*«الإخوان» تدير اتحاد المنظمات الإسلامية الأكثر نفوذًا داخل فرنسا بعد الهجوم الإرهابى على صحيفة شارلى إبدو الفرنسية لاح على السطح الحديث عن التنظيمات الإرهابية وعلاقتها بالمسلمين فى أوروبا.. «الصباح» تفتح ملف الإرهاب فى فرنسا، للكشف عن التنظيمات التى تنتشر فى واحدة من أكثر دول الاتحاد الأوروبى انفتاحًا على الثقافات الأخرى، والأكثر استقبالا للمهاجرين، خاصة من أبناء شمال إفريقيا، ويقول الكاتب الصحفى، محمد السباعى، مراسل صحيفة «لو جورنال دو ديمانش» الفرنسية فى القاهرة، إن «الصحف الفرنسية توقعت خلال الأشهر الماضية، شن هجمات إرهابية من جانب بعض المتشددين، الذين يحملون أفكار تنظيم داعش الإرهابى، وأشارت بعضها إلى أن هذه الهجمات ستكون بفكر وتخطيط الذئاب المنفردة، وهم مجموعات متطرفة تحمل أفكار داعش، رغم عدم التواصل مع التنظيم، إلا أنها تحمل الأيديولوجية نفسها، وتنفذ أعمالا فردية، مؤثرة ودامية للغاية». وأضاف السباعى أنه تحدث مع مفكرين وأمنيين فرنسيين، أكدوا له أن الحركات أو التنظيمات التى تمثل خطورة على فرنسا، هى مجموعات مسلمة تسكن الضواحى الفرنسية، وتمثل «قنابل موقوتة»، لأنها مهمشة وفقيرة، وتعانى من أزمة بطالة طاحنة، تجعلها أكثر سخطًا على المجتمع، ما ظهر فى أعمال العنف التى شهدتها الضواحى، من أعمال عنف وتخريب عام 2011، وردت السلطات الفرنسية وقتها بالتهديد بالسجن أو النفى. وظهر خلال الفترة الأخيرة الكثير من الجمعيات والشخصيات ذات الأفكار المتطرفة داخل المجتمع الفرنسى، أبرزها الإخوانى الفرنسى حسان أكيوسين، وهو من الشخصيات الأكثر إثارة للجدل، بسبب خطبه التى تباع فى الأسواق على أقراص مدمجة، ويتبنى فيها عدة آراء أحدثت ضجة فى باريس، على رأسها تحريم الإجهاض، ومخالطة غير المسلمين، والدردشة عبر مواقع الإنترنت، كما أن له خطبة معادية لإسرائيل، ما جعل أنصارها فى فرنسا يطالبون بسحبها من المكتبات والأسواق، باعتبارها معادية للسامية. ويمتلك تنظيم «الإخوان» الإرهابى عددًا من المؤسسات المرتبطة بها فى فرنسا والتى تحوم حولها الكثير من علامات الاستفهام، حول نشرها أفكارًا متطرفة، أو على الأقل حول كونها معملا سريا لتفريخ الإرهابيين فى المستقبل، ومن بين تلك المؤسسات اتحاد المنظمات الإسلامية فى فرنسا، الذى كان يخضع فى البداية لإدارة نشطاء تونسيين، ينتمون لحزب النهضة الإسلامى، إلا أنه يدار الآن من جانب فرنسيين من أصول مغربية وتونسية. ورغم أن الاتحاد دأب على نفى صلته بجماعة الإخوان، إلا أن مطبوعاته الدورية باللغة الفرنسية تؤكد العكس، فمعظمها خاصة بكتب حسن البنا، وسيد قطب، ويوسف القرضاوى، وأبو الأعلى المودودى، المفكر الباكستانى، الذى ناضل لتأسيس دولة إسلامية فى شبه القارة الهندية، والجدير بالذكر أن أغلب أعضاء الاتحاد من الفرنسيين المسلمين، والبقية من الجاليات العربية والآسيوية، ما يمنحه ثقلا سياسيًا ومجتمعيًا داخل فرنسا، يجعله أبرز المهددين فى حال وصول مارى لوبان إلى الحكم، وتغيير السياسية الفرنسية تجاه المهاجرين. وتكشف دراسة لمكتب الشرطة الأوروبية «يوروبول» حول الإرهاب فى الاتحاد الأوروبى، عن بطلان الادعاء السائد على نطاق واسع فى الغرب، بأن الإرهاب مرتبط بالإسلام، وأن جميع المسلمين إرهابيون، موضحة أن 99.6 فىالمائة من المتورطين فى أعمال إرهابية داخل أوروبا، كانوا من جماعات يسارية، أو انفصالية متطرفة. وأوضحت الدراسة أن 6 دول أوروبية تعرضت ل294 عملية إرهابية، ما بين ناجحة أو فاشلة، فيما سجلت بريطانيا وحدها 124 هجمة إرهابية أخرى فى أيرلندا الشمالية، مشيرة إلى أن 13 دولة أوروبية ألقت القبض على 587 شخصًا فى عام واحد، للاشتباه فى انتمائهم إلى جماعات إرهابية، أو التخطيط والترويج والتمويل لعمليات تخريبية. وأضافت أن أغلبية المعتقلين المشتبه فى انتمائهم لجماعات إسلامية متطرفة، تم القبض عليهم للاشتباه فى تمويل عمليات إرهابية، لافتة إلى أن النساء مثلن نسبة 15 فى المائة من إجمالى المقبوض عليهم فى عام 2009، بانخفاض بنسبة 15 فى المائة عن عام 2008، وبنسبة 10 فى المائة عن عام 2007، كما تبين أن أغلبية النساء اللاتى اعتقلن إلى جماعات انفصالية وليست إسلامية، وأفادت بأن «أغلبية الأحكام التى أصدرتها المحاكم الأوروبية فى قضايا الإرهاب خلال عام 2009 كانت ضد انفصاليين، عكس عام 2008، الذى تصدرته أحكام ضد إسلاميين متطرفين». وتناولت الدراسة مصادر تمويل الجماعات الإرهابية فى أوروبا، مشيرة إلى أن جميع المنظمات المتورطة فى تلك الأنشطة، تحتاج إلى دعم وتمويل، لتحافظ على هيكلها ونشاطها، وتذهب هذه الموارد فى النفقات والأجور والتدريب، وإنشاء المواقع الإلكترونية، وغيرها من الأمور التى تستهلك معظم الموارد، مقارنة بكلفة العمليات الإرهابية نفسها، التى لا تستهلك مبالغ كبيرة، موضح «بالإضافة إلى الأنشطة غير الشرعية، مثل تجارة المخدرات، والخطف والتزوير، تعتمد تلك المنظمات على أعمال تبدو فى ظاهرها شرعية، مثل الجمعيات الخيرية، وأثبتت الدراسات الحديثة أن النساء هن الأكثر تورطًا فى إساءة استخدام الإعانات التى يحصلن عليها من الجمعيات الخيرية، ويحولنها من أوروبا إلى المناطق التى تنشط فيها الجماعات الإرهابية».