*عناصر التنظيم خطفوا بنات الجامعة واغتصبوهن تحت مسمى «جهاد النكاح» *«السودانى»: قتلنا 8 مرضى وسرقنا أموالهم قبل قدومهم إلى مصر للعلاج *«تشادى»: عناصر التنظيم اغتصبونى وهددونى بفضح أمرى إن لم أنضم إليهم يومًا بعد يوم يزداد ثقل خطوات تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام «داعش»، وتكبر شوكتها، بينما العالم كله منشغل بتحليل أسباب نجاحها فى تجنيد الشباب من مختلف البلدان بهذا الشكل الكبير. «الصباح» تنشر اعترافات عناصر «داعش» داخل السجون الليبية، بالصوت والصورة، بالتنسيق مع مدير المكتب الإعلامى للقيادة العامة الليبية خليفة العبيدى، واعتمادًا على المعلومات والوثائق التى أمدنا بها. محمد حافظ محمد على، سودانى الجنسية، وُلد فى «درنة» فى العام 1993، يعتبرونه أخطر من قبض عليهم، لأنه ارتكب الكثير من الجرائم الإرهابية، وكان شاهد عيان على «وقائع كارثية وفاضحة بشكل كبير لدعاة إسلاميين، وفقًا لاعترافاته». محمد الذى ترك التعليم فى المرحلة الثانوية وعمل بأحد محال بيع الملابس بوسط العاصمة «طرابلس»، وضح كيف انضم إلى «داعش»، قائلًا: «كان يأتى لىْ بعض الشباب، من بينهم نديم نديجة، ومهند بشميسة، وحاولوا أن يقنعونى بأن أهتدى وأسير فى الطريق المستقيم، وبعد محاولات، انضممت إليهم، خاصة أنهم قدموا الكثير من الإغراءات». عمل حافظ ضمن حرس المحكمة الشرعية فى درنة، وبحسب اعترافاته، كان هو وشخص يدعى مراد السبع، ليبى الجنسية، أمير بالمحكمة الشرعية، يشرفان على المنضمين الجدد للمحكمة. ويشرح حافظ تفاصيل المحكمة قائلًا: تتكون المحكمة من مكاتب تحقيق، وقاعات محاكمة، وساحة جلد للمتهمين، وبها شخص مصرى يشغل منصب قاضٍ، وبقية المناصب يتولاها سعوديون وتونسيون وجزائريون، والقيادى السعودى، هو الذى نسق لمبايعة أبو بكر البغدادى، أمير «داعش». وقال إنه قتل شخصًا يدعى حسن مصطفى السودانى، بأوامر من المحكمة الشرعية، لأنه كان ينقل أخبارها إلى الجيش الليبى، موضحًا أنهم أقنعوه بأن هناك ضرورة واجبة لقتال كل من يراهم التنظيم كفارًا، وأنه تعرض للتهديد بأنه إن لم يقتل سيعرض أفراد أسرته للخطر، ما اضطره إلى قتل السودانى. وخلال التحقيق معه أوضح حافظ، ملابسات مقتل ثمانية أشخاص، قائلًا «هناك 8 أشخاص ليبيين، كانوا يستقلون سيارة، وبحوزتهم 8 آلاف دينار، وكانوا يقصدون مصر بهدف العلاج، لكننا قتلناهم، عندما عثرنا على صور للجيش الليبى على هواتفهم المحمولة». وفى اعترافه وثق حافظ لكارثة وهى عمليات «اغتصاب الفتيات والنساء تحت زعم جهاد النكاح»، وقال إن عناصر التنظيم كانوا «يختطفون الفتيات من الجامعات، ويغتصبونهن، وأنه شاهد بعينه حفلة جنس جماعى مصورة، مع عدد من الفتيات المختطفات، وأن هذه الجريمة وقعت فى إحدى المزارع داخل مدينة درنة». وأشار حافظ إلى أن «داعش» يسيطر على المنطقة، التى تقع الجامعة فى نطاقها، وأن «هناك شخصًا يدعى حسان الشيخ، ساعدهم فى خطف الفتيات فى سيارات، وانطلقوا بها إلى مزرعة سراج الغفير، ومارسوا الجنس مع الفتيات، وقالوا لهن إن هذا هو جهاد النكاح». وأضاف أن «المحكمة الشرعية تشهد وقائع جهاد نكاح بصفة مستمرة، وأن هناك شخصًا يسمى حسام المصرى يشرف على تلك العمليات، ويمارس الجنس مع الفتيات اللاتى يتم اختطافهن». والمتهم الثانى هو محمد حسن، تشادى الجنسية، يبلغ من العمر 22 عامًا، كان يعمل فى مختبر تحليل بمنطقة «البيضة»، ويقول إنه انضم إلى «داعش» منذ عام عن طريق أحد أعضاء التنظيم ويدعى «إبراهيم الحسناوى»، وهو تشادى الجنسية أيضا، وقال: «إن عناصر التنظيم اغتصبوه بالقوة وصوروه وهددوه بفضحه إن لم ينضم إليهم». ويشير حسن إلى أنه «عرف أن هناك الكثير من الشباب تم تصويرهم إما