلص من ضحاياه    مفاجأة..أطعمة تغنيك عن تناول البيض واللحوم للحصول على البروتين    تعرف على أسباب الإصابة بنزلات البرد المتكررة حتى في فصل الصيف    تعاون مشترك بين «قضايا الدولة» ومحافظة جنوب سيناء    "تطوير مناهج التعليم": تدريس 4 لغات أجنبية جديدة في المرحلة الإعدادية    «شاب المصريين»: الرئيس السيسي أعاد الأمل لملايين المواطنين بالخارج بعد سنوات من التهميش    احصل عليها الآن.. رابط نتيجة الصف الرابع الابتدائي 2024 الترم الثاني في جميع المحافظات    عضو "مزاولة المهنة بالمهندسين": قانون 74 لا يتضمن لائحة    وزير الري: تحسين أداء منشآت الري في مصر من خلال تنفيذ برامج لتأهيلها    العمل: استمرار نشر ثقافة السلامة والصحة المهنية في المنشآت بالمنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير الثقافة حلمى النمنم ل«الصباح»:أطالب بأن تشارك الثقافة فى كتابة مناهج التعليم
نشر في الصباح يوم 22 - 11 - 2015

الانتخابات كشفت الوزن الحقيقى للسلفيين بحصولهم على أقل من 2.5 فى المائة من مقاعد المرحلة الأولى
«الأمن الوطنى» لا يتدخل فى تعيين مديرى المسارح.. ومصر تعيش أجواء مؤامرة 1956
أحد قصور الثقافة عيّن 900 موظف قبل افتتاحه.. و«عزلة المثقفين» خطأ ينبغى تجاوزه
أتمنى أن يصل التعاون مع وزارة التربية والتعليم إلى تعديل المناهج
السادات أهمل «الثقافة الجماهيرية».. وتحولت إلى مكان لتعيين محاسيب نواب البرلمان فى عصر مبارك
لم أهتم بشائعات بيع مقتنيات مى زيادة.. وتأكدنا من عدم صحة الأنباء التى أثيرت عن الموضوع
بعد معركة مع السلفيين انتهت لصالحه فى مواجهة مطالبتهم برحيله عن مقعد وزير الثقافة، قال حلمى النمنم إنه «لا ينبغى أن يمنحهم اهتمامًا، بعدما كشفت المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية حجمهم الحقيقى»، حيث حصلوا على أقل من 2.5 فى المائة من نسبة الفائزين بعضوية المجلس.
ورأى النمنم فى حواره مع «الصباح» أن «خروج المثقفين من عزلتهم»، واحدة من وسائل مواجهة المد السلفى فى أوساط الشرائح البسيطة من المجتمع، وعبر عن طموحه فى أن يتطور التعاون بين وزارته ووزارة التربية والتعليم ليشمل مناقشة المناهج الدراسية.
واعتبر وزير الثقافة أن الأزمة التى تشهدها مصر على خلفية تحطم الطائرة الروسية فى سيناء، تشبه إلى حد كبير المؤامرة التى تعرضت لها مصر أثناء عدوان 1956.
ووصف النمنم حديث البعض عن تدخل الأمن الوطنى فى تعيين مديرى المسارح بالشائعة غير الصحيحة.. وإلى نص الحوار:
فتحت النار على التيار السلفى عندما تولّيت الوزارة ثم التزمت الصمت بعد ذلك.. لماذا ؟
- التزمت الصمت بعد ظهور نتيجة المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية لأنها كشفت أوزان القوى السياسية فى مصر، بمعنى أننى كنت أرى خطرًا أمامى، وصناديق الاقتراع أثبتت الحجم الحقيقى لكل تيار، وعندما يحصد التيار السلفى 8 مقاعد من أصل 274 مقعدًا فى مجلس النواب أى أقل من 2.5 فى المائة لا ينبغى أن أمنحهم اهتمامًا.
