*التنظيم الدولى يسلمه ملفات نائب المرشد ويطلب تفويضه للتواصل مع الإدارة الأمريكية لإنقاذ الجماعة كانت السلطة هى الحلم الذى يراود الإخوان طوال 80 عامًا مضت على تدشين الجماعة، وسعت خلالها لتشكيل تنظيم دولى يضمن لها الاحتفاظ بهذا الحلم فى حال تحقيقه، وجاءت ثورة 25 يناير 2011 لتكون الكوبرى الذى تعبره الجماعة للوصول إلى حلمها، لكنه تحول إلى كابوس.. فى أقل من عام واحد، ورغم قصر هذه المدة، إلا أنها كانت كافية لعقد صفقات داخلية وخارجية تمنح الجماعة القدرة على البقاء فى المشهد السياسى لسنوات طويلة، وكان «عبدالموجود الدرديرى» واحدًا من أبرز صانعى هذه الصفقات. عبدالموجود الدرديرى، هو من تصدر مسيرات الإخوان فى الولاياتالمتحدةالأمريكية ضد مصر، وهو من ينسج علاقات الجماعة بالمنظمات اليهودية.. ويتردد أنه زار «تل أبيب» خلال حكم الرئيس المعزول «مرسى»، وهو تلميذ جمعة أمين نائب المرشد الذى توفى فى لندن مطلع الأسبوع الماضى، وهو من قررت مجموعة التنظيم الخاص الدفع به لخلافته. أصبح «الدرديرى» هو منسق الجماعة لدى المنظمات الغربية والمسئول عن إجراء المقابلات مع الصحف الأجنبية، وإدارة ملف العلاقات الخارجية للتنظيم الدولى، وكلها مهام كانت من نصيب نائب المرشد الراحل، الرجل الذى رشحه لدخول مجموعة التنظيم الخاص.. مثلما رشحه ليخوض الانتخابات البرلمانية 2011 ليفوز بمقعد برلمانى عن دائرة مسقط رأسه بمحافظة أسيوط. نجح «الدرديرى» فى تنفيذ المهام التى كلفته بها الجماعة، مثلما نجح فى الهروب خارج الوطن عقب أحداث فض اعتصام رابعة العدوية، سافر إلى تركيا ومنها إلى العاصمة الأمريكية«واشنطن» حيث تجمعه علاقات صداقة قوية مع عدد من أعضاء الكونجرس الامريكى، اكتسبها من مهام عمله كمتحدث باسم لجنة العلاقات الخارجية لحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان. بدأت علاقته بجماعة الإخوان المسلمين أثناء دراسته بجامعة جنوب الوادى، والتى تخرج منها فى قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب عام 1981 ثم ساعده التنظيم فى الحصول على منحة دراسية بالولاياتالمتحدة، وحصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة بيتسبرك، ثم ترك العمل الجامعى بتكليف من التنظيم ليشغل منصب رئيس المركز الثقافى الإسلامى بمدينة بيتسبرك من عام 1995 إلى عام 2000، ثم أصبح منسقًا لبرنامج «سوليا» لحوار الحضارات بين العرب والأمريكان عام 2007 وتنقل بعدها بين عدد من الجامعات داخل الولاياتالمتحدة.. ليكتسب الصداقات وينشر منهج الإخوان داخل عقول بعض طلابه الذين تأثروا بأسلوبه، فأسند له التنظيم وظيفة تم استحداثها من أجله.. وهى مسئول الدعوة بالتنظيم الدولى فى أوروبا والولاياتالمتحدةالأمريكية.. وتكفل التنظيم بنفقات رحلاته، أسس شركة للبرمجيات بولاية بنسلفانيا بأموال خيرت الشاطر.. وكانت بداية التعامل المباشر بينهما، لكن سرعان ما تم إغلاق الشركة عقب فضيحة جنسية تورط فيها «الدرديرى»، ووفقًا لمعلومات الدكتور سيد مليجى عضو مجلس شورى الجماعة المنشق فإن «الدرديرى» كان وسيلة التنظيم الوحيدة للتواصل مع إدارة الرئيس الأمريكى «باراك اوباما»، وكان صاحب تأثير على مستشارى الرئيس الأمريكى.
جسر العلاقات الصهيونية كان «الدرديرى» هو همزة الوصل بين التنظيم الدولى للإخوان والمنظمات اليهودية.. وأبرزها منظمة الصوت اليهودى التى عمل لديها مستشارًا، واستخدمها فى دعم مظاهرات الجماعة بواشنطن، مثلما استعان أيضًا بمنظمة الشرق الممولة من الكيان الصهيونى.. والتى تورط معها فى قضية تسريب صور إباحية لأطفال فى ولاية بنسلفانيا، وذكرت مواقع إخبارية غربية، أنه كان يخطط لاستخدام هذه الصور فى ابتزاز مسئولى البيت الأبيض، لكن علاقته بالمنظمات اليهودية مكنته من إسقاط التهم عنه، وغادر الولاياتالمتحدةالأمريكية ليصبح عضوًا بالبرلمان المصرى. وفى هذا السياق أكد محمد الشريف المنشق عن التنظيم، وأحد المقربين من «الدرديرى» أنه كان حمامة السلام بين الجماعة والكيان الصهيونى، وزار الأراضى المحتلة خلال حكم الإخوان، وتناثرت أنباء عن دخوله ل«تل أبيب» ليلتقى أعضاء الكنيست الإسرائيلى، ولم تكن هذه المرة الأولى التى يلتقيهم.. فقد سبق وقابل بعضهم فى «بروكسل» أثناء لقائه بمفوضية العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبى «بيار فيمون» حين أرسله التنظيم الدولى ضمن وفد إخوانى يضم قيادات من تركيا والمغرب ولبنان. ومن جانب آخر كشف مصدر قريب الصلة بجماعة الإخوان أن التنظيم الدولى طلب تفويض «الدرديرى» للتواصل مع الإدارة الأمريكية.. التى سبق وتواصل معها فى السابق، للاتفاق على أربع نقاط رئيسية.. وهى: دعم إدارة «أوباما» لتأسيس اتحاد عربى يضم إسرائيل.. مقابل تنفيذ ثلاثة مطالب تنص على.. الاعتراف بأن ما حدث فى مصر انقلاب عسكرى، والاعتراف بدستور 2012، والضغط من أجل الإفراج عن كل المحبوسين من قيادات جماعة الإخوان فى السجون المصرية.