*غيرت مقراتها بعد قرار الوزير بغلقها وتزاول نشاطها من جديد منذ أيام كشف وزير التعليم العالى الدكتور السيد عبدالخالق عن وجود كيانات ومعاهد وهمية فى مصر، محذرًا الطلاب من الالتحاق بها وذلك بعد قيام الوزارة ب 27 ضبطية قضائية، منوهًا بأن هذه الكيانات الوهمية تشمل «الأكاديمية الدولية للنظم التعليمية بمنطقة الشيراتون بمصر الجديدة، والجامعة السويسرية بمدينة نصر، والأكاديمية الحديثة للعلوم المتطورة بالمهندسين، والأكاديمية الكندية الأوروبية، والشركة الأوروبية لتكنولوجيا المعلومات والدراسات المتطورة، والمعهد الحديث لتكنولوجيا الحاسبات واللغات بالبدرشين، وجامعة بورتو سموث «بمركز الشرق الأوسط»، وجامعة كاليفورنيا ميرامار التى أغلقتها الوزارة. «الصباح» قامت بجولة ميدانية زارت خلالها مقرات بعض هذه «الجامعات والمعاهد الوهمية» التى حذر الوزير منها، والتى تقوم بجذب ضحاياها من الطلاب أصحاب المجاميع المنخفضة من طلبة الثانوية العامة والذين يكونون فريسة سهلة لأصحاب تلك الكيانات. البداية كانت بأكاديمية تسمى «الأكاديمية الأوروبية الكندية» والتى ادعت من خلال إعلانات لها بمواقع التواصل الاجتماعى وشبكة الإنترنت وجود مقر لها داخل جامعة القاهرة. أمام الباب الرئيسى يقف أحد أفراد الأمن التابعين لشركة فالكون، قمنا بسؤاله عن كيفية الالتحاق بالأكاديمية، فنفى تمامًا أن يكون لهذه الاكاديمية مقر داخل الجامعة، انصرفنا ولكن أردنا التأكد من ذلك، ثم قمنا بالاتصال بأحد الأرقام الموجودة على إعلان الأكاديمية على صفحتها على «الفيسبوك»، فرد عينا أحد الأشخاص وعندما سألناه عن كيفية الالتحاق بالأكاديمية رد بنبرة استياء: لا توجد أكاديمية بهذا الاسم وهذه أكاديمية وهمية تمارس النصب على الطلاب وأن هذه الاكاديمية كانت تمتلك مقرًا فى المدينة الجامعية بجامعة القاهرة، فقامت وزارة التعليم العالى بإغلاقها بعد أن اكتشفت أنها أكاديمية تنصب على الطلاب، وقال: إنه كان يعمل فى مجال الدعاية مع القائمين على هذه الأكاديمية قبل إغلاقها، وتوقف منذ فترة بعد اكتشافه أنها أكاديمية وهمية. كانت المحطة الثانية لنا هى «الأكاديمية الحديثة للعلوم المتطورة» الكائنة ب 5 شارع عبد الرحمن الشرقاوى المتفرع من شارع السودان بالمهندسين فى محافظة الجيزة، بمجرد أن تطأ قدمك داخل الأكاديمية سيستوقفك أحد «الناضورجية» (عاملون بالأكاديمية يستقبلون أى فرد يحاول الدخول هناك) المنتشرون حول الأكاديمية وأمام بابها الرئيسى، وعندما سألنا أحدهم عن سبب مجيئنا، أجبنا أننا نريد معرفة شروط الالتحاق بالأكاديمية، فأشار لنا على سيدة بالداخل، تجلس وسط العديد من الأشخاص المتقدمين للالتحاق بالأكاديمية، دخلنا مباشرة على هذه السيدة وتدعى د.ا، وسألناها عن شروط الالتحاق بالأكاديمية، فقالت: «مفيش مشكلة إحنا هنا بنقبل من مجموع 50 فى المائة» حيث لا يشترط المجموع. وقالت: إن شروط التقديم هنا هى ملف للطالب المتقدم يحتوى على 6 صور شخصية وأصل المؤهل الدراسى وصورة الرقم القومى وأصل شهادة الميلاد، وأن هناك أكثر من قسم بالأكاديمية - «حسب رغبة الطالب» - فهناك قسم لعلوم الحاسب الآلى وقسم للصحافة والإعلام وقسم لإدارة الأعمال وآخر للمساحة وأخيرًا قسم السياحة والفنادق، وأن الطالب يحصل على شهادة من الأكاديمية بعد إنهاء دراسته فيها، الشهادة معتمدة من جامعة ستانفورد الأمريكية ولها مقر فى التحرير بالحى اليونانى وحاصلة على ختم وزارة الخارجية المصرية والخارجية الأمريكية ووزارة العدل المصرية، وبسؤالنا هل هذه الشهادة معادلة للشهادات الجامعية فى جامعات مصر ومعتمدة من وزارة