«الصباح» رصدت أبرز 50 قضية ازدراء أديان منذ ثورة يناير 2011 وحتى عام 2015، وطبقًا لتقرير صادر عن «المبادرة المصرية للحقوق الشخصية»، فهناك 48 حالة ملاحقة أهلية وقضائية بتهم «ازدراء الأديان» منذ يناير 2011 وحتى نهاية 2013، وفى الوقت الذى كان فيه عدد تلك القضايا ثلاثة فقط عام 2011 ارتفع عام 2012 إلى 12 قضية، وأخيرًا 13 قضية عام 2013 بينما انتهت الملاحقات الأخرى بعقاب عرفى أو عقاب من جهة العمل. أشهر تلك القضايا كانت الاتهامات التى لاحقت المخرجة إيناس الدغيدى، أن روت أحد أحلامها، قائلة «حلمت إنى كلمت ربنا حيث كنت أسبح فى نهر، وتعبت فرأيت صخرة توقفت للاستراحة بجوارها، وعندما نظرت حولى لم أجد أحدًا سوى الكون، ولم أشاهد حولى أحدًا، وبعد ذلك كلمت ربنا، وقلت له يا ربى فى حاجات من أقاويل الأنبياء، أنا مش مقتنعة بيها، وإذا كان ده غلط فسامحنى، فعقلى مش قادر يجيبها»، الأمر الذى دفع المحامى سمير صبرى لرفع دعوى قضائية على إيناس الدغيدى بتهمة ازدراء الأديان، متهمًا إياها بالتطاول على الذات الإلهية، مؤكدًا فى بلاغه أن كلامها به فجاجة وتدنٍ وامتهان للكرامة وازدراء لجميع الأديان. وذكر فى دعواه تصريحاتها عن الحجاب، والجنس وغيرها من تصريحات مخالفة لكل قواعد الدين والأخلاق ولا تصدر عن شخص مسلم يحترم دينه. القضية الثالثة الأشهر أيضًا كانت من نصيب الكاتب الصحفى إبراهيم عيسى، وحكمت له المحكمة بالبراءة من تهمة ازدراء الأديان فى الدعوى التى أقامها ضده عدد من المحامين فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، وجاء فى أسباب البراءة أن تقريرًا صادرًا عن مجمع البحوث الإسلامية، التابع للأزهر الشريف، استقر فيه إلى تبرئته بعدما أبدى أعضاء المجمع تفهمهم لتبرير الكاتب الصحفى، بنفى تلك التهمة عنه، مؤكدًا أنه لم يقم مطلقًا بازدراء الدين الإسلامى، وأن حديثه كان فى إطار انتقاد سياسات رئيس الجمهورية، وليس فى سياق الآية القرآنية الكريمة. أما الحالة الرابعة، فكانت من نصيب «فاطمة ناعوت» بتهمة جريمة ازدراء الإسلام والسخرية من شعيرة إسلامية وهى «الأضحية»، من خلال تدوينه لها على موقع التواصل الاجتماعى، والتى نفت «ناعوت» أن يكون هدفها هو ازدراء الدين، موضحة أن تناولها القضية غير مخالف للشريعة الإسلامية من وجهة نظرها، وأكدت أن ذبح الأضحية يعد نوعًا من الأذى الذى يحمل «استعارة مكنية»، وأن ذلك كان على سبيل الدعابة. «نجيب ساويرس» صاحب القضية الخامسة بعدما قضت المحكمة بقبول دعوى ازدراء الأديان المقامة ضده، عقب نشره لصور على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى اعتبرها البعض «مسيئة للدين الإسلامى» كونها تظهر الشخصيات الكرتونية الشهيرة، «ميكى ماوس» وزوجته «مينى»، بلحية ونقاب. وكذلك الإعلامى الساخر «باسم يوسف» الذى حُكم له بالبراءة من التهمة، بعد أن تقدم عدد من المحامين ببلاغ ضده بازدراء الدين، وقام بدفع 15 ألف جنيه كفالة. أيضًا لاحقت تهمة ازدراء الأديان الفنان «عادل إمام» لكنه حصل على البراءة بعد أن أصدرت المحكمة بإدانته بالحبس ثلاثة أشهر وغرامة عشرة آلاف جنيه بتهمة ازدرائه الأديان فى أعماله الفنية. القضية الثامنة كانت من نصيب الشيخ «أبو إسلام» الداعية الإسلامى وتم حبسه 3 سنوات وتغريمه 10 آلاف جنيه، لاتهامه ب«ازدراء الدين المسيحى»، بعدما قدم المحامى القبطى نجيب جبرائيل، بلاغًا إلى النائب العام ضد أبو إسلام مالك قناة «الأمة»، واتهمه فيه بازدراء الدين المسيحى، وسب نساء مصر خاصة القبطيات. ولم يكن اتهام المحامى والسياسى المعروف «محمد أبو حامد» آخر القضايا، حيث ترجع قضيته إلى قيام عدد من المحامين من جماعة الإخوان برفع دعوى يتهمون فيها أبو حامد بازدراء الأديان، وذلك عندما عقب على تصريحات القيادى الإخوانى صفوت حجازى فى أحد مؤتمرات دعم الرئيس المعزول محمد مرسى، قال فيها إنهم سيعدون لإقامة الخلافة الإسلامية وجعل القدس عاصمتها، فعقب حينها محمد أبو حامد بقوله: «لا أحد يستطيع أن يغير عاصمة مصر، وإن المقدسات الوطنية لا تقل أهمية عن المقدسات الدينية، وأن القاهرة هى أم المقدسات».