«الحوينى» و«يعقوب» يعودان للمشهد بقناة الندى السلفية.. و«برهامى» يرد بقناة منافسة برهامى يستعين بالطابور الثانى فى السلفيين للصلح مع المؤيدين ل«الحوينى» و«حسان» بدأت الحرب المعلنة بين جبهة قيادات الدعوة السلفية بالإسكندرية بقيادة ياسر برهامى، فى مواجهة من يطلق عليهم «شيوخ الفضائيات» بقيادة محمد حسين يعقوب وأبى إسحاق الحوينى ومحمد حسان، وذلك بعد أن بدأت الجبهة الثانية فى تنفيذ خطة الاستقطاب للقواعد السلفية التى فقدتها الدعوة بالإسكندرية خلال الفترة الماضية، وقرر دعاة الفضائيات فى العودة من جديد إلى الأضواء، عبر قناة «ندى» السلفية من خلال الإعلان عن إطلالة جديدة للشيخين محمد حسين يعقوب، وأبى إسحاق الحوينى عبر شاشتها دون أن تحدد موعد الظهور. وأثار إعلان عودة يعقوب والحوينى، استياء قيادات الدعوة السلفية وعلى رأسهم ياسر برهامى، خوفًا من تأثيرهما على حشد كوادر الدعوة، وقرر سرعة الانتهاء من دراسة الجدوى الخاصة بالقناة الفضائية التى تسعى الدعوة السلفية لإطلاقها، بعد تشكيل البرلمان، لتكون منبرًا جديدًا لاحتواء القاعدة الشعبية للدعوة السلفية، وعدم السماح لشيوخ الفضائيات فى السيطرة عليها. وترجع تفاصيل الانشقاق بين مجموعتى دعاة الفضائيات والقيادات التنظيمية للدعوة السلفية، إلى الفترة التى توجه فيها قيادات الدعوة بطلب النجدة من الحوينى وحسان لمساندتها وحزب النور خلال فترة الانتخابات البرلمانية، بعد أن كشفت استطلاعات الرأى التى أعدتها الدعوة عن عزوف كثير من أبناء التيار السلفى عن المشاركة، فضلًا عن شعور القيادات التنظيمية بتأثر القاعدة المؤيدة للدعوة السلفية بعد استبعاد كبار مؤسسيها، مثل سعيد عبد العظيم وإسماعيل المقدم، ورد الحوينى وحسان على طلب المساندة بالرفض مبررين الأمر بإعلان اعتزالهما العمل السياسى وتفرغهما للعمل الدعوى بعيدًا عن الأضواء، الأمر الذى اعتبرته الدعوة السلفية بقيادة الشيخ ياسر برهامى تخليًا عنها. وزاد من سخونة المعركة بين جبهتى الدعوة السلفية، إعلان حزب النور دعم الحوينى له ونشر فيديو قديم للحوينى يطالب فيه بضرورة دعم النور ومساندته خلال تلك الفترة، وهو ما رد عليه ابنى الحوينى، هيثم وحاتم، بالهجوم الشديد ضد النور وقيادات الدعوة السلفية، واتهموهم بفبركة الفيديو بغرض استغلال محبى الحوينى خلال الانتخابات، وأكدا أن أبيهما لا علاقة له بالأمر، وأن الفيديو يعود لعام 2013، وتزايدت حدة السجال بين النور والدعوة السلفية بتوجيه اتهام من أعضاء الذراع السياسى للدعوة، لأبناء الحوينى بأنهم يسيئون للدعوة ويعملون على إحراجها، واستمرت المناوشات والردود بين الطرفين حتى الآن. وفى نفس إطار المناوشات بين الطرفين، أثار وضع صور الداعية محمد حسان ضمن الحملة الإعلامية لحزب النور فى المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية حفيظة حسان الذى كان مريضًا، وشن مؤيدوه حملة موسعة لتكذيب النور، الأمر الذى أدى لإعلان الحزب احترامه لحسان، وأنه لم يستغل الشيخ وعرض رأيه السابق فى حزب النور، مؤكدًا على أن حسان لا يزال مؤيدًا للنور، وأنه لم يظهر نتيجة لظروف صحية فقط. وهكذا استمرت المناوشات بين