*«علام» رفض مصافحة «جمعة» فى احتفال المولد النبوى واتصل به ليعنفه على مقترح قانون تنظيم الفتوى كشف مصدر قريب الصلة بالدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، عن تفاصيل حرب تكسير العظام التى تدور رحاها بين المفتى ومحمد مختار جمعة وزير الأوقاف، بعد أن كانت تجمعهما فى السابق علاقة صداقة قوية. وقال المصدر إن المفتى أجرى أتصالًا هاتفيًا بوزير الأوقاف، أبلغه خلاله باستيائه الشديد من تدخله المستمر فى اختصاصات دار الإفتاء، واتهم الوزير خلال المكالمة بأنه يحب «الشو الإعلامى» أكثر من العمل الدعوى، وتطرق إلى تصريحاته فى إحدى اللقاءات الفضائية بضرورة إعداد تصور لقانون ينظم شئون الفتوى لحماية هذا العلم من غير المتخصصين، على أن يتم عرضه على هيئة كبار العلماء، وهو التصريح الذى اعتبره المفتى تعديًا سافرًا على اختصاصات دار الإفتاء، وأبلغ وزير الأوقاف أنه كان يجب عليه قبل الإعلان عن هذا المقترح الغير قانونى أو دستورى أن يناقش الأمر مع معه. وأشار المصدر إلى أن المفتى لم يكتف بتعنيف وزير الأوقاف فى المكالمة، بل أصدر بيانًا يوضح فيه أن الدار ليست الجهة المعنية بإصدار القوانين الخاصة بتنظيم عملية الإفتاء، لأن هذا الأمر يندرج تحت اختصاصات مجلس الشعب القادم، و«الإفتاء» تقوم بدورها فيما يخص بيان الأحكام الشرعية الصحيحة، كما أن الدار قامت بتدشين مرصد التكفير والفتاوى الشاذة، للرد عليها، والتحذير من خطرها، منوهًا إلى أن الدور الريادى للدار نشأ من مرجعيتها العلمية ومنهجيتها الوسطية فى فهم الأحكام الشرعية المستمدة من الفقه المتوارث على نحو من التوافق بين الرؤية الشرعية وحاجة المجتمع، لجعل العملية الإفتائية منضبطة ولا يشوبها الفوضى أو التخبط. وأكد المصدر أن الوزير كرر الحديث عن قانون تنظيم الفتوى، عقب مكالمة المفتى والبيان الذى أصدره، فقرر المفتى أن يشكوه إلى الإمام الأكبر، الذى تربطه به علاقة صداقة قوية، ويتردد يوميًا على مكتبه نظرًا لقرب الدار من المشيخة، وأوضح المصدر أن شيخ الأزهر أبدى غضبًا شديدًا من وزير الأوقاف وأفعاله، لذلك قام باختيار المفتى فى التشكيل الجديد للمكتب الفنى للمشيخة بدلاً من وزير الأوقاف، وهى سابقة جديدة، حيث لم يحدث من قبل أن فى تاريخ الأزهر الشريف يتم اختيار مفتى الجمهورية ليكون مستشارًا لشيخ الأزهر. ولفت المصدر إلى أن الأمر الذى يؤكد انقطاع العلاقات بين المفتى والوزير فى الفترة الأخيرة، هو إعلان المؤسستان عقد مؤتمر صحفى للشيخ عبداللطيف دريان مفتى لبنان، فى وقت واحد، وفى مكانين مختلفين، وهو ما لفت الأنظار لغياب التنسيق الإعلامى بين الإفتاء ووزارة الأوقاف.
وكشف المصدر عن واقعة أخرى تؤكد الخالف بين الأفتاء والأوقاف، والتى تخص رفض المفتى مصافحة الوزير خلال الاحتفال بالمولد النبوى الشريف الذى حضره الرئيس عبدالفتاح السيسى الشهر الماضى، كما أن المفتى رفض التعاون مع وزارة الأوقاف من أجل تجديد الخطاب الدينى وفقًا للدعوة التى أطلقها «السيسى» وكان من المقرر أن يترأس المفتى لجنة علمية تضم عددًا من علماء الأوقاف والإفتاء والأزهر لدراسة فقه المستجدات والقضايا المعاصرة، لكن المفتى اكتفى بالتعاون مع الأزهر الشريف فى تنفيذ ثورة التصحيح وتجديد الخطاب الدينى، ووضعت الإفتاء خطة للعمل على نشر الدعوة الإسلامية وتجديد الخطاب الدينى فى إطار وضع الفتوى على رأس أولوياتها، بالإضافة إلى مواجهة الأفكار المتطرفة والرد عليها بمنهجية منضبطة، وبدأت الدار فى التواصل مع العالم الخارجى لتصحيح صورة الإسلام، وإعداد كوادر شابة لنشر المنهج الصحيح، وتم إصدار كتاب موجه لفئة الشباب لنشر الوعى الإفتائى الصحيح ونبذ الأفكار المتطرفة.