وزير التعليم: إجراءات لضمان تأمين وسرية أوراق امتحانات الشهادة الاعدادية باستخدام «الباركود»    بالتعاون مع فرقة مشروع ميم.. جسور يعرض مسرحية ارتجالية بعنوان "نُص نَص"    خطة لحوكمة منظومة التصالح على مخالفات البناء لمنع التلاعب    فوز أحمد فاضل بمقعد نقيب أطباء الأسنان بكفر الشيخ    «صباح الخير يا مصر» يعرض تقريرا عن مشروعات الإسكان في سيناء.. فيديو    رئيس جامعة جنوب الوادي: لا خسائر بالجامعة جراء سوء الأحوال الجوية    «عز يسجل انخفاضًا جديدًا».. أسعار الحديد والأسمنت اليوم في الأسواق (آخر تحديث)    تمهيد وتسوية طرق قرية برخيل بسوهاج    خبير بترول دولي: الغاز ليس أهم مصادر الوقود والنفط ما زال يتربع على العرش    الشرطة الأمريكية تفض اعتصام للطلاب وتعتقل أكثر من 100 بجامعة «نورث إيسترن»    برقم العداد.. كيفية الاستعلام عن فاتورة استهلاك كهرباء أبريل 2024    محلل سياسي: الاحتجاجات الطلابية بالجامعات أدت إلى تغير السياسات الأمريكية (فيديو)    وسائل إعلام: شهداء ومصابون في غارة للاحتلال على مدينة رفح الفلسطينية    محلل سياسي يوضح تأثير الاحتجاجات الطلابية المنددة بالعدوان على غزة    بايدن: لن أرتاح حتى تعيد حماس الرهائن لعائلاتهم    التحالف الوطني للعمل الأهلي.. جهود كبيرة لن ينساها التاريخ من أجل تدفق المساعدات إلى غزة    الإمارات تستقبل دفعة جديدة من الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان.. صور    «كلوب السبب».. ميدو يُعلق عبر «المصري اليوم» على مشادة محمد صلاح ومدرب ليفربول    وزير الرياضة يشهد مراسم قرعة نهائيات دوري مراكز الشباب النسخة العاشرة    بيريرا ينفي رفع قضية ضد محمود عاشور في المحكمة الرياضية    الرئيس التنفيذي للجونة: قدمنا بطولة عالمية تليق بمكانة مصر.. وحريصون على الاستمرار    «الداخلية» توضح حقيقة قصة الطفل يوسف العائد من الموت: مشاجرة لخلافات المصاهرة    "اكسترا نيوز" تعرض نصائح للأسرة حول استخدام ابنائهم للانترنت    أمن أسيوط يفرض كرودا أمنيا بقرية منشأة خشبة بالقوصية لضبط متهم قتل 4 أشخاص    بعد تصدرها التريند.. رسالة مها الصغير التي تسببت في طلقها    "اعرف الآن".. لماذا يكون شم النسيم يوم الإثنين؟    «تربيعة» سلوى محمد على ب«ماستر كلاس» في مهرجان الإسكندرية تُثير الجدل (تفاصيل)    تطوان ال29 لسينما البحر المتوسط يفتتح دورته بحضور إيليا سليمان    أصالة تحيي حفلا غنائيًا في أبو ظبي.. الليلة    "بيت الزكاة والصدقات" يستقبل تبرعات أردنية ب 12 شاحنة عملاقة ل "أغيثوا غزة"    الكشف على 1670 حالة ضمن قافلة طبية لجامعة الزقازيق بقرية نبتيت    بالأرقام.. طفرات وإنجازات غير مسبوقة بالقطاع الصحي في عهد الرئيس السيسي    انطلاق معرض وتريكس للبنية التحتية ومعالجة المياه بمشاركة 400 شركة غدًا    «تملي معاك» أفضل أغنية عربية في القرن ال21 بعد 24 عامًا من طرحها (تفاصيل)    الزمالك يفاوض ثنائي جنوب أفريقيا رغم إيقاف القيد    حكم واجبية الحج للمسلمين القادرين ومسألة الحج للمتوفين    بالصور| "خليه يعفن".. غلق سوق أسماك بورفؤاد ببورسعيد بنسبة 100%    النقض: إعدام شخصين والمؤبد ل4 آخرين بقضية «اللجان النوعية في المنوفية»    أهمية وفضل حسن الخلق في الإسلام: تعاليم وأنواع    قائمة باريس سان جيرمان لمباراة لوهافر بالدوري الفرنسي    علي الطيب يكشف تفاصيل دوره في مسلسل «مليحة»| فيديو    الصحة: فرق الحوكمة نفذت 346 مرور على مراكز الرعاية الأولية لمتابعة صرف الألبان وتفعيل الملف العائلي    الدلتا للسكر تناشد المزارعين بعدم حصاد البنجر دون إخطارها    سياحة أسوان: استقرار الملاحة النيلية وبرامج الزيارات بعد العاصفة الحمراء | خاص    استمرار حبس عاطلين وسيدة لحيازتهم 6 كيلو من مخدر البودر في بولاق الدكرور    خبيرة: يوم رائع لمواليد الأبراج النارية    حصيلة تجارة أثار وعُملة.. إحباط محاولة غسل 35 مليون جنيه    8 معلومات عن مجلدات المفاهيم لطلاب الثانوية العامة 2024    «السياحة»: زيادة رحلات الطيران الوافدة ومد برنامج التحفيز حتى 29 أكتوبر    متصلة تشكو من زوجها بسبب الكتب الخارجية.. وداعية يرد    أبو الغيط: الإبادة في غزة ألقت عبئًا ثقيلًا على أوضاع العمال هناك    السيسي يتفقد الأكاديمية العسكرية بالعاصمة الإدارية ويجري حوارًا مع الطلبة (صور)    مستشار الرئيس الفلسطيني: عواقب اجتياح رفح الفلسطينية ستكون كارثية    هل يوجد تعارض بين تناول التطعيم وارتفاع حرارة الجسم للأطفال؟ هيئة الدواء تجيب    أفضل دعاء تبدأ وتختم به يومك.. واظب عليه    وزير الخارجية يتوجه إلى الرياض للمشاركة في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي    إشادة دولية بتجربة مصر في مجال التغطية الصحية الشاملة    "كنت ببعتله تحياتي".. كولر يكشف سر الورقة التي أعطاها ل رامي ربيعة أثناء مباراة مازيمبي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بالأسماء والتفاصيل.. شبكة تحالفات الإخوان «السرية» فى أوروبا
نشر في روزاليوسف الأسبوعية يوم 29 - 09 - 2012

