*أنبا جنوبالولاياتالمتحدة يحلم بتنصيب نفسه بطريركاً على أمريكا *الكنيسة الجديدة تلغى كلمة قبطية ولا تندرج تحت رئاسة بابا الإسكندرية مشروع الأنبا يوسف لفصل الكنيسة الأرثوذكسية الغربية فى أمريكا عن الكنيسة الأرثوذكسية الأم المصرية يمثل خطرًا حقيقيًا على الكنيسة المصرية، وبعد جدل طويل وتأكيد ونفى حول سقف طموحاته، أعلن الأنبا يوسف أسقف جنوبالولاياتالمتحدةالأمريكية انشقاقه عن الكنيسة المصرية الأرثوذكسية، وإنشاء كنيسة مستقلة باسم «الكنيسة الأرثوذكسية الأمريكيةالإسكندرية»، واختصارها «AOCA»، وقال فى بيان رسمى «الكنيسة الجديدة شقيقة للكنيسة الأرثوذكسية المصرية لكن لا تندرج تحت رئاستها». الأنبا يوسف أكد أن كنيسته الجديدة ستبدأ بثمانى كنائس، كخطوة أولى ثم تضم بقية الكنائس الأرثوذكسية فى الولاياتالمتحدة، على أن تلغى كلمة قبطية من كنائسه وإيبراشياته، مؤكدًا ذلك بقوله: «كلمة قبطى تعنى مصرى ولا تناسب الكنيسة الجديدة». البيان أثار جدلًا واسعًا بين أقباط مصر فى الداخل والخارج، ممن ساورتهم الشكوك بأن ذلك يمثل خطرًا على الكنيسة، وربطوا بينه وبين سفر الأنبا بولا أسقف طنطا، والأنبا روفائيل الأسقف العام وسكرتير المجمع المقدس إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية مؤخرًا، بشكل عاجل، وبين الهجوم المستمر على البابا تواضروس الثانى منذ توليه كرسى البابوية. وتسيطر حالة من الغضب القبطى العارم على الكنيسة بسبب هذا الانقسام والتخبط المتزامن مع الصمت الكنسى عن التوضيح، فكثير من الأقباط يرون أن هذا مجرد خطوة أولى فى طريق صعب ستدخل إليه الكنيسة. الصباح انفردت بالحقيقة، ورغم نفى الكنيسة الأرثوذكسية لهذا الكلام عبر الصحف والفضائيات والقول إنه عار من الصحة ولا يوجد أساس له، صرح مصدر مسئول ومطلع من الكنيسة ل«الصباح» بنبرة يعلوها الأسى: أن للأسف هذا الكلام صحيح، مؤكدًا أن هناك مذكرة تجهزت بهذا الشأن وورقة عمل سوف يتم تقديمها لاجتماع كنائس المهجر، المقرر عقده فى دير الأنبا بولا بالبحر الأحمر خلال أيام 20، 21، 22 من هذا الشهر، برئاسة قداسة الباب تواضروس وتشرح تلك المذكرة المكونة من 16 ورقة عمل خطورة إنشاء كنائس تخدم الأمريكان المنظمين للكنيسة الأرثوذكسية المصرية بالخارج، وأيضا الأمريكان المتزوجون من مصريين فى الخارج، ليكون لهذه الكنائس نفس المعتقدات ونفس الطقوس، لأنها لا تستخدم اللغة القبطية نهائيًا، كما أنها تراعى الثقافة الأمريكية، وهناك كنائس تطالب بتعديل مواعيد الأعياد الشرقية بما يتناسب مع المواعيد المأخوذ بها فى أمريكا، كى يتيسر لهم أخذ الإجازات أسوة بالمسيحيين الغربيين. وهنا يؤكد المصدر الكنسى الكبير بصوت حزين أن تلك خطوة على طريق الانفصال عن الكنيسة المصرية الأرثوذكسية الشرقية، وقد بذل البابا شنودة على مدار سنوات عمره مجهودًا يفوق