ولكن هذا التيار موجود بين بسطاء المصريين ويعمل على نشر أفكاره السلفية فى أوساطهم ؟
- هذا ما لابد أن نتعامل معه ثقافيًا، من خلال الأوبرا وإدخال المسارح القومية والوطنية للجامعات والمدارس، وعندما ننظم مهرجان القاهرة السينمائى يجب أن يتاح كارنيه لكل طالب فى مصر لمشاهدة الأفلام بالمجان، وهناك من لا يمكن محاربته بالخطب أو بتنظيم فكرى، إنما تستلزم مواجهتهم بخدمات تصل من خلالها بالمنتج الثقافى إليهم، للقضاء على محاولة تظليم العقل.
وعندما نشهد زخمًا كبيرًا فى افتتاح مهرجان القاهرة السينمائى، ومع كل حفلة لعمر خيرت فى الأوبرا، بحيث تنفذ التذاكر فى ربع ساعة، وهو ما يحدث أيضًا مع مهرجان الموسيقى العربية، فلابد أن نعمل على نقل هذه الحالة، وهذا الزخم إلى المحافظات، لأن هذا يعنى أن المصريين يرفضون أفكار السلفيين، وأنهم يحتاجون وينتظرون منك توفير البدائل، لذلك علينا دور مهم، وهو تقديم تلك البدائل، وخاصة مع حجم الإقبال على المهرجانات التى أشرنا إليها، فهى رسالة تقول إن الناس فى حاجة إلى الأنشطة الثقافية والفنية.
ما أكثر الجهات التابعة لوزارة الثقافة، احتياجًا للتطوير؟
- «الثقافة الجماهيرية» تحتاج إلى عمل لسنة أو أكثر، فأزمتها مركبة، حيث تأسست سنة 1966م فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وكان هناك تنسيق بينها وبين الاتحاد الاشتراكى، وبعدها جاءت حرب 1967م، تلتها حرب الاستنزاف، وكان هناك ظرف وطنى ضاغط أدت الثقافة الجماهيرية فيه دورًا مهمًا، وفى السبعينيات لم يكن السادات يريد هذا الدور فتركها كنتوء ناصرى داخل الدولة الساداتية، حتى تواجه مصيرها المحتوم بالموت بنفسها، دون أن يكلفها بشىء أو يطالبها بشىء.
وفى عصر مبارك تُركت الثقافة الجماهيرية لعدة أشياء، منها أن قصور الثقافة الجماهيرية تحولت إلى قبلة لنواب مجلس الشعب فى المحافظات لتعيين أهالى الدوائر، ووصل الأمر لدرجة أن هناك قصر ثقافة عيّن 900 موظف قبل افتتاحه، ويوم الافتتاح فوجئ الوزير الذى ذهب لافتتاحه بخروج الأهالى وقطع الطريق وعدم افتتاح القصر إلا بعد تعيين أولادهم، وتم تعيين فى هذا اليوم 300 فأصبح عدد الموظفين 1200 موظف، فى حين أنه يكفى 30 موظفًا فقط لتشغيله فى أشد حالاته نشاطًا، وهو ما تكرر فى بقية بيوت الثقافة وقصورها نتيجة أخطاء إدارية وبيروقراطية عديدة.
كما حصل نوع من المقايضة الصامتة فى الثقافة المصرية، وفى الدولة المصرية كلها تقول إن الصعيد والأرياف يكفى عليهم الثقافة الجماهيرية «همّا يشتغلوا مع نفسهم»، والقاهرة يكفيها المجلس الأعلى للثقافة والأوبرا ومعرض القاهرة الدولى للكتاب وهيئة الكتاب، فتُركت الثقافة الجماهيرية للأقاليم، فازدادت محلية وازدادت انعزالًا عن المثقفين وعن القاهرة، وأنشأوا ما يسمى بالنشر الإقليمى، داخل المحافظات نفسها دون أن تصل حتى أقاليم تلك المحافظات، وهذا خطأ ثقافى لابد من تجاوزه.