كان الوضع في ألمانيا علي وجه الخصوص يفصح عن أن الإخوان المسلمين قد أحرزوا نفوذاً مهماً وقبولاً سياسياً، أكثر من أي مكان آخر في أوروبا، وأن التنظيمات الإسلامية في البلدان الأوروبية الأخري تقتدي الآن بشكل واع بنموذج نظيراتها الألمانيةختلفنا أو اتفقنا مع فكر الجماعة - بحسب الكاتب الأمريكي «لورانزوفيديانو»- مثير للإعجاب والدهشة.. فهم استطاعوا الوصول إلي مكانة مميزة لم يستطيعوا الوصول إليها في بلادهم الأصلية تحديدا قبل الربيع العربي... وضع الإخوان في أوروبا سواء ا فبخلاف القدرة التنظيمية المدهشة وسرعة الانتشار والتواجد بين طوائف الشعب المختلفة.. فهم الآن أصبحوا جزءا رئيسيا من المعادلة السياسية في الدول المختلفة!
ووفقا للورانزو في كتابة «الأخوان الجد في الغرب» فإن الجماعة تواجدت في أوروبا منذ بداية الخمسينيات، وبدأت في بعض الدول الغربية كبريطانيا تتشكل بصورة منظمة في بداية عام1963 م، وقد تشكلت الحركة في أكثر الأقطار الأوروبية علي أيدي بعض الطلاب الوافدين من أبناء حركة الإخوان المهاجرين الذين فروا من ظلم بعض الأنظمة، خاصة في فترة صراع «الإخوان المسلمين» مع جمال عبدالناصر في مصر. وانتقلت الحركة إلي أوروبا مع هؤلاء وقد كان مؤتمر ألمانيا في 1985 الذي عُقد لمناقشة توطين الإسلام والمسلمين في أوروبا نقلة نوعية في تاريخ العمل الإسلامي بالجملة، وحركة «الإخوان» علي وجه الخصوص. ويعتبر «سعيد رمضان» - سكرتير حسن البنا وزوج ابنته - هو أحد الرواد الأوائل للإخوان المسلمين في ألمانيا علي وجه الخصوص ثم في أوروبا بوجه عام، حيث رحل إلي جنيف في عام 1958 ومارس نشاطه في نشر الفكر الإسلامي هناك وكان هو الإرهاصة الأولي لجماعة الإخوان في أوروبا.