الخيال للحفاظ على وحدة تلك الكنائس، وجعلها نسيجًا واحدًا مع الكنيسة المصرية الأرثوذكسية. ويستطرد مصدر كنسى كبير آخر قائلًا بانفعال: إن اندفاع البابا نحو التغيير بصورة غير مسبوقة سوف يؤدى إلى ضياع الكنيسة القبطية فى الخارج وانفصالها نهائيًا عن الكنيسة القبطية فى الداخل، وهذا سوف يؤدى إلى توتر العلاقات بين الكنيسة القبطية بالداخل ومثيلتها فى الخارج، خاصة أن أى تعديل فى مواعيد الأعياد لا بد أن يكون بالاتفاق مع الكنائس الشرقية كمرحلة أولى، ثم مع باقى الكنائس الأرثوذكسية فى العالم كمرحلة ثانية، مع العلم أن فى حالة أن تكون الكنيسة المصرية فى الداخل لها ميعاد والقبطية فى الخارج لها ميعاد آخر سنكون أمام سابقة لم نشهدها من قبل، وأعتقد أننا لن نشهدها بإذن الرب فى المستقبل، وأنا واثق أنها ستحظى بالرفض من الجميع، لأنها نذير بانفصال الكنائس المصرية بالخارج. وهنا يضيف مصدر مطلع -يرفض أيضًا ذكر اسمه- أنه خلال وجوده بأمريكا خلال فترة سابقة علم من أصدقائه من الجاليات القبطية أن هناك تلميحات وراء مشروع الأنبا يوسف يتم ترديدها، وأن الأنبا يوسف مشغول منذ فترة بحلم كبير يسعى إلى تحقيقه، مؤكدين أنه يسعى لتنصيب نفسه بطريركًا على أمريكا وأغلب أقباط المهجر يعرفون ذلك ويرصدون كثرة تحركاته فى كنائس أمريكا لتقديم نفسه إلى كل الأقباط فى أمريكا، رغم أنه أسقف على إبرشية جنوبأمريكا فقط، لكنه يتعمد تخطى كل هذا، وأصبح يقدم نفسه فى كل المناسبات العامة والخاصة فى كل ربوع الولاياتالمتحدة باعتباره البطريرك القادم، ويبرهنون على صحة أقوالهم بأنه اتجه إلى تأسيس كلية إكليريكية فى إبريشيته لخدمة كل أقباط المهجر حتى يزرع لنفسه قواعد فى كل ربوع أمريكا من خريجى هذه الكلية. ويتساءل المصدر: هل يسعى الأنبا يوسف لإلغاء كل ما هو قبطى؟ فإذا قال: لا، هنا نؤكد له أن هذا ما سيحدث فى غضون سنوات قليلة، لأن البداية الاسم واللغة، لأن بتغيير اسم الكنيسة القبطية إلى اسم الكنيسة الأمريكية الأرثوذكسية سيلغى اللغة القبطية، وهو يدعى أنها لا تتناسب مع الثقافة الغربية، وهنا أقول له: ماذا عن الفن القبطى والأيقونة القبطية؟ وماذا عن زى الكاهن الذى يميز الكاهن المصرى؟ وماذا عن تصميم القباب الذى تشتهر به الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وغيره من علامات الفن القبطى الذى تفخر به كنائسنا؟ أقول له أعلم أن الأنبا شنودة بذل من الجهد والعرق والمال فى بناء تلك المنظومة، التى تسعى أنت اليوم للنيل منها وفك تلك الحلقة المحكمة التى تحيط أبناءنا فى الخارج، وتجعلهم يلتزمون بتعاليم السيد المسيح، ولا يخرجون عن إطارها، لهذا نقولها قوية لهذا الأسقف غير الأمين: «ارجع وتب واعرف أنك مجرد وكيل ليس أكثر، وعليك أن تكون أمينًا على الوديعة التى تسلمتها من أسيادك الآباء، لأن ليس من حقك أن تبددها».