الطرفين، وفشلت خطة الاستغلال التى وضعتها الدعوة السلفية لكسب ثقة شيوخ الفضائيات، وتحول الأمر لمعركة بين الطرفين ومؤيديهم. وبينما تسعى الدعوة السلفية لإعادة قاعدتها الشعبية مرة أخرى بعد الفشل فى تحقيق إنجاز يذكر خلال الانتخابات البرلمانية، كان لشيوخ الفضائيات الداعمين لجماعة الإخوان يسعون لاستقطاب تلك القاعدة، كخطوات أولى لتنفيذ خطة ترتيب البيت السلفى من جديد، التى وضعها أحد القيادات التاريخية للدعوة السلفية، الداعية عبد الرحمن عبد الخالق، والذى حصل على الجنسية الكويتية فى 2011. وكشف مصدر مقرب من الحوينى، أن الداعية عمل على دراسة أمر العودة للظهور مرة أخرى خلال فترة تلقيه العلاج فى قطر، بعد أن تحسنت حالته، حيث ناقش الأمر مع كلا من الشيخ حسان والشيخ يعقوب، موضحًا أن الدعاة انتظروا نتيجة المرحلة الأولى من الانتخابات، والتى كشفت عدم وجود دعم من الدولة للدعوة السلفية وحزب النور، كما كان يدعى قيادات الحزب والدعوة. وأضاف المصدر، أن عودة الشيوخ للشاشة مرة أخرى، يستهدف إعادة الثقة فى دعاة التيار السلفى، وصد الهجوم الذى يستهدف تشويه كل من ينتمى للتيار، وتصحيح المسار الدعوى الذى أصبح مقتصرًا على الدعوة السلفية بالإسكندرية والتى فقدت كثيرًا من مصداقيتها لدى عموم التابعين للتيار السلفى، وأصبح هناك خلط بين علماء السلفية وبين تيار برهامى وحزب النور، بحسب تقدير المصدر. وفجر المصدر مفاجأة حيث كشف أن هيثم نجل الشيخ الحوينى، هو الذى يقود تيار المواجهة مع قيادات الدعوة، من خلال استقطاب الشباب الذين قرروا الانفصال عن تبعية برهامى، ورفعوا ضده راية العصيان وخرجوا من عباءة السمع والطاعة التى ارتداها شباب السلفية طوال سنوات، وذلك بمساعدة أخيه حاتم الحوينى الذى حل محل والده فى العمل الدعوى وقام بالتواصل مع مريدى والده عبر موقعه الرسمى، وصفحاته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعى. واتخذ برهامى عدة خطوات لمواجهة هذا التوجه بداية من الاستعداد للظهور الإعلامى المكثف وامتلاك الدعوة لمنابر إعلامية، عبر إعادة إصدار الجريدة الرسمية للحزب، والتى انفردت «الصباح» بخبر عودتها، وامتلاك قناة فضائية تواجه ما أسماه برهامى «بالهجمة الشرسة» التى تتعرض لها الدعوة، والاستعانة بأبناء الصف الثانى للدعوة وعلى رأسهم الشيخ رجب أبو بسيسة والذى يتمتع بثقة عدد كبير من أبناء التيار السلفى، لتصدر المشهد المعارض للنظام والحكومة، بعد احتراق الوجوه القديمة التى سبق، وأن اتخذت جانب التأييد، لتعيد للدعوة قوتها بالجمع بين الدور الدعوى والإعلامى. وحول تلك التطورات التى تنذر بمزيد من الأزمات بين الجبهتين أكد علاء العشرى، مؤسس حركة «دافع» المحسوبة على الحوينى وحسان، أن عودة الشيخ الحوينى والشيخ يعقوب وغيرهما من الدعاة، الهدف منها مواجهة الأحداث التى جدت على المجتمع المصرى، ومنها التكفير بين المسلمين بعضهم البعض، وانتشار الإلحاد وتحقيق السلم المجتمعى الذى أصبح مهددًا. وأكد العشرى، أن الحوينى مشارك بالفعل فى قناة الندى، وهو المشرف عليها ويساندها، خاصة وأن هناك حملة تبرعات لمساندة القنوات السلفية التى عانت ظروف مادية صعبة.