للإخوان في أوروبا الآن كيان كبير يجمع تحت لوائه عددا أكبر من المنظمات والاتحادات الإسلامية في شتي بقاع القارة الباردة وهو اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا وهو هيئة إسلامية أوروبية جامعة تشكل إطاراً موحداً للمنظمات والمؤسسات والجمعيات الإسلامية الأوروبية الأعضاء فيه ويضم الاتحاد اليوم هيئات ومؤسسات ومراكز في 30 بلداً أوروبياً. وهو الجناح الأوروبي لتيار «الإخوان المسلمين» العالمي وتأسس عام 1989 ويضم الاتحاد عضوية مؤسسات إسلامية علي مستوي «أوروبا»، وله هيئة عمومية، ومجلس شوري، ومكتب تنفيذي. ويمتلك برنامجاً وخطة لمدة 20سنة قادمة. وللاتحاد علاقات رسمية واضحة وقوية مع الأجهزة الرسمية الأوروبية علي رأسها الاتحاد الأوروبي. يضم الاتحاد أعضاء من العرب والأجانب وهؤلاء يمثلون ما لا يقل عن 1000 جمعية ومركز ومؤسسة تعمل في مختلف مجالات العمل الشبابية والنسائية والطفولية، والاتحاد لا يمثل كل المسلمين في أوروبا، وإنما هو أكبر منظمة إسلامية هناك لها انتشار أفقي وتغطي معظم الدول الأوروبية ويضم في عضويته اتحادات،متواجدة في 30 دولة من أوروبا الشرقية إلي الغربية.

ساهم اتحاد المنظمات الإسلامية في تكوين روابط وهيئات ومؤسسات ومراكز إسلامية منتشرة في كل أوروبا، ومن المؤسسات التابعة له: المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث والمنتدي الأوروبي للمرأة المسلمة ومنتدي الشباب المسلم الأوروبي ويضم في عضويته اتحادات الشباب الموجودة في مختلف دول أوروبا، اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، الرابطة الإسلامية في بريطانيا، اتحاد الجاليات والمنظمات الإسلامية بإيطاليا، المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث.


في ألمانيا يوجد العديد من المنظمات الاسلامية وعلي رأسها أربع منظمات هي جزء من جماعة الاخوان المسلمين. الأولي هي الجمعية الإسلامية أو التجمع الإسلامي كما يطلق عليه البعض والذي أسسه سعيد رمضان عام 1958 وخلف «سعيد رمضان» في رئاسة الجمعية (فازل يازداني) الباكستاني حتي تولية غالب همت من عام 1973 - 2002، سوري الجنسية - أحد مؤسسي بنك التقوي مع يوسف ندا. ثم تولي مكانه القيادي الإخواني إبراهيم الزيات الذي تعرض للمحاكمة العسكرية الاستثنائية في 2006 وحكم عليه بعشر سنوات سجنا في 2008 وهو خارج مصر ويعتبر الزيات الرجل الأول للإخوان وللتجمعات الإسلامية في ألمانيا. ويعتبر التجمع الإسلامي أحد أهم ممثلي تيار الإخوان المسلمين في ألمانيا، أما المنظمة الثانية فهي المركز الإسلامي الذي أشرف علي بنائه أيضا سعيد رمضان عام 1960 وهو مركز مهيب مقره مدينة ميونخ ويعتبر مقر جماعة الإخوان في ألمانيا والفرع الرئيسي للجماعة هناك ويعتبر الملك فهد ملك السعودية الراحل أحد أهم ممولي المركز بعد تبرعه بمبلغ 80000 مارك بحسب ما ورد بمقال بجريدة «Sueddeutsche Zeitung» الألمانية في عام 1967 وينشر دوريا مجلة «الإسلام» وهي المنشور الذي أثار جدلا بين العلمانيين الألمان، وسبق أن تولي المرشد العام السابق لجماعة الإخوان محمد مهدي عاكف رئاسة المركز، نهاية السبعينيات وحتي منتصف الثمانينيات.