كيف يمكن تجاوز هذا الخطأ الذى أشرت إليه ؟
- نسعى لاستضافة أبناء الثقافة الجماهيرية ومثقفو الأقاليم فى أمسيات وندوات بالقاهرة حتى يحتكوا بالناس فى معرض الكتاب، وفى غيره من الفعاليات الثقافية، وفى المقابل، يخرج أبناء القاهرة من عزلتهم ويتجهون للأقاليم، ولابد من توجيه الفنون الرفيعة إلى هناك.
الخديو إسماعيل ترك مصر وبها أوبرا واحدة سنة 1870 نحن الآن فى 2015 لا يوجد لدينا غير دار أوبرا واحدة بالإضافة لفروع لها فى الإسكندرية ودمنهور لكن فعليًا لا يوجد لدينا غير أوبرا واحدة بعد 145 سنة، فرنسا بها أكثر من 12 دار أوبرا كبيرة فضلًا عن دار الأوبرا الصغيرة بالمدن، وبالفعل بدأنا فى محاولة معالجة هذا الخطأ، حيث ذهبت إلى الأقصر والتقيت المحافظ هناك، وخصصنا قطعة أرض لإنشاء أوبرا عليها، وأتمنى تكرار هذا فى بقية المدن، وفكرة الانغلاق على أنفسنا بهذا الشكل، أضرت بالثقافة المصرية بشكل عام والثقافة الجماهيرية.
فى ضوء محاربة الدولة للإرهاب.. ما خطة الوزارة لمقاومة الفكر المتطرف؟
- فى هيئة الكتاب ودار الكتب نُركّز على هذا، عندما كنت فى دار الكتب طبعت «شخصية مصر لجمال حمدان و«سندباد مصرى» لحسين فوزى و«نهضة مصر» لحسين عبد الملك، هيئة الكتاب بها هذا، ولكن الأساس الذى لابد من التركيز عليه، هو التربية والتعليم، هناك بدايات تعاون لم يصل إلى المستوى المطلوب لأن الخطة التى كانت موجودة ليست طموحة.
ماذا تقصد بأنها «ليست طموحة»؟
- الخُطة كانت تتضمن أن نعطى كوزارة ثقافة لمكتبات وزارة التربية والتعليم كتبًا، ولكننى كنت أريد أن يكون لنا دور فى المناهج، وطريقة إعداد المعلم وطريقة هيمنة بعض الجمعيات «المتسلفنة» على بعض المدارس والمدرسين، هذا كله لابد من مراجعته ولا أقول إننا وصلنا إلى الغاية، ولكننا فى بدايتها، ولكن لنضع الأمور فى نصبها، هذا الفكر انتشر فى مصر عبر تراكمات تقترب من نصف قرن، وعلينا أن ندرك أننا نحتاج لوقت، ولكن المهم أن نبدأ.
كيف ترى الحال فى مصر بعد مأساة تحطم الطائرة الروسية فى سيناء؟
- لابد أن نُفرّق بين الحادث نفسه، ولماذا وقع وبين ما ترتب عليه، وفى رأيى أنه رسالة موجهة إلى روسيا فى المقام الأول، وأن قدرات داعش مهما وصلت لا يمكن أن تفجر طائرة بهذا الشكل، وأن هناك عمليات معقدة لأجهزة مخابرات، ولكن للأسف مصر تدفع الثمن فى تراجع السياحة فى الغردقة وشرم الشيخ على الأقل فى موسم الكريسماس المقبل، وهذا يسبب خسائر مادية كبرى، ولكن الأهم أنه يؤكد أن فكرة الاستقلال بالمعنى القديم لم تعد موجودة، ففى بلد جزء من اقتصاده قائم على السياحة تستطيع دولة أن تسحب سائحًا وتوجه رسالة تفسد لك الموسم، وهذا ما صنعته بريطانيا وأجبرت روسيا أن تقوم بنفس الفعل.
