*رئيس الحزب استحدث العضوية الشرفية للمجاملات والانفراد بصناعة القرار *جريدة الوفد مهددة بالإغلاق لعدم وجود سيولة مالية * البدوى أخلف وعده بالاستقالة من منصبه بعد لقائه مرسى قال عبد العزيز النحاس، عضو تيار إصلاح الوفد، إن التيار سيخوض الانتخابات النيابية المقبلة، ضمن قائمة «فى حب مصر»، نافيًا ما تردد عن تواصلهم مع حزب المصريين الأحرار. واتهم النحاس، رئيس حزب الوفد، السيد البدوى، بإهدار أموال الحزب، والمسئولية عن الأزمات السياسية والإدارية التى يعانيها، كما حذر فى حواره مع «الصباح» من مشاركة الخلايا النائمة للإخوان، داخل الأحزاب، فى الانتخابات.. وإلى نص الحوار: كيف تنظر للأزمة التى يعيشها حزب الوفد الآن؟ - حزب الوفد يعيش عدة أزمات سياسية وإدارية بسبب رئيسه، والمحيطون به، حتى ضاع الحزب، وانصرف عنه بسبب الابتعاد عن ثوابت الوفد التى ظلت أساسًا للوطنية. إذن أنت تؤيد من يرون أن الوفد لم يعد للوفديين ؟ - أتفق مع القائلين بأن أعضاء الحزب الوطنى لم يكونوا جميعا فاسدين، ولكن المؤسف أن الوفد ضم من أعضاء الوطنى بعض النوعيات المتسلقة والمنتفعة، على حساب الوفديين الحقيقيين. تتهم رئيس الحزب السيد البدوى بإفشال جريدة الوفد وإهدار أموال الحزب.. فما دليلك ؟ - الجريدة الآن مهددة بالإغلاق لعدم وجود سيولة مالية، بعدما كان يحقق قسم الإعلانات دخلًا سنويًا يتراوح ما بين 9 و12 مليون جنيه، وكانت الجريدة تدفع للحزب 4 ملايين جنيه كإيجار، إلى أن جاء السيد البدوى ليصيب الجريدة فى مقتل، حيث وقع عقدًا منح بمقتضاه حق الدعاية الإعلانية لشركة ميديا لاين، دون الرجوع للهيئة العليا أو المكتب التنفيذى أو إدارة الجريدة أو الشئون القانونية، بزعم أن الاتفاق سيدر على الحزب 66 مليون جنيه فى ثلاث سنوات، ولكننا لم نر هذا العقد، وكان ذلك كلامًا فى الهواء لنجد الشركة تتأخر فى دفع 13 مليون جنيه، قبل نهاية العام، من أصل 22 مليون جنيه فى السنة الأولى، وقبل نهاية العام فسخ البدوى العقد مع الشركة ليتعاقد مع شركة «الشويرى»، التى قدمت عرضًا أعلى، وتركت ميديا لاين الوفد، ومعها قسم الإعلانات بأكمله، وبالتالى أصبحت الجريدة بلا أى دخل، ومن هنا بدأ يسحب من الودائع إلى أن أصبح الوفد الآن على وشك الإفلاس. ما تأثير الأزمة الراهنة على وجود حزب الوفد من وجهة نظرك ؟ - الفشل الإدارى داخل الحزب أدى إلى فشل سياسى، حتى وصل الوفد إلى مرحلة يبحث فيها عن مرشح للبرلمان يستطيع الانفاق على حملته الانتخابية من أمواله الخاصة، بخلاف ما كان يجرى سابقًا من إنفاق الحزب على نوابه، ما أدى إلى تجاهل كوادر انتخابية حقيقية والبحث عن أشخاص من أصحاب الأموال ومن خارج الحزب. السكرتير العام للوفد المستشار بهاء الدين أبو شقة، استقال من منصبه ثم تراجع عن الاستقالة.. بم تعلق على ذلك ؟ - استقالة أبو شقة، تأكيد على حالة التخبط والانقسام والفشل التى يشهدها الوفد، فلا يوجد خلاف حقيقى بين أبو شقة والبدوى، لذا فمعنى استقالته تأييده لإجراءات تيار إصلاح الوفد وعدم رضائه عما يحدث فى الحزب، أما تراجعه عن الاستقالة فمعناه أن لديه بعض الأمل فى الإصلاح، ورغبته فى ألا يترك الحزب فريسة لبعض المنتفعين. وكيف تنظر لفتح باب العضوية الشرفية بالحزب لاستقطاب رجال الأعمال والمفكرين ؟ - هذه أشياء تم استحداثها بشكل أساء للحزب، ولم تضف له أى شىء، كما استحدثت مسميات لا توجد فى لائحة الحزب، مثل مساعد رئيس الحزب، والرئيس الشرفى، والقصد من كل ذلك، استقطاب بعض الشخصيات العامة، ومجاملة البعض الآخر، مما أوجد سيولة فى صناعة القرار فى الحزب بشكل جعل السيد البدوى منفردًا بالقرار. كلها أشياء ومسميات لم تكن إلا مجاملات أدت إلى سيولة مؤسسية حزب الوفد. الصراعات التى شهدها الوفد مؤخرًا، هل كانت تستدعى الإطاحة برئيس الحزب أم كان من الأفضل تركه حتى نهاية فترة رئاسته ؟ - حين قررت الهيئة العليا لحزب الوفد، مقاطعة الرئيس المعزول محمد مرسى، فوجئنا بذهاب السيد البدوى إلى الرئاسة بمجرد استدعائه، وجاءنا فى اليوم التالى وأخبرنا أنه سيستقيل أمام مجموعة منا على رأسها الرئيس الشرفى للحزب مصطفى الطويل، ومنير فخرى عبد النور، وفؤاد بدراوى، وغيرهم، وطالبوا البدوى بالاستقالة، وأعلن أمامنا أنه سيقدمها فى أول اجتماع قادم للهيئة العليا للحزب، ثم فوجئنا فى اليوم التالى بتأجيل الاجتماع لأسبوع، ولم يستقل كما وعدنا. كنا نتمنى أن يعطى البدوى لهذا الحزب العريق، ولو جزءًا بسيطًا مقابل ما أخذ منه، وأن يبادر بالاستقالة حفاظًا على البقية الباقية من الوفد، لكنه لم يفعل ذلك، ما دفع الوفديين للمطالبة برحيله. هل سيخوض تيار إصلاح الوفد الانتخابات المقبلة ؟ - نعم سنخوض الانتخابات على المقاعد الفردية، ونعد الآن لتحالف كبير يضم كل الأحزاب. ما حقيقة ما تردد عن مفاوضة حزب المصريين الأحرار لبعض قيادات تيار إصلاح الوفد للدخول فى قوائم الحزب الانتخابية ؟ - ليس صحيحًا، ولم نتواصل مع المصريين الأحرار نهائيًا، بل أستطيع القول إن معظم القوى السياسية تتواصل معنا وتشد من أزرنا، مما أعطانا دفعة معنوية كبيرة لخوض الانتخابات. وهل ستترشح لعضوية البرلمان المقبل ؟ - لا، لأننا نعد كوادر أخرى ستخوض الانتخابات. هل أرسلتم قائمة بمرشحيكم لقائمة «فى حب مصر»، لخوض الانتخابات ؟ - لم نحدد أسماء مرشحينا التى ستخوض الانتخابات على المقاعد الفردية أو القوائم، ولكننا مشاركون فى قائمة «فى حب مصر»، وأود القول إن تيار إصلاح الوفد هو من يعبر عن الحزب وثوابته وتاريخه الآن، لأنهم حملوا الوفد على أعناقهم لأكثر من ثلاثين عامًا، أما من هم داخل بولس حنا (المقر الرئيسى لحزب الوفد يقع بشارع بولس حنا بالدقى) الآن، لا يعبرون عن الوفد، لذلك فنحن حريصون على وضع أسس صحيحة لعمل سياسى محترم، من خلال وضع معايير صارمة لمرشحينا لمجلسى النواب المقبل. ما أبرز هذه المعايير؟ - معايير اختيار مرشحينا لخوض الانتخابات المقبلة، تقوم على الكفاءة والثقافة، وفوق كل ذلك الوطنية، مع ضرورة حرص المرشح على الدولة المدنية الحديثة. هل تعتقد أن الإخوان يستطيعون اختراق البرلمان المقبل من خلال بعض الأحزاب الموجودة على الساحة ؟ - هناك خلايا نائمة للإخوان داخل الأحزاب تستطيع من خلالها دخول الانتخابات المقبلة، مما يمثل أزمة كبيرة للأحزاب، وعلى رأسها حزب الوفد، وبالتالى يجب الاعتماد على الكوادر الحزبية المعروفة جيدًا من جانب الشارع المصرى لتوخى الحذر من تسلل الإخوان.