والمركز الإسلامي كان يديره هاني رمضان ابن سعيد رمضان، أما المجلس المركزي للمسلمين بألمانيا فتم تأسيسه عام 1994، ويعد أحد أهم شركاء الحوار في السياسة، ويتكون غالبية أعضائه من مسلمي دول شمال أفريقيا والشرق الأقصي والأوسط، ويضم نحو 19 ناديا تابعا له، ويتراوح عدد أعضائه بين 15 و20 ألف شخص، ووفق بعض المعلومات الخاصة يبلغ عدد أعضائه غير الرسميين نحو 800 ألف مسلم موزعين بين قرابة 500 مسجد. ويعد المجلس امتدادا جديدا لجماعة الإخوان المسلمين في ألمانيا بعد التجمع الإسلامي، وهو ما يسبب له بعض المشاكل الأمنية مع السلطات الألمانية. أما المجلس الإسلامي فتقع مقراته في «أخن» وهو تابع للفرع السوري من الإخوان المسلمين، وقام عصام العطار بتأسيس المجلس الإسلامي عام 1989 والعطار داعية إسلامي سوري، والمراقب العام الأسبق لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا، والإخوان السوريون في آخن تقيم علاقات وثيقة مع نظيرتها المصرية، فعلي سبيل المثال تزوج ابن العطار من ابنة رجل الأعمال الإخواني الشهير يوسف ندا.



في بريطانيا كان للإخوان تواجد كبير منذ عشرات السنين ولكن لم تكن لهم منظمة أو كيان يجمعهم تحت راية واحدة حتي نجحت الجماعة فيتأسيس كيانها الخاص هناك.. ورغم حداثته فإنه أصبح أحد الأطراف المؤثرة في أرض الإنجليز،إذ تعد الرابطة الإسلامية في بريطانيا «MBA» الممثل الأول لجماعة الإخوان هناك وتم إنشاؤها عام 1997 علي يد د. كمال الهلباوي القيادي الإخواني المنشق عن الجماعة حاليا والذي شغل موقع المتحدث الرسمي باسم الجماعة في الغرب.

وكان للرابطة دور سياسي مهم داخل بريطانيا حيث انضمت إلي تحالف وقف الحرب عام 2002 وحملة «نزع السلاح النووي» وشاركت الرابطة في تقديم مختلف التظاهرات المناهضة لغزو واحتلال العراق..ويعتبر أول تحالف بينهما عندما وافق التحالف علي ضم تظاهرة قامت الرابطة بتنظيمها للاحتفال بالذكري السنوية الثانية لاندلاع الانتفاضة الفلسطينية مع مظاهرة تحالف وقف الحرب (STWC) التي خططت لها ضد حرب العراق وقت الجلسة الافتتاحية لحزب العمال وقامت التظاهرة تحت شعارات ثنائية «لا تهاجم العراق والحرية لفلسطين». هذه التظاهرة كانت بمثابة نقطة التحول لإخوان بريطانيا، حيث قفزت بهم إلي مرتبة متقدمة في تصنيف التيارات السياسية المهمة هناك.

فالتظاهرة كانت ضخمة وتدفق إلي الشارع عشرات الآلاف من مسلمي بريطانيا، بالإضافة إلي قدرة تنظيمية فائقة وصدي إعلامي وسياسي كان له تأثير قوي يؤكد أننا أمام لوبي إسلامي سياسي يظهر علي الساحة.. وما يؤكد ذلك أيضا اشتراك شخصيات بريطانية سياسية لها ثقلها في المظاهرات جنبا إلي جنب مع مسلمي بريطانيا، بل إلقاء كلمات علي الجماهير المحتشدة، يوضح موقفهم الرافض للاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق، وتأييدهم لانتفاضة الأقصي في فلسطين. ففي تظاهرة 2002 شارك النائب العمالي المؤيد للحقوق العربية «جورج جالوي» والنائب «توني بن» وعمدة لندن «كين ليفنجستون» وآخرون. وفيما يخص الدور السياسي للرابطة فهي تشجع أعضاءها للتصويت في الانتخابات بطرق معينة حيث إنها تؤيد العمالي «كين ليفينجستون» عمدة لندن، وتؤيد حزب الخضر من إنجلترا، وويلد في جنوب شرق إنجلترا فالمسلمون يشكلون حاليا أكثر من 10% من السكان المحليين ل40 مقعدا سياسيا، ورابطة مسلمي بريطانيا تعتقد أن الناخبين المسلمين يمكن أن يؤثروا في نتائج ال40 مقعدا.