نحن أمام واقعة تؤكد أن مصر مستهدفة، بمعنى أن تركيا حدثت بها عمليتان إرهابيتان الشهر الماضى بالإضافة لعمليات عنف الشهر الماضى ومع ذلك لم يتم توظيفهم فى الإعلان العالمى ضد السياحة التركية، لكن ما حدث مع مصر النقيض تمامًا، ومصر منذ 30 يونيو، وهى تعاقب لأنها تخرج من الفلك الأمريكى واتجهت إلى الشرق فى الصين وروسيا، وتعاقب لأنها تحاول أن تقوم بتنمية ذاتية، لابد من وضع كل تلك العوامل فى الاعتبار.
كيف تنظر للمشكلات التى تواجه الثقافة المصرية فى الوقت الراهن؟
- أول مشكلة تتمثل فى انعزالنا عن التيارات الثقافية العالمية، بحيث أصبحنا ثقافة محلية. فى الماضى كانت الجامعات ترسل الطلبة فى بعثات إلى الجامعات الأوروبية، ليعودوا دارسين للوضع الثقافى وللغات، فيستطيع أن يترجم أو ينقل لنا كل ما تعلمه ورآه هناك.
توفيق الحكيم وطه حسين وعبد الرحمن بدوى وعشرات الأسماء كانوا يسافرون ويعودون ليكتبوا عن مشاهداتهم بخصوص الصحافة الأوروبية والمسرح والأدب وغير ذلك، لكننا، كما قلت، فى العقود الأخيرة، انعزلنا بعدما توقفت الجامعات عن إرسال الوفود للجامعات الأوروبية، وأصبح هذا الإجراء غير موجود، وكذلك الصحف التى كانت ترسل كبار المحررين للخارج ليقفوا على كل جديد فى مجال الثقافة والصحافة مثل فكرى أباظة وغيره، لذا لابد أن تعود الجامعات المصرية لسابق عهدها، وترسل الطلاب للتعلم فى الخارج والاطلاع على الثقافات الجديدة وعلى المؤسسات الصحفية والثقافية أن تتعافى وترسل محرريها للدراسة بالخارج وهذا لن يحدث فى أيام، ولكن يمكن تحقيقه على مدار السنوات المقبلة، والوزارة أيضا لابد أن يكون لها دور، خاصة أنها كانت ترسل فى الماضى المنح إلى إيطاليا وروما، ولكن فى تخصصات معينة، وبالتالى لابد أن ننفتح على الثقافات الغربية وأن نهتم بتطوير المدارس، ونعيد النظر فى المناهج، لأن المناهج المصرية شهدت عبر 4 عقود تجريفًا حقيقيًا، ولابد أن نكون مستعدين لمواجهة هذا ومقاومته وعلاجه.
وكيف تنظر للتراجع على مستوى الإبداع الأدبى؟
- الإبداع فى الرواية والقصة القصيرة موجود ولا يقلقنى، قد يرى البعض أنه ليست لدينا روايات فى مستوى روايات نجيب محفوظ وهذا عادى، وهى ظاهرة عالمية بدليل أن الكاتبة البيلاروسية سفيتلانا ألكسندرونة ألكسييفيتش، حصلت على جائزة نوبل عن أعمال صحفية.
ما يقلقنى حقا هو تراجعنا فى مجال البحث العلمى وبالأخص فى العلوم الإنسانية، وللأسف الأجيال الجديدة عندما تقدم رسائل الماجستير والدكتوراه لا يسافرون لمعرفة أحدث ما قدم فى مجال بحثهم فتكون النتيجة إعادة إنتاج القديم، لذلك لابد من إصلاح هذا الخلل وألا تكون الجامعة مرحلة للحفظ والحصول على الدرجات العلمية بل تكون حياة جامعية جديدة بما يعنيه ذلك من ثقافة عامة.
