• «الملوخية» تساعد على تحسين الحالة المزاجية.. وتزيد من نسبة «هرمون العاطفة» فى الجسم حذرت الدكتورة مها راداميس، استشارى التغذية وعضو الجمعية الأمريكية لعلاج السمنة، من الإفراط فى تناول اللحوم خلال عيد الأضحى، مشيرة إلى أن المصريين هم الشعب الوحيد فى العالم الذى يربط «الأكل».. بالأعياد! • وأوضحت د. «راداميس» فى حوار ل«الصباح» أن المشكلة ليست فى أن المصريين يعشقون «الأكل» ولكن فى كونهم لا يعرفون الصحى منه، محذرة من أننا نستهلك كميات كبيرة من الدهون الحيوانية، وهذا سبب انتشار أمراض القلب.. وإلى نص الحوار: * يقال إن المصريين شعب «ذوّاق» لكنه يقتل نفسه بالأكل.. ما رأيك فى هذه المقولة؟ - المشكلة ليست فى أننا نعشق الأكل ولكن فى كوننا لا نعرف كيف نختار الصحى منه، والخطورة ليست فى نوعية الطعام بقدر ما هى فى كميته، فنحن نستهلك كميات كبيرة من الأطعمة تعتمد فى أغلبها على الدهون والبروتينات الحيوانية، وهذا سبب انتشار أمراض القلب والكبد عندنا، وعلينا أن ندرك أن الوقاية خير من العلاج ولعلنا الشعب الوحيد فى العالم الذى لديه عادة غريبة وهى ربط الأكل بالمناسبات السعيدة، فعيد الأضحى مرتبط بأكل اللحوم والوجبات الدسمة، ورمضان مرتبط بالحلويات والمشويات والمسبكات، وعيد الفطر مرتبط بالكعك وهكذا. * للمصريين عادة قديمة يحرصون عليها فى العيد وهى تناول الفتة على الإفطار.. هل لها أضرار؟ - جميع مأكولات عيد الأضحى يجب أن نحذر منها لأن الكثيرين يتناولون هذه المأكولات على مدار 5 أيام منذ يوم وقفة عرفة وحتى رابع يوم العيد، مع أن لها أضرارا صحية جسيمة، وتناول «الفتة» على الفطار أول أيام العيد أمر غير صحى وليس من المعقول أن نتناول أرزا وصلصة وخلا وثوما على معدة خاوية، وعلى من هم فوق سن الأربعين مراعاة الابتعاد نهائيًا عن تناول الأغذية التى تحتوى على أحماض دهنية والوجبات المشبعة بالدهون خلال العيد، لأن تناول هذه الأطعمة يسبب اضطرابات فى مستوى السكر فى الدم، وكذلك ارتفاع ضغط الدم بشكل قد يؤدى إلى الإصابة بالجلطات الدماغية التى يكون كبار السن عرضة للإصابة بها * وما هى الأضرار المرتبطة بالإكثار من اللحوم خلال أيام العيد؟ - الإفراط فى تناول اللحوم يسبب الحموضة والانتفاخ، وخاصة لحوم الضأن الغنية بالدهون، والتى ترفع نسبة الكولسترول فى الدم، والمبالغة فى استهلاك هذه الأطعمة الدسمة تسبب فرطًا فى إفراز أحماض المعدة، والأكل الدسم يسبب خللاً فى وظائف الأوعية الدموية، ويؤدى إلى تصلب الشرايين الذى يمهد للتعرض للأزمات القلبية. * وأفضل طريقة لطهى اللحوم؟ - أفضل طريقة هى «السلق» فى قليل من الماء، بينما الشوى أخطر طرق الطهى صحيًّا؛ ويؤدى إلى الإصابة ببعض الأمراض السرطانية على المدى البعيد، ويجب إخلاء اللحوم من الدهن لتجنب عسر الهضم وزيادة مستوى الدهون فى الدم والبعد عن تصلب الشرايين وأمراض القلب والسمنة. * الكثيرون يقبلون على تناول الكبدة والممبار.. هل لها أضرار؟ - الكبدة «الضانى» خطرة جدًا لأنها تحتوى على العديد من الدهون والسموم، ومن المأكولات الأخرى الممنوع تناولها «الممبار» فهو يكون محشوًا بالأرز ويحمر بالسمن مما يجعله مرتفع السعرات الحرارية، وكذلك «الرقاق» باللحم المفروم. * قطاع كبير من المصريين يشكو من الحموضة والانتفاخ ومشكلات المعدة.. هل لهذا علاقة بالطعام؟ - هناك ارتباط بالفعل، وللتغلب على الحموضة والانتفاخ ينبغى عدم تناول الطعام بسرعة كبيرة، والحرص على أخذ الوقت الكافى للمضغ والبلع، كما أنه من الأفضل أن تكون الوجبات خفيفة وليس فيها دهون كثيرة، أو تعتمد بشكل كلى على الطعام المقلى. ولدينا عادة خاطئة وهى أننا نأكل ونذهب إلى النوم مباشرة بعد ذلك، إذ يجب الانتظار ساعتين على الأقل من تناول الأكل ومن ثم الخلود إلى النوم، مع تجنب الاستلقاء على الأريكة مباشرة بعد تناول الطعام، حيث إن هذا الوضع يساعد على تسرب الحامض من المعدة إلى المرئ. ولتفادى الحموضة والانتفاخ، يمكن تناول «السلطة» التى تحتوى على الخضار الغنى بالألياف، بالإضافة إلى الفاكهة، واحتساء الأعشاب مثل «البابونج» الذى يعمل على تخفيف التوتر، ويمنع تراكم الحامض فى المعدة، وهناك بعض الأطعمة تعالج الحموضة مثل الموز فهو معادل طبيعى للحموضة فى الجسم، ويمكن أن يساعد فى الحد من عصائر المعدة، وشاى الزنجبيل من أقدم وسائل العلاج المنزلية للحموضة، والكركم يمكن طهيه مع وجبات الطعام لآنه يساعد على الهضم بشكل صحى ويمنع الحموضة، كما شرب الماء بعد كل وجبة يزيل الحموضة من المرىء، ويخفف من تركيز الحمض فى المعدة ويساعد على الهضم بشكل أكبر. * هل السمنة أصبحت مرض العصر فى مصر؟ - غالبية المصريين يعانون من البدانة، والمشكلة أن آثار السمنة السلبية لا تقتصر على الضيق النفسى أو عدم القدرة على ارتداء الملابس المناسبة، بل الخطورة فى كونها سببًا فى الإصابة بالعديد من الأمراض خاصة متاعب القلب والعمود الفقرى، والغريب أن معظم من يعانون منه لا يتجاوز عمرهم الأربعين عامًا، نظرًا لحرصهم على تناول الوجبات السريعة والجاهزة وعدم الحركة. * وهل الريجيم يسبب الاكتئاب حقًا؟ - مشكلتنا نحن المصريين أننا نتبع أنظمة عشوائية فى الريجيم تعتمد على الوصفات، إذ يعتمد الشخص على طريقة فى الريجيم جربها شخص آخر، مع أنها قد لا تكون مناسبة له على الإطلاق. * ما أبرز الأخطاء التى يقع فيها البعض عند اتباع نظام لإنقاص الوزن؟ - لجوء البعض إلى الأنظمة القاسية للحصول على نتائج سريعة كأن يحرم نفسه من الأكل ويقتصر على وجبة واحدة فقط، أو اللجوء لحبوب التخسيس، وهو ما يؤدى إلى حدوث مشكلات صحية مثل نقص الحديد والكالسيوم والخمول وتقرحات فى المعدة والقولون، بل إلى نتائج عكسية، حيث يعمل على حدوث زيادة سريعة وكبيرة فى الوزن عند التخلى عن هذا النظام. * ما رأيك فى أدوية التخسيس؟ - إنها مرفوضة تماما لأنها بالغة الضرر. *النحافة شبح يهدد جمال المرأة خاصة المتزوجات أو المقبلين على الزواج.. فهل لها علاج؟ -على السيدة أو الفتاة النحيفة إجراء تحاليل لتحديد السبب، فقد يكون السبب هو الغدة الدرقية أو وجود طفيليات فى المعدة أو فقر الدم الذى يؤدى بدوره لفقدان الشهية، وعلى السيدة النحيفة عدم شرب المياه قبل أو أثناء أو بعد تناول الأكل مباشرة، وأن تأكل بمعدل أسرع ولا تنشغل عن الأكل وتهتم بأكل الحلويات فى حالة إذا لم تكن مصابة بالسكر، ومن المفضل تناول الأكل المطبوخ بالزيت عن المطبوخ بالسمن، لأنه أسهل فى الهضم، وبالتالى يساعد على السماح بتناول كميات أقل من الطعام. * ما رأيك فى المثل الذى يقول: «أقصر طريق إلى قلب جوزك معدته»؟ - هذه مقولة خاطئة بالطبع، والواقع يثبت عكسها، وهناك كثير من العلاقات الزوجية فشلت بسبب زيادة الوزن بل إنها تحدث إحباطًا من الناحية الجنسية وتصيب الرغبة فى مقتل، ويكون الإشباع ضعيفًا والمتعة أضعف، ومن هنا تحدث الخلافات والمشكلات بين الزوجين، وإذا كان «الكرش» يسبب العجز الجنسى للرجل، فإن السمنة قد تؤدى إلى انفصال الزوجين فى أحيان كثيرة. * هل هناك «روشتة غذائية» للحب والسعادة؟ - هناك أطعمة تساعد على تحسين الحالة المزاجية، وتزيد من هرمون العاطفة فى الجسم ومنها الملوخية، حيث تحتوى على حمض «التربتوفان» الذى يعمل على تكوين هرمون السعادة، وأيضا فاكهة الفراولة والموز، بالإضافة إلى البروتينات مثل صدور الفراخ والسمك. * بالنسبة للحامل. هل هناك أطعمة مفيدة تعمل على سلامة نمو الجنين؟ -بالطبع، هناك أطعمة مفيدة تعمل على سرعة نمو الجهاز العصبى للجنين، أهمها حمض «الفوليك»، الفيتامين السحرى فى تجاوز العيوب الخلقية للجنين، حيث يساعد على اكتمال نمو الجهاز العصبى المركزى والدماغ بصورة طبيعية، وعلى الحامل تجنب تناول أمعاء الماشية التى تحتوى على فيتامين «أ»، إلى جانب الامتناع عن تناول «البرجر» والألبان غير المعقمة، وعدم تناول الفول المدمس أو السودانى. وأنصح بالأسماك والمأكولات البحرية، فهى مصدر مهم للبروتين والحديد وخصوصًا السردين الطازج، إلى جانب سمك «السالمون» الذى يحتوى على أحماض دهنية أساسية لازمة لنمو المخ، وينبغى أن يكون ذلك فى حدود المعقول لأن كثرة تناول المأكولات البحرية يمكن أن تعيق تطور دماغ الجنين. * لعيد صحى وآمن.. ماذا نأكل؟ - نتناول الأغذية المحتوية على مضادات الأكسدة ومنها الخضراوات، وخاصة البقدونس والخيار والفواكه والمأكولات المحتوية على «الأوميجا 3» خاصة الأسماك الماكريل والتونة والسلمون والمكسرات. وينبغى الابتعاد عن المقليات والمأكولات المحمرة الغنية بالدهون المشبعة، والتى تؤدى إلى تراكم الكوليسترول الضار على جدران الشرايين خاصة شرايين المخ والقلب، ما يؤدى- بدوره- إلى مشكلات صحية، وكذلك الابتعاد عن الدهون المتراكمة فى اللحوم الدسمة، وعدم الإكثار من تناول لحوم الضأن أو الأعضاء الداخلية للذبيحة لاحتوائها على نسبة عالية من الكوليسترول و«البيورين» الذى يؤثر على وظائف الكلى.