رصدت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA زيارة سرية للغاية لوفد أمنى إثيوبى رفيع المستوى من هيئة الأمن القومى والاستخبارات الإثيوبية NISS، إلى العاصمة الصينيةبكين فى الفترة من 15 إلى 17 مارس الماضى، وكشف التقرير الذى أعدته CIA بشأن هذه الزيارة، وحصلت «الصباح» على نسخة منه، أن الوفد الإثيوبى حمل معه خطابًا رسميًا إلى الاستخبارات الصينية من «مولاتو تيشوم» الرئيس الإثيوبى، وأن الخطاب الذى كتب باللغة الصينية بخط يد الرئيس الإثيوبى الحاصل على درجة الدكتوراه فى القانون الدولى من جامعة بكين، شمل معلومات غاية فى السرية عن التحركات المصرية الأخيرة ضد مشروع سد النهضة. وفضح التقرير الأمريكى علاقة «مولاتو تيشوم» الرئيس الإثيوبى بالحكومة التركية الحالية حيث ألمحت معلومات الاستخبارات الأمريكية إلى شغله منصب السفير الإثيوبى لدى دولة تركيا فى الفترة من 21 أكتوبر 2006 حتى 7 أكتوبر 2013، وأشارت المعلومات أن تركيا وقفت بشكل هادئ وغير مباشر وراء الدفع به لتولى الرئاسة الإثيوبية، وأن أنقرة مولت مشروعات إثيوبية بما فيها سد النهضة فور توليه الحكم فى أديس أبابا بمبلغ مليارى دولار أمريكى. بينما تجاهلت المعلومات الأمريكية إمكانية تكليف تركيا للرئيس الإثيوبى الانتهاء من مشروع سد النهضة حتى تضغط استراتيجيًا على النظام المصرى فى ملفات تعتبرها أنقرة على قمة أولوياتها فى الشرق الأوسط وعلى رأسها مساندة عودة الإخوان المسلمين للحكم.
فى سياق متصل تأسيسًا على المعلومات الاستخباراتية الأمريكية طلب الوفد الإثيوبى من المسئولين الصينيين إبلاغ أديس أبابا بكل تحرك مصرى سرى للحصول على طائرات التزود بالوقود العملاقة فى الجو خاصة من طرازى KC-135E وKC-135R. وحذر وفد الاستخبارات الإثيوبية الصينيين أثناء الزيارة التى أحيطت فى بكين بسرية تامة وتعتيم إعلامى كامل من حصول القاهرة على ذلك النوع مؤكدًا أن طلب مصر لطائرات التزود بالوقود فى الجو أو تمكنها من استخدام تلك الطائرات يعنى أنها ستهاجم سد النهضة الإثيوبى فى فترة قدرتها من 3/6 شهور تحسب من تاريخ استلام القوات الجوية المصرية للطائرات أو بداية تدريبها عليها. بينما أكد تقرير المعلومات الأمريكية الذى كشف الخبر عدم امتلاك مصر لطائرات التزود بالوقود فى الجو الأمريكية طرازى KC-135R/E الثابت إنتاجهما فى شركة بوينج العالمية بناء على أصل رسومات الطراز المدنى بوينج 80-367، وأبرز التقرير الاستخباراتى الأمريكى عملية محاكاة وهمية أثبتت المسافة التى تحتاجها الطائرات من مصر لقصف سد النهضة تبلغ حوالى 2460 كيلو مترًا، بينما تبلغ المسافة القصوى لطائرات التزود بالوقود من الطرازين 17.766 ألف كيلو متر جوى.
وفى مفاجأة من العيار الثقيل قدم الجانب الصينى إلى الوفد الإثيوبى ملفًا حساسًا فى إطار اتفاقية سرية لتبادل المعلومات الاستخباراتية وقعت عام 2013 بين أديس أباباوبكين، وكشف امتلاك أكبر حلفاء مصر فى منطقة الشرق الأوسط ذلك النوع من طائرات التزود بالوقود وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والجزائر، كما ذكر الملف امتلاك إسرائيل وتركيا وباكستان لنفس النوع، مما أدى إلى اضطراب المعلومات الإثيوبية رأسًا على عقب بعدما أكدت معلومات الصين وجود تلك الطائرة بالفعل تحت تصرف مصر مما يعنى إمكانية تنفيذ أى عملية محتملة بعد ساعة واحدة من قرار القاهرة السيادى بشن الغارة على سد النهضة حال فشكل جميع الجهود الدبلوماسية.