مع فتيات أو وهم يُغتصبون، وتم تهديدهم بافتضاح أمرهم، إذا لم ينضموا للتنظيم»، موضحا أن هناك 3 سوريين وتشاديًا آخر يدعى زكريا المهدى شاركوهم فى عمليات القتل. والمتهم الثالث هو سمير سويدية، جزائرى سافر إلى فرنسا، ومنها إلى تونس ثم ليبيا عبر معبر رأس جدير، ومكث أسبوع فى مدينة طرابلس الليبية، وتم تدريبه بزعم تأهيله إلى السفر لسوريا لقتال الكفار، وحاول الدخول إلى مصر، لكنه فشل وأثناء عودته إلى مدينة «درنة» قبض عليه الجيش الليبى. ويسرد سويدية، البالغ من العمر 34 عامًا، تفاصيل رحلته من الجزائر إلى ليبيا ومحاولة دخوله مصر فيقول: إنه من مواليد الجزائر، لم يكمل تعليمه وتوقف عند المرحلة الثانوية، ثم سافر إلى فرنسا وعمل بإصلاح الدوائر الكهربائية للسيارات، وقدم من فرنسا إلى الجزائر ثم تونس، دون تأشيرة ومر عبر معبر رأس جدير، حتى وصل إلى مدينة طرابلس، وأنه كان يريد أن يأتى إلى مصر لتعلم اللغة العربية ويسافر إلى سوريا. وأضاف أنه عندما فشل فى دخول الحدود المصرية قرر العودة إلى درنة، ودفع 200 دينار حتى يصل إليها لكن قبض عليه فى طبرق، وبعد ذلك تمكن من الهرب من السجن، مشيرًا إلى أنه ظل يسير نحو يومين على قدميه حتى يصل إلى درنة، لكنه قبض عليه مرة أخرى قبل الوصول إليها، على بعد عدة كيلو مترات. وعن رغبته فى الذهاب إلى سوريا قال سويدية إنهم أقنعوه أن سوريا أرض جهاد لقتال الشيعة، الذين يقتلون السُنة، وأن بشار الأسد وأعوانه من الشيعة ليسوا بمسلمين، و«هذا أمر أجمع عليه كل العلماء الذين التقيت بهم، فقد أكدوا أن الشيعة مثل اليهود، يجب قتلهم». الحالة الأخيرة، هو أحمد محمد أحمد الجالى، عمره 25 سنة، من أصول سودانية، قبض عليه عناصر الجيش الوطنى الليبى وهو على مشارف مدينة درنة. يقول الجالى، إنه سودانى الأصل، ولد فى 1990 بشارع البحر فى درنة، وأنه لم يتعلم، وقبض عليه لأنه «داعشى» وكان أحد منفذى عملية «المحكمة الشرعية فى درنة». ويضيف أنه «كان يتلقى الأوامر من مراد السبع، أحد قادة الميليشيات الداعشية فى درنة، ومن قيادى آخر اسمه سراج غفير»، موضحًا أنه شارك فى إحدى عمليات القتل، رغما عنه. وقال إنه تم تجنيده عن طريق أحد الأصدقاء الذى طالبه كثيرًا بالانضمام إلى عناصر الدولة والتقرب إلى الله والتوبة والجهاد فى سبيله، وأنه تعرض للإغراء بالعمل كموظف فى المحكمة الشرعية، وأنها وظيفة مهمة جدًا، فاستجاب إليها. وأضاف أنه عمل حارسًا على بوابة المحكمة، وكان شاهد عيان على الكثير من الوقائع، وشاهد الكثير من الشخصيات من مختلف الجنسيات داخل المحكمة، منهم مصريون وأفارقة وتوانسة وسعوديون، إلا أنه لم يكن يعرف أسماءهم، مؤكدًا أن المحكمة كانت تتولى إقامة حدود الله من جلد وقطع للأيدى وذبح، وغيرها من الأحكام الشرعية. ويؤكد أنه شارك فى الكثير من عمليات القتل تنفيذًا لأوامر «الوالى اليمينى»، الذى يحكم درنة، وخص بالذكر العملية التى نفذها هو وعدد من إخوانه، ومنهم محمود الخضرى، فلسطينى الجنسية، ومحمد الكورى، تشادى، ومحمد حافظ سودانى، وهى العملية التى اغتالوا فيها 8 مرضى وسرقوهم أثناء قدومهم إلى مصر لتلقى العلاج. وأضاف أنهم أحضروا هؤلاء المرضى فى سيارة، وقتلوهم بالرصاص فى مزرعة سراج الخفير. وخلال التحقيق يقول الجالى «إنه أصبح نادمًا لأنه لم يستفد شيئًا، وأن القيادات هى التى حصلت على الأموال وكل شىء»، طالبًا من والديه أن يسامحاه على ما فعله.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الفيديوهات تم الحصول عليها بموجب الموافقة من القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية لنشرها، وبالتنسيق مع خليفة العبيدى، الذى يقدم ذات التفاصيل على قناة «وطن الكرامة» الليبية.