أسامة سعيد المتحدث الإسكتلاندي باسم رابطة مسلمي بريطانيا أعد مقالا نشرته صحيفة «جارديان» البريطانية في 2004 تحدث فيه عن التحول في توجهات أصوات المسلمين في الانتخابات البريطانية، حيث لم تعد هذه الأصوات حكرا علي حزب العمال، وإنما جاهزة للانضمام لأي حزب آخر يحقق آمالهم. وظهر ذلك جليا عندما وجهت الرابطة الإسلامية في 2003 رسالة تحذيرية لحكومة حزب العمال البريطاني بزعامة توني بلير مهددين بأنهم سوف يصوتون ضدها في الانتخابات القادمة مثلما صوتوا لسارة تيسير في الانتخابات الفرعية الأخيرة في «برنت إيست» مالم تغير سياستها، وتجعلها أكثر أخلاقية. والجدير بالذكر أن سارة استطاعت الفوز بالمقعد علي حساب مرشح حزب العمال الأقوي في بريطانيا عن طريق أصوات المسلمين هناك والتي حشدتها جيدا الرابطة. وأيضا موقفهم من وزير الخارجية البريطاني «جاك سترو» المؤيد لسياسات أمريكا في أفغانستان والعراق،إذ قاموا بحشد 26 ألف صوت انتخابي ضده في انتخابات عام 2006 داخل دائرته ببلاكبورن.. رأس الرابطة أنس التكريتي ثم تلاه أنس أمين بلحاج والتكريتي قام بترشيح نفسه لانتخابات البرلمان الأوروبي عام 2004 في منطقة YorkshireوHumber ولكنه لم يفز.


حسان أكيوسين إخواني فرنسي يثير ضجة الآن في فرنسا بسبب خطبه التي تطبع في أقراص مدمجة وتباع في الأسواق ويتبني من خلالها حسان عدة آراء أحدثت ضجة في باريس وعلي رأسها تحريم الإجهاض ومخالطة غير المسلمين والدردشة من خلال مواقع الإنترنت، وهي أشياء لا يتخيل المجتمع العلماني الفرنسي أن هناك من يحرمها.. وحسان له خطبة يعادي فيها الكيان الصهيوني مما جعل أنصار إسرائيل في فرنسا يطالبون الاتحاد الإسلامي بسحب هذه الخطب من المكتبات والأسواق لأنها تعادي السامية علي حد قولهم. الحركة الإخوانية في فرنسا كانت مشتتة طوال عشرات السنين حتي ظهرت ملامحها جيدا في الثمانينيات وتكونت من خلال انصهار حركتين إسلاميتين.. الأولي حركة أنصار راشد الغنوشي، مؤسس الجماعة الإسلامية في تونس,بعد أن لجأ الغنوشي للإقامة في لندن ابتداء من العام 1991 بعد منعه من البقاء في فرنسا.. والأخري، حركة أنصار فيصل مولوي اللبناني، وهو أحد قيادات الإخوان المسلمين.. وكان قد عاش لفترة في فرنسا، حيث شارك في تأسيس جمعية الطلبة الإسلاميين هناك (AEIF) .