التعليم العالى، رد علينا الشخص الذى قابلنا على باب الأكاديمية وكان يقف بالقرب منا ويستمع للحوار وقال بصوت عالٍ: «إحنا مالناش دعوة بوزارة التعليم العالي» وشهادة الأكاديمية معتمدة من جامعة ستانفورد الأمريكية، وقام بإبراز إحدى الشهادات لطالب سابق بالجامعة ليؤكد لنا صدق ما يقول. وقالت السيدة «د»: إن مصاريف جميع الأقسام 3000 جنيه للعام الدراسى عدا قسم الصحافة والإعلام فهو أغلى ب 500 جنيه، بالإضافة ل 100 جنيه ثمن ملف الالتحاق. الواقع يكشف غياب الأجهزة الرقابية خصوصًا أن وزارة التعليم العالى أعلنت أن هذه الجامعة تم إغلاقها بعدما أصدر وزير التعليم العالى بيانًا منذ أيام أكد فيه أن لجنة الضبطية القضائية بالوزارة اكتشفت أثناء مداهمة مقرها أنها مغلقة، ولم تتوصل الوزارة حتى الآن إلى أى معلومات عن المقر الجديد، لكن زيارتنا للأكاديمية أثبتت أنها تمارس عملها بشكل طبيعى وفى المقر القديم نفسه!. تركنا الأكاديمية لمكان آخر وهو جامعة بورتسموث والتى من المفترض أن تكون فى شارع لبنان بالمهندسين كما عرفنا من أحد مواقعها على شبكة الإنترنت، ذهبنا إلى هناك وتجولنا فى الشارع بالكامل وسألنا عدة أشخاص من سكان المنطقة عن مكان الجامعة ولكن لم يكن هناك شخص واحد يعرف مكان الجامعة التى لم نجد لها أثرًا بالشارع رغم أن الجامعة تطلب من الطلاب سداد مصاريف الالتحاق عبر الإنترنت إلا أننا اكتشفنا أنها تضع عنوانًا وهميًا على موقعها. من المهندسين إلى مكان آخر وهو المعهد الحديث لتكنولوجيا الحاسبات واللغات الكائن بطريق مصر أسيوط السريع بالبدرشين التابع فى الجيزة والتى أعلنت وزارة التعليم العالى أنها جامعة وهمية، اتصلنا بالرقم الموجود على إحدى صفحات المعهد على شبكة الإنترنت، فرد علينا أحد الأشخاص ويدعى أ.م، سألناه عن شروط الالتحاق بالأكاديمية قال: إن الأوراق المطلوبة هي: المؤهل الدراسى وصورة البطاقة و6 صور شخصية وشهادة ميلاد كمبيوتر والموقف من التجنيد إن وجد، وأن مصاريف العام الدراسى 2600 جنيه لجميع الأقسام عدا قسم البترول والذى تصل مصاريفه إلى 3000 جنيه فى العام، يمكن أن تدفع على 4 أقساط، وأن الشهادة التى يعطيها المعهد للطالب بعد إنهاء دراسته معتمدة من أكثر من جهة. وعندما سألنا عن هذه الجهات رفض الرجل الرد علينا وأصر على أن نقوم بالحضور لمقر المعهد بالبدرشين وهناك سنعرف كل التفاصيل وسيرينا هذه الشهادة، وأن المعهد يقبل من مجموع 50 فى المائة فى الثانوية العامة، وأن هناك عدة أقسام بالمعهد منها: قسم اللاسلكى وقسم إدارة الأعمال وقسم للصحافة والإعلام وقسم للحاسب الآلى وآخر لفنى الديكور وأخيرًا قسم لفنى البترول. من جانبه قال سيد عطا رئيس قطاع التعليم بوزارة التعليم العالى: إن الكيانات الوهمية التى تنصب باسم الجامعات الأجنبية أصبحت منتشرة جدًا فى مصر فى الفترة الأخيرة وأصبح الجميع يقوم بإنشاء مكتب ويطلق عليه المركز الدولى وهو ما أصبح يمثل ظاهرة تستغل فشل الطلاب فى المرحلة الثانوية وتستخدمهم كحافظة نقود لاستنفاذها. عطا أكد ل«الصباح» أن وزارة التعليم العالى ترصد باستمرار تلك الكيانات الوهمية وقامت من قبل بإغلاق أكثر من 25 مقرًا لكيانات تعليمية وهمية تدعى أنها تعمل كفرع لجامعات أجنبية وأكثرها يحمل الاسم الكندى أو الإنجليزى أو السويسرى وتقوم تلك الكيانات بالحصول على مبالغ ضخمة من الطلاب. وشدد رئيس قطاع التعليم بوزارة التعليم العالى على أن الوزارة ستقوم بمتابعة شكوى جريدة «الصباح» ومداهمة العناوين المذكورة فى التحقيق لإعادة غلق الكيانات التى استمرت فى العمل مخالفة للضبطية القضائية والقانون.