وهناك مشكلة حقيقية عندما نقول إن طه حسين كان صحفيًا أم كاتبًا أم استاذ جامعة أم أديبا، فيكون الرد كل ما سبق، ولم تكن هناك حساسية فى ذلك، لكن الآن البعض يقول هذا من أبناء الجامعة، ونحن أبناء الوزارة، وكيف يأتى لدينا، لابد أن نتوقف عن هذا لأننا لا نعمل فى جزر منعزلة، نحن فى مجتمع واحد ينبغى على المؤسسات أن تمد بعضها وتساعد بعضها حتى ندفع عجلة التقدم للأمام، وإذا لم نعمل فى إطار مؤسسى لن نتقدم.
فى مقابل مراكز ثقافية أجنبية تستقطب المبدعين الشباب.. ما الذى تقدمه الوزارة لهم؟
- أدرك أنه لابد أن نتواصل مع كل هؤلاء الناس، وأعلم أن هناك الكثير من المراكز الثقافية الأجنبية وبعض المستشارين الثقافيين مهمتهم الأساسية التواصل مع هؤلاء المبدعين والتقاطهم وبعض الشباب يرحب بذلك، لأنها تتيح له فرصة السفر لأوروبا، وهذا يصب فيما ذكرته من قبل، ولكن علينا ألا ننتظر ذلك وعلى الجامعة إرسال الدارسين والطلبة للاحتكاك بالخارج، مع توفير المراكز الثقافية منحًا للسفر والدراسة لهؤلاء الشباب.
ما العوائق التى تحول دون إحياء دور قصور الثقافة.. وهل كلها مرتبطة بالجانب المادى؟
- بالطبع هناك مشكلة مادية لكنها ليست رقم واحد، والأهم هو وجود إدارة جيدة ورشيدة، وأن يكون هناك نوع من الخيال فى الفكر، ولكننا ارتضينا بانعزال الثقافة الجماهيرية، لذلك لابد أن نعيد دمج المثقفين فى مختلف الثقافات الإقليمية والمحلية والعالمية.
ما حقيقة ما أثير عبر موقع التواصل الاجتماعى «الفيسبوك» بخصوص حفلة بورنو ستقام نهاية الشهر الجارى فى منطقة رمسيس؟
- سألت.. ولم أجد هذا الكلام ولا يوجد مسرح يقول إنه سيقيم حفلة بورنو، وتم إبلاغ شرطة الإنترنت بما تردد، وتبين أن الصفحة تم اختراقها ووضع عليها هذا الكلام، وأن أحد المواقع الإسرائيلية يقف وراء هذا الإعلان، ولا يوجد حفل بورنو أو غيره.
وماذا عن الشائعات التى أثيرت بخصوص بيع ممتلكات الأديبة مى زيادة ؟
- نُشر أن هناك مزادًا سوف تباع فيه المقتنيات من رسائل وأوراق بشقة بوسط البلد، واستيقظت على تليفون من زميلة فى الهيئة المصرية العامة للكتاب بخصوص هذا الموضوع، لكننى لم أهتم بالأمر لعدة أسباب، فأنا أعلم أن مى زيادة كانت تقيم فى شقة بمصر الجديدة وأن أسرتها كانت حريصة على أخذ جميع أوراقها ومتعلقاتها، وأعرف أيضًا أن أحد أحفادها باع أوراقها ورسائلها إلى الجامعات البريطانية، وأن الدكتورة سلمى الحفار الكزبرى نشرت هذه الرسائل، وفيها بعض من الصور من إحدى جامعات بريطانيا، فلم أهتم كثيرًا، وفوجئت بحملة على الفيس بوك تقول بأن تراث مصر يُباع، فشكلت لجنة من دار الكتب، وطلبت من أعضائها التوجه لشقة وسط البلد فذهبوا ولم يجدوا شيئًا، وكلفت بعض الزملاء من الصحفيين الذين أعرفهم، فنزلوا على العمارات أمام مبنى الإذاعة القديم ودخلوها عمارة عمارة، وقيل لهم لا يوجد شيء من هذا، وذهب أحد الزملاء إلى المسئولين عن المزادات فى وسط البلد، وتأكد من عدم صحة الكلام الذى أثير. أنا لا يعنينى كل هذا، ما يعنينى أن يقال إن «تراث مصر يباع»، لأنها كلمة كبيرة وتسىء لنا جميعًا.