انصهار الحركتين تولد منه اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا وهو من أكبر الفيدراليات الإسلامية ويستمد هذا التنظيم قوته من شبكة تضم أكثر من 200 جمعية تغطي مختلف ميادين الحياة الاجتماعية، ووفق النظرة الشمولية للإسلام الموروثة عن الإخوان المسلمين. أنشئ الاتحاد الإسلامي سنة 1983 في (مور ثاي موزال) وكان طالبان بالجامعة وراء عملية التأسيس، هما: التونسي عبدالله بن منصور تلميذ الغنوشي والعراقي محمود زهير تلميذ مولوي. في أكتوبر 1989 قام الرئيس والسكرتير العام للاتحاد بزيارة ل«أرنست شنيير» مدير مدينة «كراي» قصد إقناعه بإعادة إدماج الفتيات الثلاث المستبعدات عن مدارسهن كما قاموا بتوجيه رسالة مفتوحة للوزير الأول ميشال روكار يشرحون له فيها أن القرآن يفرض علي المرأة ارتداء الخمار. وكان ذلك بداية الشهرة الإعلامية للاتحاد. ويوجد مقر الاتحاد في المنطقة الصناعية «ب» «كورناف» في فرنسا. وهو الفرع الفرنسي من اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا .. ينقسم اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا إلي 8 جهات إدارية،كما ينقسم أعضاء الاتحاد إلي ثلاث مجموعات حسب درجة الولاء والالتزام، فهناك العاملون (50 فردا) والأصدقاء (50 فردا) والمتعاطفون (100 فرد)، والاتحاد ينفي دوما صلته بجماعة الإخوان المسلمين, ولكن مطبوعاته الدورية باللغة الفرنسية لا تنفي ذلك: فأولي مطبوعات الاتحاد باللغة الفرنسية كانت عن: حسن البنا وسيد قطب والمودودي (المفكر الباكستاني الذي ناضل لتأسيس دولة إسلامية في شبه القارة الهندية). وهناك أيضا شخصية محورية أخري هي مفتاح هذا الارتباط، إنها شخصية يوسف القرضاوي. الجدير بالذكر أن أغلب أعضاء الاتحاد من الفرنسيين المسلمين والبقية من الجاليات العربية والآسيوية الإسلامية هناك ولعل هذا ما يجعل الاتحاد ذا ثقل سياسي ومجتمعي داخل فرنسا. والاتحاد تنبثق منه جمعية المرأة المسلمة في فرنسا وهي أهم جمعية فرنسية تضم النساء المسلمات.

تمويل الاتحاد في البداية كان يشرف عليه الشيخ زايد أمير دولة الإمارات العربية المتحدة وحاليا تموله مؤسسة آل مكتوم ويعتمدون أيضا علي هبات أثرياء الخليج وما يتلقونه من الخارج لايتجاوز نسبة 30% من الميزانية الكلية.

والاتحاد الآن يحتل ثلث مقاعد المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية. ولم يبعد الاتحاد عن السياسية في فرنسا بل كان له دور كبير في دعم ساركوزي لرئاسة الجمهورية في ولايته المنقضية وكان ذلك الدعم بمثابة رد الجميل،حيث إن الاتحاد لم يكن سوي مجرد ملتقي لعدد قليل من الطلبة والناشطين الإسلاميين المنفيين والمستبعدين من بلادهم, وفي العام 2003 صارت هذه الفيدرالية الجهة الإسلامية المفضلة لدي الدولة من أجل «تسيير» أفضل للإسلام في فرنسا واستطاع ساركوزي دعم الاتحاد بدعوي أنه صوت الإسلام الراشد في باريس، ولكنه في الحقيقة كان يغازل أصوات أعضائه التي تجاوزت المائة ألف.!

اتحاد الجاليات والمنظمات الإسلامية هو الفرع الإيطالي لاتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا ومنتشر في كل إيطاليا،ابتداء من صقلية في أقصي الجنوب إلي أقصي شمال إيطاليا.. ويدير حوالي 130 مسجدا ومركزا إسلاميا من جملة حوالي 500 مسجد ومركز تتوزع في كامل أنحاء إيطاليا ومقره الرئيسي بمدينة روما وإن كان أعضاء الهيئة الإدارية العليا يقيم أغلبهم خارج روما. تحاول الحكومة الإيطالية إنشاء كونفدرالية للمسلمين تكون لها الوصاية عليها مع إقصاء اتحاد الجاليات والمنظمات الإسلامية بإيطاليا لقربه من جماعة الإخوان، وباعتباره الفرع الإيطالي لاتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا والذي يسيطر عليه تيار الإخوان المسلمين في أوروبا. والتيار الإخواني في إيطاليا يصنف كتيار معارض للحكومة الإيطالية، فهم كانوا من أشد المعارضين لبيرلسكوني رئيس الوزراء الإيطالي إذنال بيرلسكوني حملة تحذيرية شرسة من الاتحاد لتوصيفه لهم بالغجر والمهاجرين.

والاتحاد في إيطاليا له دور سياسي بارز فهو قادر علي الحشد في الانتخابات بجميع أنواعها.. ويؤيد دائما اليسار المعارض في إيطاليا الذي يعتقد البعض أنه دخل في تحالف قوي مع التيار الإسلامي هناك منذ سنوات عديدة.

الوضع في إيطاليا لايختلف عن الوضع في باقي الدول الأوروبية فيما يخص جماعة الإخوان ولكنه اهدأ إلي حد ما بسبب الظروف المستقرة واختفاء المعوقات التي يواجهها الإسلاميون في دول أخري.

بيرلسكونى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.