ما حقيقة ما يثار عن تدخل «الأمن الوطنى» فى تعيين مديرى المسارح وقطاعات وزارة الثقافة؟
- الحديث عن تعيين الأمن الوطنى لمديرى المسارح وقطاعات الوزارة، محض كذب، لأن كل مدير يتم تعيينه وفق شروط المكان الذى يعمل فيه، دون تدخل من أحد، والأجهزة الأمنية تبدى رأيها عندما يرتبط المنصب بقيادة ما أو برئاسة هيئة، ليس صحيحًا ما يقال، وإذا كان صحيحًا، فهل تدخلت أمن الدولة لتعيين سميحة أيوب مثلًا، أو لتعيين كرم مطاوع عندما تولى المسرح القومى، وهل خالد جلال يحتاج لتدخل من الأمن أم أنه شخص كفؤ ويعمل بجد.
يعيب كثيرون على الوزارة انتداب رؤساء هيئات من خارجها خاصة أنهم يتقاضون رواتب خيالية.. بِمَ ترد على ذلك؟
- الرواتب والمكافآت لها قواعد قانونية منظمة تحكمها، ولا يحكمها الوزير أو غيره، وقيادات وزارة الثقافة يتقاضون أقل بكثير من نظرائهم فى وزارات أخرى، أما فكرة الانتداب من خارج الوزارة فهى مسألة لابد أن نتحدث فيها بصراحة، فهناك تصور قبل ثورة 25 يناير بعام أو عامين فى بعض المؤسسات أن المؤسسات مملوكة للعاملين بها بمعنى لا يسمح لأحد من خارجها أن يدخلها، وكأن المؤسسات المصرية ملك لفئة بعينها، وليست لعموم المصريين، وبالتالى أنا لو عندى طه حسين أو سهير القلماوى أحضرها تتولى هيئة الكتاب أم أقول لها لا أنت أستاذة فى الجامعة، وهذه الفكرة عندما سادت أسقطت العديد من المؤسسات، لذا لابد أن ننفتح على الآخرين، لأن انغلاق كل مؤسسة على نفسها على هذا النحو يدمرها، وهذه الفكرة عندما سادت أسقطت الكثير من المؤسسات الصحفية، وهى نظرية شيوعية انتهت من العالم كله.
وماذا عن وضع المجلات الثقافية والأدبية الصادرة عن الوزارة ؟
- هناك لجنة لدراسة أوضاع المجلات يرأسها الدكتور هيثم الحاج على فى الهيئة المصرية العامة للكتاب، وكل ما أتمناه على السادة رؤساء التحرير، الانتظام فى الإصدار.
هل ترى دورًا لهذه المجلات؟
- المجلات لها دور نعم، وبعضها تحتاج إلى تطوير، لكن بالتأكيد نحن نحتاجها، ولها دور.
البعض يقول إننا عدنا إلى «ثقافة المهرجانات».. ما رأيك فى هذا القول؟
- من المهم جدا أن تكون هناك مهرجانات لوزارة الثقافة، وهذا أمر موجود فى العالم كله، وهناك أكثر من مدينة معروفة بمهرجانات بعينها، وعندما كنا نقيم مهرجان القراءة للجميع، كنا نحقق نتائج مذهلة، وإقامة مهرجان الموسيقى العربية فى ظل واقع الأمة العربية، وفى تلك اللحظة المؤلمة، بمشاركة فنانين من مختلف البلاد العربية، فهذا شىء مهم، ومع ذلك كان يؤخذ على وزارة الثقافة من سنتين توقف تلك المهرجانات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.